
في ضربة إلكترونية هزت أركان الإعلام والأعمال المصريين، أطلق المعارض المجهول المعروف باسم “الملك” قنبلة تسريب فيديو فضيحة سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للاستثمار والتطوير، وأحد أبرز رجال الأعمال المقربين من الدوائر الحاكمة.
الفيديو، نشره قناة “الملك” بتليجرام، يُظهر غطاس شبه عاري أثناء مكالمة فيديو حميمة مع امرأة يُزعم أنها إحدى عشيقاته، حيث يتغزل بها بكلمات جريئة ويصف تفاصيل جنسية صريحة، مما أثار موجة من الغضب والسخرية على وسائل التواصل.
هذا التسريب ليس الأول لـ”الملك”، الذي سبق أن فجّر فضيحة معتز عبد الفتاح، لكنه يأتي كتحذير مباشر لـ”المعرصين” في الإعلام والأعمال، وسط دعوة للشعب المصري للتحرك ضد “الفساد والغلاء”.
ما سبب تسريب فيديو فضيحة سمير غطاس
بدأت القصة في ساعات المساء من 22 أكتوبر، عندما نشر “الملك” – النشطاء المعارض الذي يُعتقد أنه يعمل من الخارج – الفيديو على قناته بتليجرام التي تضم عشرات الآلاف من المتابعين الذين يتابعون حملاته ضد “النظام والفاسدين”.
الفيديو، مدته حوالي 5 دقائق، مصور بكاميرا هاتف ذكي، يُظهر غطاس في غرفة فاخرة تبدو كشقة فندق أو منزل خاص، مرتدياً قميصاً مفتوحاً يكشف صدره، وهو يتحدث بلغة عربية مصرية عفوية مليئة بالإيحاءات الجنسية. “يا حلوة، هقولك إيه هعمل فيكِ لما أشوفك.. هخليكِ تصرخي من اللذة”، يقول في إحدى اللحظات، مصحوباً بضحكات وإيماءات يد تُشير إلى تفاصيل أكثر خصوصية.
اللقطات، التي تبدو مسجلة سراً، تُظهر غطاس في حالة حماس واضحة، بعيداً تماماً عن صورته الرسمية كرجل أعمال محترف.
التسريب لم يكن عشوائياً، فقد سبق أن أمهل “الملك” غطاس أربعة أيام للاعتذار عن تصريحاته السابقة التي طعنت في رجال المقاومة الفلسطينية واتهمت الشهيد إسماعيل هنية بـ”الإرهاب”، في سياق دعمه للسياسات الإماراتية-مصرية.
في منشور سابق على إكس، وصف “الملك” غطاس بـ”الإعلامي الممول من الإمارات”، وهدده بـ”الفضيحة إن لم يعتذر”، مما يجعل التسريب جزءاً من حملة مُمنهجة.
منشور “الملك”: تهديد بـ”10 أجزاء” ودعوة للثورة الشعبية
لم يكتفِ “الملك” بنشر الفيديو؛ بل أتبعه بمنشور طويل يُلخص فلسفته في “تأديب الفاسدين”.
في المنشور، الذي نُشر مباشرة بعد التسريب، كتب: “كل اللي نزلتلهم فيديوهات أو وثائق لهم عندي داتا بالساعات، والحاجات القبيحة دي أقلها. شوفتوا كم الوساخة اللي في الفيديوهات؟ أهي دي أقل حاجة ينفع تنزل للناس.. اللي مش هيتوبوا ويرجعوا هاكمل معاهم .. وكل واحد يعتبر نفسه نزله جزء أول بس من 10 أجزاء. أنا عاوز حل .. عاوز الناس النضيفة في الدولة يتحركوا .. غلاء الأسعار ع الناس وفشخ الشعب بينما انتوا قاعدين مفخدين على مليارات مش هينفع يكمل. أنا متابع كام إعلامي وعجبني الناس اللي طالعة تقف في صف الشعب وبطلت تعريص، لكن عيني عليكم.. هاسيب الإعلاميين المعرصين شوية يفكروا ويراجعوا نفسهم .. وهارجعلكم بعدين. اللي جاي تقيل يا شعب مصر .. وعلشان نتحرك، ويتحرك الكبار معانا في الجيش محتاجين الناس تجهز كل واحد في مكانه. الملك حضر .. اهرب يا عبدوو”.
هذا المنشور، الذي انتشر على إكس وتليجرام، يُظهر “الملك” كقائد ثوري افتراضي، يربط بين الفضائح الشخصية والأزمات الاقتصادية مثل غلاء الأسعار، ويُشير إلى “دعم داخلي” من “الكبار في الجيش”، مما يثير تساؤلات حول هويته الحقيقية، هل هو من نشطاء معارض، أم جزء من صراع داخلي في النظام؟
فيديو فضيحة سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط
سمير غطاس، البالغ من العمر 55 عاماً، ليس مجرد رئيس منتدى الشرق الأوسط؛ إنه رجل أعمال مصري بارز، يمتلك شركات في مجالات الاستثمار والعقارات، ويُعتبر مقربًا من الدوائر السياسية والإماراتية، حيث يُشرف على مشاريع مشتركة بين مصر والخليج.
بدأ مسيرته في التسعينيات كمهندس، ثم تحول إلى رائد أعمال، وأصبح وجهاً إعلامياً في برامج تلفزيونية يدافع فيها عن الاستثمارات الأجنبية والإصلاحات الاقتصادية.
لكنه أثار جدلاً سابقًا بتصريحاته الداعمة للسياسات الحكومية، مما جعله هدفًا للمعارضين، خاصة بعد اتهامه لقادة المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2025.
حتى الآن، لم يصدر غطاس تعليقًا رسميًا، لكن مصادر مقربة أكدت لـ”الدستور” أنه يُفكر في رفع دعوى قضائية ضد “الملك” بتهمة التشهير، معتبرًا التسريب “انتهاكًا للخصوصية وابتزازًا سياسيًا”.
انقسم الرأي العام بين الإعجاب بحملة “الملك” والاشمئزاز من التسريب. على إكس، حصدت المنشورات آلاف التفاعلات، مع تعليقات مثل “ده اللي بيحاضرنا على الأخلاق؟” أو “الملك بيطهر الإعلام”، بينما حذّر آخرون من “حرب إلكترونية تُهدد الاستقرار المصري.” خصوصا بعد تسريب فيديو المذيع معتز عبد الفتاح وفضيحة اللواء محسن المحلاوي.
