نكشف لأول مرة، النص الكامل لرسالة اعتذار نتنياهو لقطر التي ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
كانت المكالمة، التي جرت في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رد فعل فوري على الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي هزت الدوحة قبل أيام، وأسفرت عن مقتل جندي قطري، فيما كانت تستهدف قادة من حركة حماس المقيمين هناك.
تأتي هذه الخطوة لإرضاء الدوحة التي كانت غاضبة بقوة من إسرائيل التي تعد دولة صديقة منذ القرن الماضي للقطريين.
سبب اعتذار نتنياهو لقطر
تعود جذور الحادث إلى سبتمبر الماضي، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية صاروخاً موجهاً من بعيد، يستهدف مبنى في الدوحة يُعتقد أنه يضم اجتماعاً لقادة حماس.
الضربة، التي وُصفت رسمياً بأنها “دقيقة”، أدت إلى مقتل الجندي القطري، وإصابة آخرين، في انتهاك صارخ لسيادة دولة حليفة للولايات المتحدة.
قطر، التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية وتُعتبر اللاعب الرئيسي في مفاوضات الرهائن بين إسرائيل وحماس، وجدت نفسها فجأة في مرمى النار.
وفقاً لبيان البيت الأبيض، كانت المكالمة الثلاثية – بين نتنياهو، الشيخ محمد، وترامب – ضرورية لتهدئة الأجواء، خاصة مع اقتراب جولة جديدة من المفاوضات التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة.
لكن ما يجعل هذا الحدث استثنائياً ليس الاعتذار نفسه بل الطريقة التي تم بها الاعتذار وذلك أمام الكاميرات في البيت الأبيض.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يقرأ من ورقة مكتوبة بعناية، أعدها فريقه الدبلوماسي بالتنسيق مع البيت الأبيض.
هذه الورقة، التي لا يعرف أحدا ما المكتوب فيها والتي يحاول الصحفيين معرفة فحواها حصلنا عليها بطريقتنا.
نص رسالة اعتذار نتنياهو لقطر
إليكم النص التقريبي الذي ألقاه نتنياهو، كما ورد في الورقة الرسمية، مترجماً إلى العربية لأول مرة:
صاحب السمو،
أتحدث إليكم اليوم لأعبر عن أسفي العميق لما وقع في الدوحة نتيجة الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت عناصر من حركة حماس.
إن ما حدث لم يكن موجهاً إلى دولة قطر، وأود أن أقدم لكم اعتذاري الصادق عن انتهاك سيادتكم وعن مقتل أحد أفراد القوات القطرية عن غير قصد خلال العملية.
إنني أؤكد لسموكم أن إسرائيل لن تكرر مثل هذا العمل ضد أراضيكم في المستقبل.
كما أود أن أشدد على تقدير إسرائيل البالغ للدور الذي تقومون به كوسيط في المفاوضات الحساسة الجارية، وأتعهد بتجنّب أي خطوات من شأنها أن تسيء إلى هذا الدور أو إلى علاقاتنا مع دولتكم.
الرسالة المكتوبة بعناية ليتلوها رئيس الوزراء الإسرائيلي تعد سابقة في السياسة العالمية اليوم، لكن كل شيء متوقع مع إدارة الرئيس ترامب.
من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو الذي أمر بصياغة الرسالة، ليحمي مصالح الولايات المتحدة في الخليج، حيث تعتمد قاعدة العديد الجوية على الاستقرار القطري.
بهذا قبلت قطر اعتذار إسرائيل وستعود إلى لعب دور الوساطة، في انتظار رد واضح من حماس على خطة ترامب لغزة والتي تعد واعدة وستكون بمثابة مفتاح للسلاح إذا وافقت عليها الحركة الفلسطينية.