خفايا أطول شبكة نقل كهرباء في العالم بين المغرب وبريطانيا

خفايا أطول شبكة نقل كهرباء في العالم بين المغرب وبريطانيا

لا يزخر المغرب بثروات نفطية وغازية وقد تكون لديه بعض الثروات لكنها قليلة، وأخرى لم يتم استكشافها، لكن أطول شبكة نقل كهرباء في العالم بين المغرب وبريطانيا تشير إلى أن المملكة من القوى في المستقبل.

ببساطة يتمتع المغرب بموارد عظمى على مستوى الطاقات المتجددة، ونتحدث عن الطاقة الشمسية والريحية والطاقات الأخرى مثل الهيدروجين الأخضر، وهو ينتج 32 في المئة من الكهرباء من خلال مصادر الطاقة النظيفة.

وتتفق مختلف التقارير الأوروبية والأمريكية على أن المملكة ستكون موردا مهما للطاقة النظيفة في المستقبل حيث تتمتع بواجهتين بحريتين المتوسط والأطلسي.

مزايا مشروع أطول شبكة نقل كهرباء في العالم بين المغرب وبريطانيا:

كشفت شركة “إكس لينكس” بشكل رسمي لوسائل الإعلام عن مشروع جديد، لبناء شبكة نقل كهرباء في العالم وهي عبارة عن خط بحري يغطي مسافة 3800 كيلومتر (2360 ميلا) بين بريطانيا والمغرب وتكلفته تصل إلى 25 مليار دولار.

ويعد هذا استثمار بريطاني مهم في مستقبلها، حيث ترغب في الوصول إلى الطاقات المتجددة وترى في المملكة المغربية شريكا مهما لها.

سوف تنقل الشبكة الطاقة من 10.5 غيغاواط تولدها مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الموجودة في المغرب والتي سيزيد عددها خلال الفترة القادمة على الأطلسي وفي الصحراء المغربية.

تفاصيل المشروع تتضمن تأمين مساحة تبلغ حوالي 1500 كيلومتر مربع في المملكة على أرضها سيتم انشاء مزرعة شمسية ومزرعة رياح وبطاريات ستتكلف بالمهمة.

ستشارك في المشروع أكوا باور وهي شركة سعودية متخصصة في مشاريع محطات الكهرباء وتحلية المياه، كما يحظى باستثمارات من جهات مختلفة ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت العديد من التقارير قد أشارت بالفعل إلى تعاون مرتقبة بين بريطانيا تحديدا مع المغرب وقد يتطور الأمر لتعاون شامل مع المملكة المتحدة.

ومن المنتظر أن يوفر المشروع 10000وظيفة جديدة في المغرب ومنها 2000 وظيفة دائمة، وذلك لمد كابلات بحرية طولها 3800 كيلومتر لنقل إمدادات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من الصحراء الكبرى إلى 7 ملايين منزل بريطاني بحلول 2030.

دوافع بريطانيا لاختيار المغرب:

تبحث بريطانيا التي انفصلت حديثا عن الإتحاد الأوروبي على نفسها مجددا، وقد عقدت تحالفات جديدة وأعادت النظر في الإتفاقيات التجارية.

مثل معظم دول الإتحاد الأوروبي لدى بريطانيا خطة من أجل التخلص من الغاز والنفط والوقود الأحفوري بشكل عام لكونه يضر البيئة ويدمر كوكبنا.

ومن جهة أخرى يعد المغرب بلدا رائدا في أفريقيا على مستوى التحول إلى الطاقة المتجددة، وهو يخطو خطوات كبيرة نحو مستقبل بلا وقود أحفوري.

ورغم أن المملكة تشارك في مشروع أنبوب الغاز النيجيري، إلا أن ذلك لا يعني أنها تبني مستقبلها الطويل على الغاز فهذا الأخير مجرد طاقة وسيطة بين عصر النفط والطاقة المتجددة.

هناك ما لا يقل عن 12 دولة أفريقية وهي جيبوتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغامبيا وغانا وكينيا وملاوي والمغرب والنيجر ورواندا والسنغال والسودان وتنزانيا لديها أهداف تحقيق 100٪ من توليد الكهرباء المتجددة بحلول عام 2050 أو قبله.

ويعد المغرب متقدما على بقية هذه الدول في تحقيق هذا التحول، كما انه يمكن ان يكون بوابة افريقيا لتصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا.

ونتحدث ليس فقط على الإمكانيات الكبرى التي تملكها المملكة لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر نظيفة ومتجددة، بل يمكنها الدخول في شراكة مع موريتانيا ومالي ودول غرب أفريقيا التي ستنمو فيها مشاريع الطاقة المتجددة والتي ستصدر فائص انتاجها عبر المغرب إلى بريطانيا والإتحاد الأوروبي.

أهمية المغرب وأفريقيا لبريطانيا وأوروبا ومسألة الغاز الطبيعي:

تقدر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) أن إفريقيا يمكن أن تلبي ما يقرب من ربع احتياجاتها من الطاقة من موارد الطاقة المتجددة النظيفة بحلول عام 2030 وما يصل إلى الثلثين بحلول عام 2050.

وليست بريطانيا هي الوحيدة التي تتنافس اليوم على الطاقة في المغرب فهناك ألمانيا التي تعول على شراكتها مع المغرب في انتاج الهيدروجين الأخضر.

وتعد فرنسا واسبانيا والبرتغال من الدول المهتمة بمشاريع مشابهة لمشروع أطول شبكة نقل كهرباء في العالم بين المغرب وبريطانيا والأيام القادمة ستكشف ذلك بشكل أوضح.

تمتلك إفريقيا إمدادات وفيرة من الغاز الطبيعي، ومع انتقال القارة إلى الطاقة النظيفة يمكن إعادة تصميم البنية التحتية للغاز لدعم مستقبل منخفض الكربون.

وقد تم إثبات الدور المحتمل للاستفادة من الغاز كدعم احتياطي لتسريع امتصاص حصص أعلى من الطاقة المتجددة المتغيرة.

 كشفت دراسة حول تكامل الطاقة المتجددة المتغيرة بين عامي 1990 و 2013 عبر 26 دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن ميزة الاستجابة السريعة لخيارات توليد الوقود الأحفوري كدعم للطاقة المتجددة المتغيرة.

وجدت الدراسة أن زيادة الوحدة في حصة الاستجابة السريعة المولدات الأحفورية مرتبطة بزيادة مماثلة في الطاقة المتجددة على المدى الطويل.

من المهم التمييز بين السعة المركبة وتوليد الكهرباء عند النظر في هذه النتيجة، يمكن أن يعتمد التوليد على مصادر الطاقة المتجددة عند استخدام الوقود الأحفوري كنسخة احتياطية لتغطية أوجه النقص والتقطع.

هذا يعني أن المغرب لن يتخلى عن مشروع الغاز النيجيري وسيستخدم هذه الطاقة الأنظف من النفط والفحم في دعم انتاج الطاقة وخلق تركيبة أنظف من النظام الطاقي الحالي، وهو مشروع آخر تلقى استثمارات مختلفة ومنها استثمارات اماراتية.

إقرأ أيضا:

المغرب بريطانيا: الواردات والصادرات والتبادل التجاري

من سياسة بناء السدود إلى تحلية مياه البحر في المغرب

مصالح نيجيريا في اختيار أنبوب الغاز المغربي ومنافسه الجزائري

مكاسب صناعة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في المغرب

المغرب اثيوبيا: مكاسب صفقة 3.7 مليار دولار لأفريقيا

لماذا تحاول الجزائر افشال مشروع الغاز النيجيري المغربي؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز