لماذا لم ترتفع أسعار الذهب والفضة خلال أزمة فيروس كورونا؟

لماذا لم ترتفع أسعار الذهب والفضة خلال أزمة فيروس كورونا؟

واحدة من أكبر التساؤلات في أزمة فيروس كورونا والتي تؤرق الكثير من المستثمرين في الذهب وحتى الفضة هي لماذا لم يستفيدان من هبوط الأسهم والتي خسرت أكثر من 24 تريليون دولار أمريكي؟

تاريخيا عندما يقبل المستثمرين على الأصول الخطرة فإن الذهب والفضة يتراجعان، وعند حدوث العكس في الأزمات يكون الإرتفاع لصالح الأصول الآمنة.

لكن هذا لم يحدث، وكانت هناك العديد من المفاجآت في هذه الأزمة، منها ارتفاع الدولار الأمريكي وتحوله إلى ملاذ آمن رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية متضررة بقوة بسبب الفيروس وأصبحت نيويورك ولاية منكوبة.

وبغض النظر عن سعر النفط الذي تهاوى بسبب حرب الأسعار بين الرياض وموسكو، يظل السؤال هو لماذا لم ترتفع أسعار الذهب والفضة؟

  • أزمة فيروس كورونا مختلفة عن الأزمات السابقة

في الأزمات السابقة كان قطاع السفر والسياحة وشحن المنتجات والسلع يعمل بكفاءة، وكانت الأزمة تكمن في قلة النشاط الاقتصادي وهجرة النقود من الأسهم إلى الأصول الأخرى وفي مقدمتها الذهب

لكن في أزمة فيروس كورونا الاقتصاد العالمي مشلول تقريبا والأنشطة انهارت ومعها العرض والطلب، وهناك مشاكل كبيرة في الشحن الدولي.

الأعمال التجارية القائمة على الاستيراد والتصدير تواجه مشاكل كبيرة هذه الأيام وفوضى غير مسبوقة، وللأسف رأينا العديد من الدول في أوروبا تصادر بعض الطائرات الصينية التي تحمل شحنات من الكمامات والأجهزة لإنقاذ الأزمة في إيطاليا وتستخدمها في مستشفياتها دون أن تصل إلى وجهتها الصحيحة.

  • انهيار تجارة الذهب والفضة دوليا

أدت المخاوف من قطع السبائك العالقة إلى انخفاض أسعار الذهب في لندن إلى ما دون عقود الذهب الآجلة.

ونقلت رويترز عن مصرفي لم يذكر اسمه في أحد البنوك الكبرى لتجارة الذهب قوله: “يوجد الكثير من الذهب ولكنه ثابت ولا يتم نقله”.

في حين وعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتحفيز غير محدود يوم الاثنين، مما أدى إلى قفزة في أسعار الذهب لا تزال هناك قضية الحجر الصحي واغلاق دول بأكملها، وقد أغلقت متاجر بيع المجوهرات والحلي وانهارت بالتالي المعاملات اليومية، وهناك قيود على السفر الجوي وإغلاق المطارات ولا أحد يعمل على نقل السبائك الذهبية حيثما تكون هناك حاجة إليها.

أكثر من ذلك هو أن العديد من التجار قلقون حتى من محاولة إرسال شحنة لأنها قد تتعثر أو ربما لن تصل إلى وجهتها الصحيحة، كما تقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز.

وفي الوقت نفسه، تقود المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا الأشخاص إلى الذهب كملاذ آمن، ويثار سؤال حول ما إذا كان هناك ما يكفي من الذهب في مدينة نيويورك للتسليم مقابل العقود الآجلة المتداولة في بورصة السلع التي تديرها مجموعة CME.

هناك مشاكل كبيرة على مستوى نقل الذهب وتداوله في هذه الظروف، وأبرز الحلول بالنسبة لمن يرغب في شراء الذهب حاليا هو اتباع ما تطرقت إليه في مقالة سابقة بعنوان: شراء الذهب اون لاين آمن وسهل وموثوق.

  • سيعود الذهب والفضة للتحليق عاليا بعد عودة الأمور إلى طبيعتها

مع انتهاء أزمة فيروس كورونا الأسابيع القادمة بإذن الله، ستواجه البورصات والبنوك المركزية بيانات اقتصادية سلبية وقد نرى استمرار لهبوط الأسهم على المدى المتوسط ضمن الأزمة المالية لسنة 2020، وقد يحل الركود الإقتصادي هذا الصيف وحينها لن نستغرب من وصول المعدن الأصفر إلى 1800 دولار وأكثر.

لذا فأي شخص يبيع هذه الأصول حاليا يضيع على نفسه كسب أموالا طائلة من الإرتفاعات القادمة والمرتقبة.

يستمر شبح الركود الإقتصادي في تخويف المستثمرين ورجال الأعمال حول العالم، وهو الخطر الذي سيتنامى بكل تأكيد خلال الأشهر القادمة.

 

إقرأ أيضا:

خدعة تراجع الذهب بسبب فيروس كورونا وإلى أين يتجه السعر؟

إلى أين يتجه سعر الذهب خلال 2020 … هذه توقعاتي!

توقعات الخبراء حول أسعار الذهب خلال 2020

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز