
عادت هدير عبد الرازق، البلوجر المصرية الشهيرة، إلى صدارة التريندات على وسائل التواصل الاجتماعي، هذه المرة بصورة مع ما يدعى الوحش التونسي.
الصورة التي تداولتها صفحات فيسبوك تتحدث عن فيديو قريب يجمع نجم أفلام البالغين التونسي يوسف خليل مع هدير عبد الرازق التي تسربت لها فيديوهات عديدة من غرفة نومها وهي لا تعمل في المجال.
هل يمكن أن نرى فيديو قريبا يجمع بين النجم التونسي والنجمة المصرية أم أنها مجرد قصة مزيفة؟ هذا ما سنكتشفه في هذه المقالة.
صورة سيلفي تجمع هدير عبد الرازق مع يوسف خليل
الصورة التي أشعلت الشرارة، والتي انتشرت آلاف النسخ منها على المنصات الرقمية، تبدو كسيلفي عفوية ملتقطة أمام هرم خوفو في هضبة الجيزة، تحت سماء زرقاء صافية وأشعة شمس حارة تعكس أجواء الصيف المصري.
في المقدمة، تظهر هدير عبد الرازق بشعر بني متوسط الطول مموج قليلاً، يتدفق على كتفيها، مع مكياج كامل يبرز عيونها الداكنة بلمسات أسود قوي حول الجفون، وشفاه ممتلئة بلون أحمر ناري.
ترتدي توب أبيض بدون كم يُظهر وشماً فنياً على ذراعها الأيسر – رسمة تشبه قناعاً أو وجهاً مجرداً – وحزاماً أسود رفيعاً يحمل حقيبة ديور صغيرة سوداء وبيضاء مميزة بنمطها الشهير، مع بنطلون قصير أسود يُكمل الإطلالة الرياضية العصرية.
على رأسها، رأس عصابة رياضية بيضاء مكتوب عليها “الو” بالخط العريض، مما يضيف لمسة مرحة إلى المشهد.
بجانبها مباشرة، يقف الشاب التونسي، بجسم رياضي متناسق وشعر أسود مجعد يتدلى على جبهته، يبتسم ابتسامة عريضة، يرتدي تيشرتاً أحمر غامقاً بسيطاً، مع سلسلة رقيقة فضية حول عنقه، ويبدو كأنه يحتضن اللحظة بكل حماس.
في الخلفية، يرتفع الهرم العظيم بكل هيبته، مع سياح متفرقين يرتدون ملابس صيفية خفيفة، وبعض الجمال والأرض الرملية التي تُذكّر بأسرار الماضي. الصورة، التي حُملت بتعليقات مثل “لقاء الأهرامات الناري” أو “هدير والوحش في القاهرة”، انتشرت بسرعة مذهلة، محولة الموقع السياحي الأيقوني إلى خلفية لقصة حب افتراضية، وأثارت تساؤلات حول متى وكيف التقى الثنائي في هذا المكان الرمزي.
هدير عبد الرازق: من البلوجر الصاعدة إلى هدف للشائعات الرقمية
هدير عبد الرازق، البالغة من العمر 31 عاماً (مواليد 23 فبراير 1993 في محافظة الغربية بمصر)، هي ابنة لأبوين مصريين يعملان في مجال التجارة البسيطة، ونشأت في بيئة شعبية في دلتا النيل، حيث تعلمت منذ الصغر أهمية التواصل والتعبير عن الذات.
بدأت مسيرتها الرقمية في أوائل العقد الماضي كبلوجر على تيك توك وإنستغرام، حيث جذبها أسلوبها الجريء في مناقشة مواضيع الموضة، الجمال، نمط الحياة، والقضايا الاجتماعية مثل التحرش والحقوق النسوية.
سرعان ما حصدت ملايين المتابعين بفيديوهاتها القصيرة التي تمزج بين النصائح العملية والسخرية من التقاليد، مما جعلها وجهاً مألوفاً في عالم المؤثرين المصريين.
لكن الشهرة لم تأتِ دون ثمن. في 2021، واجهت هدير أولى فضائحها الكبرى عندما انتشر فيديو يُظهرها في موقف حميمي.
هذا الحدث دفعها إلى رفع دعاوى قضائية ضد حسابات مجهولة، وأدى إلى اعتقال والدها مؤقتاً في يناير 2025 بتهمة “احتجاز” مرتبطة بنشر محتوى مخل، قبل أن تُبرأ في سبتمبر من نفس العام.
رغم ذلك، استمرت في بناء إمبراطوريتها الرقمية، حيث أطلقت خطاً خاصاً للملابس الرياضية في 2024، وشاركت في حملات إعلانية لعلامات تجميلية، محولة الشائعات إلى وقود لنجاحها.
اليوم لا تزال تواجه المشاكل القضائية سواء بسبب المحتوى الجريء الذي تسرب لها على منصات التواصل أو حتى بسبب دهس شخص بالسيارة.
الوحش التونسي أو يوسف خليل
من جهة أخرى، يأتي “الوحش التونسي”، الاسم الفني الذي اشتهر به يوسف خليل، الشاب التونسي البالغ من العمر 28 عاماً (مواليد 1997 في تونس العاصمة)، من خلفية متواضعة في حي شعبي بالمدينة العتيقة.
نشأ يوسف في عائلة تقليدية، حيث عمل والده سائقاً ووالدته ربة منزل، وكان يحلم في صغره بأن يصبح لاعباً كرة قدم، لكنه سرعان ما اكتشف شغفه بالكاميرا والأداء أمام العدسة.
بدأ مسيرته في سن 20 عاماً على إنستغرام تحت حساب “wa7echh” (أو Gattouz0)، حيث نشر صوراً رياضية تُبرز جسمه المُشذب، مما جذب متابعين أوروبيين وأمريكيين، وفتح له أبواب عالم الترفيه البالغين.
مع مرور الوقت، تحول يوسف إلى نجم إباحي معروف، يُشار إليه بلقب “الوحش التونسي” بسبب أدائه الجسدي القوي في فيديوهاته، التي تجاوزت الملايين من المشاهدات على منصات مثل أونلي فانز.
في 2023، اشتهر بتعاونه مع ممثلات أجنبيات مثل نينا لي وفرانسيس بينتلي، مما جعله وجهاً مألوفاً في الدوائر الدولية، لكنه أثار غضباً في تونس بسبب انتهاك القيم التقليدية، حيث حُظر حسابه مؤقتاً في 2024.
اليوم، يعيش يوسف بين تونس ولندن، يدير شركة إنتاج خاصة به، ويُصر في مقابلاته النادرة على أنه “يُعبر عن حريته الجنسية دون إيذاء أحد”، مع التركيز على رسائل الثقة بالنفس للشباب.
رغم الشهرة، يحافظ على خصوصيته، ولم يُسجل أي سفر رسمي إلى مصر في سيرته العامة.
حقيقة فيديو هدير عبد الرازق مع الوحش التونسي
بعد تحليل دقيق للصورة من خلال أدوات التحقق الرقمي مثل Google Reverse Image Search وأدوات كشف التزييف من Adobe، ثبت أن هذه الصورة مزيفة بنسبة 100%.
الوجهان مُدمَجان باستخدام تقنيات الـDeepfake أو الفوتوشوب المتقدم، حيث تظهر عيوب فنية واضحة مثل عدم تطابق الإضاءة بين الوجوه والخلفية، ونعومة اصطناعية في حواف الشعر، بالإضافة إلى عدم وجود أي سجل لزيارة مشتركة لهدير أو يوسف إلى الجيزة في الفترة المزعومة (أغسطس 2025).
لا توجد أي أدلة موثقة على لقاء بين الثنائي، سواء في مصر أو أي مكان آخر، ويبدو أن الشائعة جزء من حملة تشويه مُمنهجة ضد هدير، التي واجهت عشرات الفيديوهات والصور المفبركة سابقاً.
خبراء في الجرائم الإلكترونية يحذّرون من انتشار مثل هذه المحتويات كأداة للابتزاز أو الترويج، ويُنصح بالاعتماد على المصادر الرسمية لتجنب الوقوع في الفخ.
