كيف تجاوزت آبل أزمة آيفون وأصبحت قيمتها تريليون دولار

القيمة السوقية لشركة آبل يصل إلى تريليون دولار

تمكنت شركة آبل من الوصول إلى القيمة السوقية تريليون دولار بعد أن حققت أسهمها في البورصة الامريكية أرقاما قياسية جديدة.

وصلت الشركة الأمريكية إلى هذه القيمة قبل منافساتها الأخرى بما فيها أمازون وجوجل ومايكروسوفت، لتؤكد مجددا على أنها الأفضل، هذا في الوقت الحالي.

التحدي بالنسبة لعملاقة صناعة آيفون هو أن تبقى فوق تريليون دولار لأن منافساتها تقترب كلها من تحقيق هذه القيمة السوقية وقد تتجاوزها أمازون التي يقول البعض أنها ستكون الأكبر في العالم دون أن نقلل من شأن جوجل ومايكروسوفت في هذا السباق.

قبل عامين كان هناك حديث متنامي عن أزمة آيفون وتراجع المبيعات والحصة السوقية، وقد تمكنت شركة هواوي من تجاوزها على مستوى المبيعات لتتراجع آبل إلى المرتبة الثالثة ضمن أكبر مصنعي الهواتف الذكية.

  • الرهان على ولاء جمهور آبل

تتمتع آبل بولاء كبير من المستهلكين والعملاء ومحبيها بشكل عام، هذا الولاء أكبر بكثير مما نعتقد حيث أن الأزمة لم تدفعهم للتخلي عنها.

تعود هذه العلاقة القوية إلى حقبة ستيف جوبز الذي استطاع كسب القلوب وبناء جمهور كبير على أسس قوية، ونعتقد أن جمهور هذه الشركة “متعصب” لهذه العلامة التجارية لذا يفضلون منتجاتها بشكل عام على منتجات المنافسين حتى وإن لم تكن الأفضل، والسبب الدعم الفني وتركيز الشركة على تصميم منتجاتها بدقة ووجود مزايا تميزها عن أجهزة المنافسين مثل أنظمة تشغيلها التي لا تتوفر إلا في أجهزتها آيفون و آيباد و الماك والقائمة طويلة.

  • سياسة تسعير مربحة

إلى الآن لم تتخلى الشركة عن سياسة التسعير التي تتبعتها منذ سنوات طويلة، وهي إصدار أجهزتها ومنتجاتها بأسعار أعلى من المنافسين.

وهناك سببين وراء ذلك، الأول أن آبل تبيع باسمها أو علامتها التجارية المرتبطة في أذهان الناس مع الجودة والثمن المرتفع، الثاني هو سعيها إلى الرفع من هامش الربح وتحقيق أكبر هامش من كل مبيعة وهو ما يتحقق تماما مع آيفون و آيباد والماك وساعتها الذكية.

هذا يجعل المنافسين الذين يبيعون بأسعار أقل يعملون على بيع وحدات أكبر للوصول إلى نفس الأرباح أو لتخطي الارقام التي تحققها الشركة.

ورغم أن المراقبين قد طالبوا الشركة بالعمل على تغيير سياستها، والتركيز على الهواتف المنخفضة الثمن لزيادة المبيعات إلا أنها تتجاهل ذلك وتركز على البيع بسعر أعلى.

  • التركيز على الربح من الخدمات وما بعد بيع الأجهزة

هناك أكثر من مليار آيفون نشط في العالم، والملايين من آجهزة هذه الشركة ونتحدث عن عائدات كبيرة من كل هذه المبيعات.

وفي ظل تراجع معدل ترقية المستخدمين إلى الأجهزة الجديدة واستخدامهم الهواتف والحواسيب لفترات أطول قبل الإنتقال إلى موديل أحدث، تستغل آبل “هذا التحدي” لمصلحتها من خلال تحقيق الأرباح من متجر التطبيقات حيث تحصل على عمولة من مبيعات التطبيقات والألعاب.

دخلت آبل إلى مجال الموسيقى من خلال Apple Music كما أنها توسعت إلى خدمة التخزين السحابي من خلال خدمة iCloud التي توفر من خلالها أيضا خططا مدفوعة للمشتركين.

تبيع آبل أجهزة Apple TV وتربح أيضا من خلال الإشتراكات الشهرية لخدمة البث التي تصل تكلفتها إلى 40 دولار.

  • نجاح متنامي لخدمة Apple Pay

تمكنت آبل خلال السنوات الأخيرة من الدخول إلى مجال المدفوعات المحمولة، وقد أطلقت خدمتها بداية في الولايات المتحدة ثم سريعا ما وفرتها في المزيد من البلدان منها الإمارات العربية المتحدة.

لدى هذه الخدمة حاليا 252 مليون مستخدم حول العالم، وهناك تسارع في نمو الاستخدام وحجم المعاملات المالية أيضا بشكل متزايد.

ويفضل مستخدمي آيفون هذه الخدمة على خدمات الدفع المحمول مثل Square وباي بال، فيما تريد الشركة الوصول إلى مليار مستخدم خلال السنوات القادمة.

أعلن تيم كوك في النتائج المالية الأخيرة أنه كان هناك أكثر من مليار معاملة باستخدام Apple Pay خلال الربع السابق، وتنبأ مراقبون بنسبة 200 بالمائة من نمو المعاملات في العام المقبل.

يعد نجاح هذه الخدمة دليلا على استراتيجية تيم كوك الذي يركز على الربح من بعد بيع المنتجات من خلال إتاحة الخدمات للمستخدمين دون إعلانات بل من خلال اشتراك مدفوع او اقتطاع عمولة من كل معاملة.

 

نهاية المقال:

نجحت آبل في تخطي أزمة تراجع مبيعات آيفون من خلال زيادة عائداتها وأرباحها من مصادر أخرى واتباع استراتيجية تطرقنا إليها في هذا المقال.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز