حسابات التسول باسم غزة

تنتشر حسابات التسول باسم غزة على منصات التواصل الاجتماعي وقد كانت الحرب فرصة لصنف قبيح من الناس لتحقيق ثروات مالية على حساب مأساة إنسانية.

وفي هذا الصدد كشفت أداة تحديد الموقع الجديدة على منصة X أن عددًا كبيرًا من المستخدمين الذين يسعون لجمع التبرعات، ويدّعون أنهم ينشرون من داخل غزة، هم في الواقع خارج المنطقة ويستغلون الحرب المدمرة.

أطلقت شركة التواصل الاجتماعي مؤخرًا ميزة تعرض علنًا معلومات أساسية عن الحساب، بما في ذلك موقعه الجغرافي.

كشفت هذه الميزة بالفعل عن شبكة واسعة من الحسابات التي تستغل الكوارث والاضطرابات السياسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك داخل قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وقد تبين أن الكثير من هذه الحسابات لا تدار من داخل القطاع المدمر بل من خارجه ومن دول أحيانا غربية وأسيوية أيضا.

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: “ميزة X الجديدة أزالت القناع عن عدد لا يحصى من حسابات “غزة” المزيفة”.

وأضافت: “شخص ينشر من باكستان وآخر في لندن، مُسيء مُتلاعب آخر في مكان آخر، جميعهم يدّعون أنهم يُعانون في غزة وهم في راحة مقهى بعيد”.

أحد الحسابات المزعومة التي تُخفي نفسها على موقع X يعود للمستخدمة Yasmine.muhamsd، التي تصف نفسها بأنها أم في غزة تُكافح من أجل البقاء مع أطفالها.

تتضمن العديد من المنشورات على الحساب صورًا لامرأة فلسطينية تبكي بشدة وهي تحمل مولودها الجديد الجائع بين يديها وتطلب التبرعات.

بينما يدّعي الحساب أنه من غزة، فإن موقع X يُثبت أنه في الهند، وقد حذف الحساب جميع منشوراته منذ تفعيل أداة تحديد الموقع خلال نهاية الأسبوع.

ادّعى حساب آخر أنه يخص أبًا فلسطينيًا يُدعى محمود سلمى، الذي ينشر باستمرار عن خوفه من تربية ابنتيه في غزة تحت القصف الإسرائيلي المستمر.

ويبدو أن المستخدم ينتحل شخصية عائلة سلمى الحقيقية، حيث يرتبط حساب X بصفحة تبرعات منفصلة عن تلك التي أنشأتها العائلة وأصدقاؤها رسميًا.

ويتضح أيضًا أن حساب X المُعلَّم موجود في المملكة المتحدة، على عكس حسابات التواصل الاجتماعي الأصلية التابعة للعائلة.

كما تعرض الصحفي مُعتصم دلول، الذي يعمل في غزة، لانتقادات شديدة من وزارة الخارجية الإسرائيلية عندما اتهمته بنشر أخبار كاذبة بعد أن أبلغت عنه خاصية X الجديدة في بولندا.

وبينما انفضح كل هؤلاء في اكس (تويتر سابقا) بفضل هذه الميزة المهمة التي من شأنها أن تقلل من نشر الأخبار المزيفة فإن هذه الظاهرة واسعة وتحدث أيضا على فيسبوك.

رصدت مجلة أمناي خلال الأشهر الماضية عشرات الحسابات التي تدعي أنها من قطاع غزة والتي تنشر صورا ومقاطع فيديو من حروب سابقة على أنها من الحرب الأخيرة.

كما أن هذه الحسابات تنشط بشكل قوي في منشورات غزة حيث يطلب أصحابها التبرع لهم وأيضا مساندتهم ماليا للبقاء على قيد الحياة.

وبينما نعرف أن هذه الحسابات ليست من غزة لأسباب عديدة، إلا أن معظم رواد منصة فيسبوك يتعرضون للخديعة من هؤلاء ويصدقونهم وهناك من يرسل لهم التبرعات.

وقبل أيام تبين أيضا أن رجال الدين مثل الشيخ الموريتاني الددو استغل حرب غزة لتحقيق ثروة شخصية وقد سحبت حماس ثقتها في مؤسسة وقف الأمة بسبب استيلائها على نصف مليار دولار من التبرعات الموجهة لقطاع غزة.