في خطوة هزت عالم الألعاب الإلكترونية، أعلنت شركة إلكترونيك آرتس (EA) – المنتجة لأيقونات مثل “ذا سيمز” و”مادن NFL” و”EA Sports FC” – عن صفقة استحواذ عملاقة بقيمة 55 مليار دولار أمريكي، ستحولها إلى شركة خاصة.
هذه الصفقة هي مزيج معقد من الاستثمارات السعودية الجريئة، الخبرة الأمريكية في رأس المال الخاص، والروابط السياسية التي يجسدها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تفاصيل استحواذ السعودية وآخرين على EA (Electronic Arts)
أعلنت EA في بيان رسمي أنها وافقت على الاستحواذ من قبل تحالف يقوده صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، إلى جانب شركة سيلفر ليك (Silver Lake) للاستثمار الخاص، وشركة أفينيتي بارتنرز (Affinity Partners) التابعة لجاريد كوشنر.
في النهاية القيمة الإجمالية للصفقة 55 مليار دولار، مع دفع 210 دولارات نقداً لكل سهم، وهو ما يمثل علاوة بنسبة 25% على سعر السهم قبل ظهور الشائعات.
هذا التمويل يشمل 36 مليار دولار من الاستثمار الجديد، بالإضافة إلى 20 مليار دولار من الديون الممولة من بنك جي بي مورغان، مما يجعلها أكبر صفقة استحواذ مدعومة بديون في تاريخ الشركات العامة.
هذه الصفقة التي يتوقع إغلاقها في الربع الأول من 2027، بعد موافقات تنظيمية، بما في ذلك لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS) بسبب الجانب السعودي.
صندوق الإستثمارات السعودي PIF، الذي يديره ولي العهد محمد بن سلمان، يمتلك حالياً حصة بنسبة 10% في EA وسيحافظ عليها بعد الصفقة، مما يجعله الشريك الأكبر.
هذا الاستثمار يتناسب مع رؤية السعودية 2030 للتنويع الاقتصادي، حيث أنفقت PIF مليارات على الرياضات الإلكترونية والترفيه، مثل شراء ESL
من جهة أخرى سيلفر ليك، المتخصصة في التكنولوجيا والرياضة، تضيف خبرتها من خلال حيازتها لمجموعة سيتي فوتبول (مالك مانشستر سيتي).
أما أندرو ويلسون، الرئيس التنفيذي لـEA، فيبقى في منصبه، ويعد بـ”تسريع الابتكار” دون تغيير المقر في كاليفورنيا.
جاريد كوشنر: الوسيط الذي ربط بين الرياض والسيليكون فالي
دور كوشنر في هذه الصفقة ليس مجرد مشاركة مالية؛ إنه محوري، كما كشفت تقارير وال ستريت جورنال.
شركة أفينيتي بارتنرز، التي أسسها كوشنر في 2021 بعد مغادرته البيت الأبيض، جمعت 3 مليارات دولار، مدعومة جزئياً من صندوق الإستثمارات العامة السعودي، وكانت الجسر الذي ربط الصندوق السعودي بشركة سيلفر ليك لإتمام الاتفاق.
هذا الدور يعكس “حياة مزدوجة” لكوشنر، كما وصفه الصحفي جد ليغوم حيث يعيد بناء نفوذه كمستشار أجنبي لترامب مع تعزيز شراكاته التجارية مع السعودية، التي منحت عائلته قرضاً بمليار دولار في 2018.
في بيان EA الرسمي، أعرب كوشنر عن حماسه الشخصي: “إلكترونيك آرتس شركة استثنائية بفريق إداري عالمي المستوى ورؤية جريئة للمستقبل، لقد أعجبت بقدرتها على خلق تجارب أيقونية ودائمة، وكشخص نشأ يلعب ألعابها – والآن يستمتع بها مع أطفاله – لا يمكنني أن أكون أكثر حماساً لما هو قادم”.
خلفية كوشنر السياسية تضيف طبقة جيوسياسية إذ أنه خلال إدارة ترامب، كان مسؤولاً عن صفقة القرن وعلاقات الشرق الأوسط، مما ساعد في بناء جسور مع السعودية رغم انتقادات حقوق الإنسان.
الآن، في ظل إدارة دونالد ترامب الثانية، قد تكون هذه الصفقة خطوة نحو تعزيز الشراكات الاقتصادية، خاصة في قطاع الترفيه الذي تراه السعودية مهما لتنويع الإيرادات القومية التي تحققها.
مخاطر استحواذ السعودية وآخرين على EA (Electronic Arts)
رغم الحماس الرسمي، تحمل الصفقة مخاطر واضحة أشار إليها منتقدون على منصات مثل ريديت، وأولها أن الديون البالغة 20 مليار دولار ستضغط على EA لزيادة الإيرادات، مما قد يعني تقليص الاستثمارات في مشاريع غير ربحية مثل “ذا سيمز” أو “دراغون إيج”، وفقاً لمحللين في Bloomberg.
شركة سيلفر ليك التي نجحت سابقاً في صفقات مثل Expedia و Airbnb، فشلت مع TXU في 2007 وانتهت بالإفلاس بعد سبع سنوات، كما أن مشاركة صندوق الإستثمارات السعودي تثير مخاوف حول التنوع الجنسي في ألعاب الفيديو وإمكانية قمع مجتمع المثليين.
من ناحية إيجابية، قد تسمح الملكية الخاصة باستثمارات طويلة الأمد، خاصة في الرياضات الإلكترونية، حيث تهدف السعودية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً لهذا النوع من البطولات وقد استضافت في السنوات الأخيرة نسخ كأس عالم الرياضات الإلكترونية منها نسخة 2025.
ومع إطلاق “بيتل فيلد 6” في أكتوبر 2025 كاختبار أول، لا نتوقع أن يكون تأثيرا للصفقة حاليا على الألعاب التي يتم تطويرها بل سيكون بعد الموافقة النهائية على الصفقة.