لماذا تجاهلت فيس بوك وشركائها البنوك في عملة ليبرا Libra؟

لماذا تجاهلت فيس بوك وشركائها البنوك في عملة ليبرا Libra؟

أعلنت اخيرا فيس بوك عن عملة ليبرا Libra، وهي عملة رقمية مشفرة تطورها Libra Association التي تعد فيس بوك جزاء منها إلى جانب 25 مؤسسة على الأقل والعدد سيتزايد إلى 100 شركة مؤسسة للمشروع.

واحدة من أهم الملاحظات في هذا المشروع المثير للإهتمام، هو غياب البنوك ضمن الأسماء التي أعلن أنها استثمرت 10 ملايين دولار في المشروع.

كل شركة من الشركات المشاركة في المؤسسة الغير الربحية والتي تتخذ من سويسرا مقرا لها، ستقوم باستثمار 10 ملايين دولارات على الأقل.

هناك العديد من شبكات الدفع، بما في ذلك Visa و MasterCard و PayPal، وهي ثلاثة من أكبر الشبكات في العالم، يمكن لهذه الشركات أن تساعد في توجيه المعاملات ودعم قبول التاجر.

هناك معالجات للدفع عبر الإنترنت مثل Stripe و PayU، الذين يساعدون في ضمان قبول سلس للتاجر عبر الإنترنت.

هناك شركات تداول العملات الرقمية المشفرة مثل Coinbase و Xapo و Anchorage و Bison Trails.

هناك أيضا شركتان أوروبيتان للاتصالات وهي Iliad وفودافون.

هناك العديد من التجار بما في ذلك eBay و Booking.com و Mercado Libre و Farfetch.

لكن لا توجد بنوك ضمن هذه القائمة لنتساءل: لماذا تجاهلت فيس بوك وشركائها البنوك في عملة ليبرا Libra؟

  • تجاهل أكبر اللاعبين في القطاع المالي

جي بي مورغان، بنك أوف أميركا، سيتي جروب وغيرهم غائبون بشكل واضح، رغم أنه يجني كل منها مليارات الدولارات من الرسوم سنويًا عن طريق إصدار بطاقات الائتمان، والعمل كمعالجين للعمليات التي يقوم بها التجار والمستهلكين وتقديم خدمات دفع تجارية وتجزئة أخرى في نظام مدفوعات معقد.

يمكن أن يكون هذا العمل جيدًا للغاية في عالم يسود فيه التاجر العالمي بدون احتكاك ومدفوعات نظير إلى نظير مع رسوم منخفضة للغاية.

علاوة على ذلك، يتم تنظيم البنوك بشدة في الولايات المتحدة وفي مختلف بلدان العالم وتخضع للرقابة من البنوك المركزية.

الإعلان عن مشروع عملة ليبرا بدون مشاركة من البنوك الكبرى أو البارزة، يعد علامة واضحة على تجاهل هذه المؤسسات التي تشكل

  • البنوك لديها حساسية اتجاه العملات الرقمية

لطالما تصرفت البنوك بحساسية كبيرة اتجاه العملات الرقمية المشفرة، بعضها منع استخدام بطاقات الفيزا والماستركارد التي تصدرها في شراء بيتكوين ومنافساتها.

والبعض الآخر يعمل على تجميد الحسابات البنكية التي تبث أن اصحابها يستخدمونها لتداول العملات الرقمية المشفرة.

خلال الأشهر الماضية أطلقت JPMorgan عملتها الرقمية البنكية المستقرة JPM Coin، وهذا البنك لطالما هاجم رئيسه التنفيذي بيتكوين والعملات الرقمية ونصح بالإبتعاد عنها.

عملة JPM Coin ما هي إلا محاولة من البنك العملاق من أجل صرف نظر الناس والبنوك عن الريبل و بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى وهي عملة غامضة وربما لا تعتمد على بلوك تشين.

أما البنوك المتخصصة مثل Silvergate تقدم الخدمات المصرفية للشركات ذات الصلة بعالم العملات الرقمية المشفرة.

  • تحدي للبنوك المركزية والبنوك التجارية

العملة التي تطورها Libra Association تأتي بشيء قوي، عملة غير تابعة للدولة مدعومة بسلة من الأصول، وهو ما يعد سابقة خصوصا من شركات تحترم القوانين المالية والتجارية وتخضع للقوانين.

بالتأكيد تعمل كل من فيس بوك و Libra Association بجد وراء الكواليس لإرضاء المنظمين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأماكن أخرى، في الواقع لقد قاموا مؤخرًا بتعيين أحد كبار جماعات الضغط في المملكة المتحدة لهذا الغرض.

لكن الحقائق تبقى: هذه الحكومات والبنوك المركزية متشابكة بعمق مع أكبر البنوك في كل بلد في العالم تقريبًا، من منظور تنظيمي واعتمادي، من الذي يمكن أن ينسى قانون الاستقرار الاقتصادي الطارئ لعام 2008، والمعروف باسم “خطة إنقاذ البنوك لعام 2008” في الولايات المتحدة؟

في الواقع، دعا وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير بالفعل “محافظي البنوك المركزية لمجموعة السبع، حماة النظام النقدي العالمي، إلى إعداد تقرير عن مشروع فيس بوك لاجتماعهم في يوليو”.

ربما لهذا السبب ترفض البنوك المشاركة في هذا المشروع، وقد تشارك بعضها في الأشهر المقبلة بعد أن يتضح بأن العملة تحظى بثقة الجميع.

 

نهاية المقال:

لا يوجد بنك ولا مؤسسة مالية تابعة للبنوك المركزية في مشروع العملة الرقمية التي تطورها Libra Association في سويسرا، هل هذه بداية تخلف البنوك عن القطار؟ أم أن هذه المؤسسات تستعد لتوجيه ضربة لهذه العملة من خلال المنظمين والبنوك المركزية؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز