لم يكن الهجوم الإسرائيلي على حماس في قطر خطأ بل عدالة متأخرة، هناك حيث يقبع الرجال الذين خططوا لفظائع السابع من أكتوبر في أجنحة فندقية فاخرة بينما شعب غزة يعاني من تبعات العمل الانتحاري.
لمدة عامين تقريبًا، أدار قادة حماس الخارجيون حرب إبادة جماعية من قطر وراهنوا بدماء الشعب الذي خسر كل شيء والذي يبحث عن بوابة للهروب من جحيم الحرب هناك.
خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين وزمرتهم لم يكونوا منفيين، لقد كانوا مسؤولين تنفيذيين يديرون غرفة حرب في الدوحة بينما كان سكان غزة ينزفون وكانت العائلات الإسرائيلية تدفن قتلاها.
وكانت الضربة الإسرائيلية قد أودت بحياة كل من جهاد لباد، مدير مكتب الحية، وهمام الحية، نجل خليل الحية، وعبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك، كما حملت رسالة مرعبة لبقية قادة الخارج وكذلك لقطر ومن يقف وراءهم ومن يأويهم.
وبينما تدعي الدوحة أنها وسيط حقيقي بين إسرائيل وحماس إلا انها لم تكن قط وسيطا بالمحنى الحقيقي لهذه الكلمة حيث كانت طرفا في المشكلة، إذ كانت تمول حماس لسنوات طويلة في غزة ضد حركة فتح وساهمت في تقسيم الفلسطينيين.
وعلى عكس الوساطة المصرية التي تبحث عن حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي كانت الدور القطري في تمكينًا لهم، ويمكن أن نرى بوضوح أن قطر ليست وسيطا بل دولة صغيرة تتمتع بعلاقات واسعة مع الجماعات الإرهابية وتستخدمها لابتزاز دول المنطقة وقد استخدمت ذلك ضد السعودية والإمارات والأردن إسرائيل ومصر والقائمة طويلة.
بل وصل بها الأمر إلى نشر تقارير ملفقة حول استخدام موانئ المغرب لشحن الأسلحة إلى إسرائيل ودعمت التيار الإسلامي الإخواني الذي يبحث عن الفوضى وتدمير ما تبقى من الدول العربية المستقرة.
ورغم الصلح الخليجي مع قطر ونهاية الحصار الذي شاركت فيه مصر إلا أن سلوك الدوحة لم يتغير كثيرا، إذ لا تزال تدعم الأصوات المناهضة للاتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية مع أنها من أوائل الدول العربية التي تعاملت مع إسرائيل وتتمتع بعلاقة دبلوماسية معها.
منذ عام 2012، ضخت الدوحة ما يقارب 1.8 مليار دولار إلى غزة التي تحكمها حماس، بما في ذلك 30 مليون دولار نقدًا شهريًا حتى عشية 7 أكتوبر، وقد حصل السكان على الفتات بينما أغلب الأموال حصل عليها قادة الحركة الإخوانية المسلحة.
بل الأدهى والأمر هو أن قطر قد مولت حزب نتنياهو (حزب الليكود) ودعمته للوصول إلى السلطة منذ 2012، ما يعني أنها كانت تدعم اليمين الإسرائيلي المتطرف في مقابل دعمها اليمين الإسلامي الفلسطيني المتطرف، والنتيجة؟ حرب واسعة وخطيرة لا تريد أن تنتهي منذ أكتوبر 2023.
لكن الجانب المشرق من هذه الفوضى هو قوى إرهابية كانت ترفض الإتفاقيات الإبراهيمية وإيجاد حل حقيقي ونهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأن مشروعها السياسي الوحيد هو التربح من صراع لا ينبغي أن ينتهي.
القضاء على تلك القوى والأصوات التي تؤيد إبادة الشعب اليهودي وتزيد للشعب الفلسطيني الموت في سبيل الأوهام هو عمل بطولي من إسرائيل سيكون له أثر إيجابي مستقبلا على المنطقة.
قد يجادل معظم الناس بأن الهجوم الاسرائيلي على قطر مخالف للقانون الدولي، إلا استضافتها لعمليات جماعة عازمة على إبادة دولة أخرى ينسف القواعد الأساسية للنظام الدولي، حيث يُطالب قرار مجلس الأمن رقم 1373 الدول بمنع توفير ملاذ آمن للإرهابيين وقد خرقته قطر.
منحت قطر الإرهابيين أجنحة فاخرة، ووقتًا للظهور الإعلامي، ومنحتهم بريقًا دبلوماسيًا وهي بسلوكها تهدد بتوسيع رقعة الفوضى إلى مصر ودول عربية عديدة تعاني مع الإسلام السياسي الذي يستغل القضية الفلسطينية من خلالها إلى السلطة.