بديل قناة السويس الذي تدافع عنه روسيا والصين

تأمل روسيا في نقل الغاز الطبيعي والنفط عبر بحر الشمال إلى بعض الأسواق الرئيسية خصوصا الصين وبالتالي التخلي عن قناة السويس وهو ما بدأت بفعله ما ارسال أول شحنة من خلاله.

بحر الشمال هو اسم يُطلق على المنطقة الشمالية للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، ويشمل الأجزاء الشمالية منهما مثل بحر بارنتس وبحر الشمال الروسي، إنها منطقة استراتيجية مهمة لنقل البضائع بين روسيا والصين، خاصة جزء بحر الشمال الروسي.

عند الحديث عن بحر الشمال الروسي هو الممر المائي الشمالي الذي يمتد عبر السواحل الشمالية لروسيا، ويعتبر اختصارًا بحريًا بين آسيا وأوروبا، ويقدم طريقًا ملاحيًا أقصر بكثير مقارنةً بالمسارات التقليدية عبر قناة السويس أو قناة بنما، يتميز بحر الشمال الروسي بأنه يصبح ملاحًا متاحًا لفترة أطول خلال فصل الصيف بسبب ذوبان الجليد.

في السنوات الأخيرة، شهد بحر الشمال الروسي زيادة في حركة الملاحة نتيجة لذوبان الجليد بشكل أسرع نتيجة لتغيرات المناخ، وقد أدى ذلك إلى زيادة اهتمام روسيا والصين بتطوير هذا الممر الملاحي القصير والإستفادة منه في نقل البضائع بينهما.

تستخدم روسيا بحر الشمال الروسي كممر ملاحي لتصدير الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي، حيث يعتبر هذا الممر مفتوحًا للملاحة التجارية والشحن، وتهدف الصين إلى استخدام بحر الشمال الروسي كممر لنقل البضائع بين الصين وأوروبا بشكل أسرع وأكثر اقتصادية.

من المتوقع أن يستمر الاهتمام ببحر الشمال الروسي كممر ملاحي هام لنقل البضائع بين روسيا والصين في المستقبل، خاصة مع استمرار التغيرات المناخية وزيادة فترة توافر الممر الملاحي، ومن الممكن أن تتطور البنية التحتية والتسهيلات اللازمة لتسهيل حركة الملاحة وتعزيز التجارة عبر هذا الممر في السنوات القادمة.

يوفر بحر الشمال الروسي مسارًا بحريًا أقصر بكثير من المسارات التقليدية التي تربط بين آسيا وأوروبا، مثل قناة السويس أو قناة بنما. يتيح هذا الممر الملاحي القصير توفير الوقت وتقليل تكاليف الشحن، حيث يمكن للسفن الوصول إلى وجهتها بشكل أسرع وبتكاليف أقل للوقود.

يعاني ممر السويس وقناة بنما من بعض القيود والازدحام، مثل حجم السفن وعمق المجاري الملاحية، بالمقابل، بحر الشمال الروسي يوفر ممرًا واسعًا وعمقًا كافيًا لسفن أكبر وأعمق، مما يسمح بنقل كميات أكبر من البضائع دفعة واحدة.

باستخدام بحر الشمال الروسي، يمكن للشركات والدول زيادة نشاطهم التجاري وتوسيع قاعدة عملائهم، يتيح الممر الملاحي القصير فرصًا لتطوير التجارة بين روسيا والصين، وكذلك بين أوروبا وآسيا، وبالتالي يعزز التكامل الإقتصادي بين الدول.

كما يتمتع بحر الشمال الروسي بمناطق غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي، باستخدام هذا الممر الملاحي، يمكن نقل الموارد الطبيعية بكفاءة وسرعة إلى الأسواق العالمية، مما يزيد من إيرادات الدول المنتجة ويعزز التجارة والاستثمار في المنطقة.

على الرغم من أن تطوير هذا الطريق سيكون مكلفا لموسكو، إلا أن روسيا تنظر إلى الطريق الذي يمتد من مورمانسك قرب الحدود الروسية النرويجية شرقًا إلى مضيق بيرنج قرب ألاسكا كبديل لقناة السويس.

يمكن أن يقلل هذا الطريق من وقت النقل البحري بين أوروبا وآسيا، وذلك في ظل تراجع التجارة بين روسيا والدول الغربية إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة في أوكرانيا.

تواجه موسكو تحديات في تنفيذ هذا الطريق، وذلك بسبب الطبيعة القاسية للمناطق الشمالية والتكاليف الباهظة المرتبطة ببناء البنية التحتية اللازمة وتأمين الممر الملاحي، ومع ذلك، فإن الفرص الإقتصادية المحتملة التي يمكن أن يوفرها هذا الطريق تجعله خيارًا جذابًا لروسيا في ظل الظروف الحالية.

يهدف استخدام هذا الطريق إلى تعزيز التجارة بين روسيا وآسيا وتوسيع قاعدة عملاء روسيا التجارية، وكذلك تقليل اعتمادها على قناة السويس وتنويع مسارات النقل البحري، يعد هذا الطريق أحد البدائل المحتملة لتعزيز التجارة وتعزيز الروابط الاقتصادية بين روسيا والدول الأخرى، وقد تلقى اهتمامًا متزايدًا من قبل موسكو في الفترة الأخيرة.

من جهة أخرى تدعم الصين هي الأخرى هذا المسار، حيث يعتبر بحر الشمال الروسي مسارًا بحريًا أقصر من الطرق التقليدية بين الصين وأوروبا، مثل قناة السويس. يوفر هذا الممر الملاحي القصير فرصة لتقليل زمن النقل وتوفير تكاليف الشحن، مما يعزز التجارة بين الصين وأوروبا.

بالإضافة إلى القنوات التقليدية، يعتبر استخدام بحر الشمال الروسي بديلاً مهمًا يساهم في تنويع مسارات نقل البضائع الصينية، يساعد ذلك على تقليل الاعتماد على طرق النقل البحري التقليدية وتوفير خيارات إضافية للصين لنقل بضائعها.

تستثمر الصين في تطوير البنية التحتية في بحر الشمال الروسي لتسهيل نقل البضائع، قد تشمل هذه الاستثمارات تحسين الموانئ وتطوير السكك الحديدية وتطوير البنية التحتية اللوجستية اللازمة لتيسير حركة البضائع عبر هذا الممر الملاحي.

يعد استخدام بحر الشمال الروسي وسيلة للصين للوصول إلى الأسواق الأوروبية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، يمكن للصين نقل بضائعها عبر هذا الممر الملاحي مباشرة إلى الموانئ الأوروبية دون الحاجة إلى الانتظار في القنوات التقليدية، مما يعزز قدرتها على تلبية احتياجات السوق الأوروبية بشكل أفضل وأسرع.

إقرأ أيضا:

الممر الإقتصادي الجديد يحول الهند إلى مصنع العالم بدلا من الصين

قناة السويس ستخسر التجارة بين الإمارات وتركيا لصالح ايران

هل الممر الاقتصادي مشروع محمد بن سلمان أم محمد بن زايد؟

خطة ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية عن طريق السكك الحديدية

شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية

تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة

مشكلة روسيا مع 147 مليار دولار من الروبية الهندية عديمة الفائدة

الصين والهند تفشلان مشروع البرازيل لإصدار عملة بريكس