بعد سقوط ياهو …الأزمة القاتلة لشركة تويتر: أنت الضحية التالية

TwitterDead
تويتر والنهاية المحتملة

سقطت ياهو بعد أشهر من ترقبنا ومتابعتنا لقضيتها وتوقعنا سقوطها مسبقا خصوصا وأنها تواجه الأزمة في أعلى درجات خطورتها، الأزمة القاتلة.

إذا كنت تظن أنه بنهاية ياهو انتهت الأزمات فأنت مخطئ، هناك أزمة كبيرة تغوص فيها الشركات الأمريكية واليابانية بالتحديد تمهد لتغيرات أعظم في عالم الأعمال خصوصا في قطاعي التقنية والنفط اللذان يعيشان حالة من التحولات الكبيرة والمخيفة في آن معا.

سقوط ياهو هي رسالة للكثير من الشركات الأخرى في السوق بأن ما حدث معها ممكن أن يحدث مع أي شركة أخرى بغض النظر عن مكانتها التاريخية والحالية وقيمتها وسمعتها وحجمها، وهي رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى تويتر.

هذه الشركة التي تقدم خدمة شبكة اجتماعية منافسة لمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى وقعت هي الأخيرة في نفس الفخ، وهو العجز تماما عن تحويل الزيارات الهائلة التي تستقبلها من محركات البحث والمواقع الاخبارية إلى مستخدمين نشيطين وليس فقط مجرد تسجيلات تزداد دون أي نشاط أو تفاعل او حتى تواجد من فينة إلى أخرى، هذا يعني بالطبع ايرادات تنمو بشكل أقل ولم تصل إلى طموحات المستثمرين في الشركة والأغرب من هذا أن الخسائر التشغيلية أكبر من العائدات.

نفس مشاكل ياهو التي كانت تعمل على تحسين الإعلانات على محرك البحث وأيضا العمل على استغلال تمبلر وخدماتها الأخرى دون أي تأثير حقيقي على تقدم المعايير الأهم لسوق المال وهي الايرادات والأرباح الصافية وتقليل الخسائر التشغيلية وعدد المستخدمين النشيطين يجب أن ينموا بقوة مثل فيس بوك و سناب شات والخدمات الناجحة.

نعم تويتر هي الضحية التالية للأزمة القاتلة ولا مفر غالبا من الاستحواذ عليها وانتهاء عهد استقلاليتها كما هو الأمر أيضا لشركة LinkedIn التي واجهت نفس المشكلة بشكل واضح بداية هذه السنة وأصبحت ملكا لمايكروسوفت بعد أن أدرك مؤسسها والقائمين عليها أن مصلحة الشركة في الاستحواذ عليها والاستفادة من خبرات مايكروسوفت وخدماتها لتحقيق نمو أقوى.

twitter

في الوقت الحالي وصلت قيمة سهم تويتر إلى 18 دولار بعد أن كان قيمته 69 دولار في الثالث من يناير 2014 ونتحدث هنا عن خسارة أكثر من نصف قيمتها التجارية خلال 3 سنوات تقريبا، ما يشير إلى كارثة كبيرة فعلا.

يحتاج تويتر إلى استثمارات قوية من رجال أعمال ذات سمعة كبيرة لعل وعسى أن ترتفع قيمة السهم نحو 32 دولار على الأقل، لكن ما فائدة ذلك بما أن الشركة في النتائج المالية لا تبلي جيدا وغالبا ما ستخسر القيمة المكتسبة سريعا؟

الرئيس التنفيذي السابق لشركة ياهو السيد Ross Levinsohn أكد مؤخرا للصحافة أنه يؤمن بأن تويتر لن تصمد لمدة 24 شهرا وخلال هذه الفترة سيتم الاستحواذ عليها إذ سيكون ذلك هو الحل النهائي للأزمة التي تمر منها.

دليل آخر على أن هذا المقال وتأكيدنا على أن تويتر سينهزم في هذه المعركة ليست مبالغة او مغالاة فكل العلامات إلى الآن تؤكد أنه الضحية التالية للأزمة القاتلة هي هذه الشركة.

 

  • محاولات تجنب الكارثة مستمرة

وعلى الجانب الآخر فإن تويتر مستمر في محاولاته لتغيير مسار القصة والوصول إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن، فيما يمكن وصف ما يجري بأنه سباق سريع المطلوب فيه اتخاذ أفضل القرارات وتطبيقها دون أي بروتوكولات زائدة.

في هذا الصدد نجد أن تويتر أعادت تعريف نفسها بكونها في الواقع منصة أخبار وليست شبكة اجتماعية كما اعتقدنا دائما، من جهة أخرى غيرت طريقة عرض التغريدات وقامت بتحسين الخوارزمية لضمان أفضل تجربة استخدام ممكنة.

وفيما كانت النصوص هي المحتويات الرئيسية على هذه المنصة فقد توجهت مؤخرا نحو الفيديو وطورت العديد من التقنيات وهي تستثمر المزيد من الأموال في هذا الاتجاه الذي يسلكه أيضا فيس بوك، وهي اتفقت مع قنوات ومنتجي المحتوى المرئي لنشره على تويتر.

وفي اطار تشجيعها على المحتوى المرئي فإن الشركة عقدت شراكة مع NBA الرابطة الوطنية لكرة السلة أو ما يدعى ايضا الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين والذي يحظى بمتابعة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا من أجل بث فيديوهات المباريات للموسم الجديد 2016 – 2017 وسيتم بث أكثر حوالي 150 مباراة على هذه المنصة خلال هذه الفترة، فيما ايضا تم التعاقد سكاي سبورتس التي ستبث أهداف الدوري الإنجليزي على تويتر.

على الجهة الأخرى تعمل الشركة على تطوير Periscope من أجل تشجيع المشاهير والشخصيات على عقد البث الحي من خلالها بعيدا عن فيس بوك و يوتيوب، ولديها فريق من الخبراء في تطوير تقنيات الفيديو ينتظر منه أن يكون حاسما في هذه المعركة التنافسية.

 

نهاية المقال:

سقطت ياهو فتلقت تويتر رسالة واضحة من الأزمة ” أنت الضحية التالية”، لقد بدأت فعلا المواجهة و الشهور القادمة ستكون حاسمة ومليئة بالدروس، هل يمكن أن تلقى نفس مصير جارتها المنكوبة؟ ام أن السيد جاك دورسي سيضع حدا لهذا الكابوس الذي يقود التغيير الحقيقي في عالم الأعمال؟ هل ستنجح تويتر وتعود إلى المجد؟ أم أن المجد مجرد أضغاث أحلام؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز