تداولت حسابات على شبكات التواصل صورة الفنانة التونسية درة بالبكيني الفضي من قطعتين بزعم أنّها التُقطت لها على السجادة الحمراء في إحدى الفعاليات الفنية الأوروبية.
تُظهر الصورة صاحبتها بلباس لامع من قطعتين (بكيني فضي) مع خلفية شبيهة بخلفيات حفلات الجوائز في إطلالة جريئة غير عادية بالنسبة للفنانات في مصر.
قصة صورة الفنانة درة بالبكيني الفضي من قطعتين
انتشرت الصورة في غضون ساعات قليلة عبر حسابات متعددة على فيسبوك وإنستغرام وتويتر، غالبا ما تكون مرفقة بتعليقات مثيرة للجدل مثل “إطلالة درة الجريئة في مهرجان أوروبي فاخر” أو “درة تتخطى كل الخطوط الحمراء على السجادة الحمراء” أو “درة تتألق في مهرجان الموضة بباريس”.
هذه المنشورات اعتمدت على عنصر الصدمة البصرية الواضح، حيث تظهر درة، النجمة التونسية المعروفة بإطلالاتها الأنيقة والمحافظة نسبيا في الإعلام العربي، في لباس سباحة فضي لامع يبرز تفاصيل الجسم، وسط خلفية تشبه حفلات الجوائز العالمية.
حصدت هذه المنشورات ملايين التفاعلات في أيام قليلة، مع آلاف التعليقات التي تتراوح بين الإعجاب بالجرأة والغضب من “الفضيحة”، مما جعل الصورة شائعة في الدول العربية مثل مصر وتونس والسعودية.
ومع ذلك، لم تقدم أي من هذه الحسابات دليلا على تاريخ الحدث أو اسمه أو الجهة المنظمة، مما يثير تساؤلات فورية حول مصداقيتها، خاصة في عصر ينتشر فيه المحتوى المفبرك لجذب المشاهدات والإعلانات.
درة بالبكيني الفضي الذي يتحدى التقاليد
تظهر درة مرتدية طقما من قطعتين فضيتين لامعتين، تشبهان البكيني التقليدي للشواطئ، مع حمالة صدر بدون حمالة تبرز المنحنيات، وسروال داخلي عالي القصة يغطي الجزء السفلي بأسلوب يوحي بالجرأة دون الإفراط.
تحمل في يديها حقيبة سهرة صغيرة فضية، مما يحاول تقديم الإطلالة كـ”لوك سهرات أوروبي” بدلا من مجرد ملابس شاطئية، في محاولة لجعلها تبدو مناسبة لسجادة حمراء.
هذا الاختيار للون الفضي الميتاليك يعكس أسلوب العروض الأزياء العالمية، لكنه يتنافى تماما مع إطلالات درة السابقة في الفعاليات العربية، حيث تفضل الفساتين الطويلة الأنيقة.
الخلفية بيضاء ناصعة مع حروف سوداء كبيرة تشبه شعارات المهرجانات مثل كان أو برلين، مما يعطي انطباعا بأن اللقطة مأخوذة من حدث رسمي.
ومع ذلك، لا تطابق هذه الخلفية أي مهرجان معروف، حيث تبدو عامة جدا، كأنها قالب جاهز من برامج التصميم.
ماذا قالت أدوات كشف التزييف عن الصورة؟
في فحص باستخدام أدوات مثل Hive Moderation وIlluminarty، صنفت الصورة على أنها “likely human-generated”، أي من إنتاج بشري، لكن هذا لا يعني الحقيقة دائما، إذ تعتمد هذه الأدوات على أنماط محددة، وتخطئ في الصور الهجينة أو المعدلة لاحقا.
نسبة الثقة هنا 100% حسب الأدوات المختلفة التي تؤكد أنها صورة بشرية وحقيقية وليست صورة مفبركة وهو ما شكل صدمة بالنسبة لنا لأن هذه الأدوات عادة ما تكتشف الصور المفبركة.
لكن مع انتشار أدوات مثل Midjourney وStable Diffusion، أصبح إنتاج صور مزيفة أمرا سهلا إذ كل ما يتطلبه الأمر هو رفع صورة لوجه درة، واختيار قالب جسد عارضة في بكيني، ودمج الاثنين، ثم تعديل الإضاءة والخلفية.
هذه التقنيات تجعل الصور تبدو واقعية، خاصة عند استخدام صور جسد حقيقية مع استبدال الوجه فقط، مما يخدع حتى الأدوات التقنية في بعض الحالات.
غياب تام للصورة في الأرشيف الرسمي
الخطوة الأساسية في أي تحقيق صحفي هي البحث عن السياق: في أي مهرجان أوروبي شاركت درة بهذه الإطلالة؟ ما اسمه وتاريخه؟ لماذا لم تغطِ وسائل إعلامية مثل “في الفن”؟
بالرجوع الى أرشيف اطلالات درة، الذي يشمل عشرات الإطلالات في مهرجانات القاهرة والجونة وقرطاج وكان، لا توجد أي إشارة الى هذه الإطلالة.
حساباتها الرسمية على إنستغرام وفيسبوك، التي تنشر إطلالاتها بانتظام، خالية تماما من أي صورة مشابهة، حتى في الفعاليات الأوروبية الأخيرة مثل عرض أزياء في باريس عام 2025.
غياب أي تغطية إعلامية عربية أو أجنبية، رغم أن مثل هذه الإطلالة لو كانت حقيقية لكانت عنوانا رئيسيا في الصحافة العربية والدولية.
وبالبحث عن مصدر هذه الصورة وجدناها في أحد المنتديات العربية المتخصصة في محتوى البالغين، ما يؤكد أن ناشرها هناك هو الذي صنعها وقد احترف في القيام بذلك.
وبناء عليه يمكن القول أن صورة الفنانة درة بالبكيني الفضي من قطعتين مفبركة وليست حقيقية.

