ستفشل حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية كما حدث مع الدنماركية والصينية

ستفشل حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية كما حدث مع الدنماركية والصينية

في ظل عالم إسلامي ضعيف أنهكته الخلافات والصراعات الداخلية والثورات التي فتحت الباب لعودة القوات العسكرية الدولية إلى المنطقة، تتحسر الشعوب على القضية الفلسطينية وعلى وضع المسلمين في الصين والمذابح التي يتعرضون لها في ميانمار.

من حملة مقاطعة إلى أخرى تنتقل شعوب المنطقة سعيا نحو تحقيق انتصار أو تأثير اقتصادي يجعل القوى الكبرى في العالم تعيد النظر بقراراتها.

  • فشل حملة مقاطعة المنتجات الصينية

في الصين تسلط وسائل الإعلام الوضع على المسلمين الموجودين في إقليم شينجيانغ، وقد أغضبت تلك التقارير المسلمين في منطقتنا لنرى خلال الأسابيع الماضية حملات مقاطعة المنتجات الصينية.

حاليا تلك الحملات شبه متوقفة أو هادئة، خصوصا وان الكثير من المتابعين سعداء بانتشار فيروس كورونا في الصين والضربة القوية التي وجهها إلى الإقتصاد الصيني.

في الصين نجح فيروس كورونا بالطبع في شل الإقتصاد الصيني، لكن ثاني أكبر دولة في العالم ستتجاوز أزمتها وتستمر في منافسة الولايات المتحدة الأمريكية على الزعامة.

أما حملة مقاطعة المنتجات الصينية فهي ليست مؤثرة، فالهواتف والأجهزة التي يتم من خلالها تنظيم تلك الحملات هي أجهزة صينية وإن كانت من نوع سامسونج وآيفون، فهي أيضا مصنوعة في نفس البلد الأسيوي.

لا توجد بدائل في الواقع للكثير من المنتجات الصينية التي تتوفر بأسعار أرخص من منتجات مصنوعة من بلدان أخرى وهذه نقطة تخدم الصناعة الصينية وتجعلنا مرتبطين بها.

  • فشلت قبلها حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية

مقاطعة المنتجات الدنماركية خلال 2006 على إثر رسوم كاريكاتورية للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، كانت واحدة من أكبر حملات المقاطعة التي سمعنا بها طيلة الوقت.

كانت هناك حملات قوية على المنتديات والمدونات والمواقع العربية وحملات تم إدارتها بقوة وبصدق، ورغم ذلك كانت مجرد موجة غضب وانتهت.

وحدث الأمر مرة أخرى على اثر فيلم مسيء للرسول من نفس الدولة وقد تابعنا الحملة التي كانت هي الأخرى مجرد موجة غضب.

  • والآن ستفشل حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب صفقة القرن

منذ أيام أعلن دونالد ترامب عن صفقة القرن والتي تتضمن عرض 50 مليار دولار على فلسطين مقابل الإعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل والاعتراف بخريطة جديدة تكون بناء عليها أغلب الأراضي الفلسطينية تابعة للكيان الصهيوني.

وقد أغضبت الصفقة التي يبدو أن هناك دول المنطقة قد وافقت عليها، شعوب المنطقة من المسلمين والمسيحيين فالقدس هي مدينة مشتركة بين الأديان الثلاثة.

في المغرب وحتى في الخليج هناك غضب ودعوات لبدء حملات مقاطعة للمنتجات الأمريكية، والمضحك أنه يتم تنظيم تلك الحملات على فيس بوك، يوتيوب والمنصات الإلكترونية الأمريكية.

يتحدث هؤلاء عن مقاطعة المنتجات الأمريكية، مع العلم أن أغلب البضائع التي نستهلكها صينية، والبضائع الأمريكية حاليا تتضمن أوبر وخدمات الإنترنت منها آبل، جوجل، فيس بوك، تويتر، يوتيوب، سناب شات، انستقرام، واتساب، أمازون، سوق دوت كوم، كوكاكولا، ببسي، البرامج التلفزيونية الأمريكية، الأفلام الأمريكية والعلامات التجارية في مجال الملابس.

مقاطعة المنتجات الأمريكية دون تفادي استخدام الخدمات الأمريكية كلها هي مقاطعة فاشلة، وهو أمر أيضا غير ممكن بالنظر إلى أن هذه المنصات تحتكر المحتوى العربي والخدمات والأنشطة التي يقوم بها المستخدمين وهناك الكثير من الشركات الناشئة والتجارة المحلية القائمة عليها.

يجب أن تشمل المقاطعة أيضا تداول الدولار الأمريكي واستخدامه والتداول على المنصات الأمريكية للأسهم، وهو أمر لن يلتزم بها التجار والمتداولون بالمنطقة.

لهذا السبب انا على يقين أن حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب صفقة القرن ستفشل كما هو الحال مع حملات المقاطعة السابقة.

الشعوب المستهلكة والتي لا تنتج ولا تملك بدائل محلية قوية، لا يمكنها أن تنجح في حملات المقاطعة لذا تتحول تلك الدعوات إلى نصوص وكتابات تتراكم على المنصات والمواقع وتختفي.

 

نهاية المقال:

حملات المقاطعة لن تنجح، الطريق الوحيد لنهوض أمتنا هي بإنتاج بدائل محلية، وحتى عندما حدث ذلك مع سوق دوت كوم وكريم بيعت للأمريكيين وهو ما عارضته شخصيا وقابله تهليل وتطبيل عربي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز