إكس يفضح حسابات مزيفة معادية لإسرائيل وأخرى مؤيدة لـ MAGA

كشفت ميزة شفافية الموقع، التي أُطلقت حديثًا على منصة X، أن العديد من الحسابات البارزة التي تُروّج لمحتوى معادٍ لإسرائيل ورسائل مؤيدة لشعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA)، تُدار في الواقع من دول أجنبية.

وقد زاد هذا الكشف من المخاوف من سعي شبكات مُنسّقة وزائفة إلى تأجيج الانقسام وتضخيم كراهية اليهود على الإنترنت.

ما أظهرته ميزة X

هذه الميزة التي أطلقتها المنصة التي تدعى سابقا تويتر، تعرض مؤشرات “حول هذا الحساب” في ميزة X معلومات مثل البلد الذي يقع فيه الحساب، وتاريخ الانضمام الأصلي، وسجل أسماء المستخدمين.

وقد تمكنت من فضح الحسابات المؤثرة في دول مثل روسيا ونيجيريا والهند وتايلاند والشرق الأوسط ودول أخرى، وتبين أن العديد من الحسابات التي عرّفت نفسها على أنها مواطنون أمريكيون أو شهود من غزة، كانت تُدار في الخارج.

كشفت التحقيقات والتدقيق الفوري على وسائل التواصل الاجتماعي عن حسابات تطلب تبرعات، أو تُضخّم موادًا إباحية، أو تنشر رسائل تحريضية، بينما تُشير تسميات منشأها إلى بلد مختلف عما تُوحي به شخصياتها.

أزالت بعض الحسابات محتوى أو حذفت ملفات شخصية بعد كشفها.

لماذا يرى الخبراء أهمية هذا الأمر؟

لطالما حذّر الباحثون ومحللو الأمن من أن الجهات الخارجية تستغل منصات التواصل الاجتماعي لتشكيل الروايات واستقطاب الجماهير.

وقد استهدفت عمليات التأثير السابقة النقاشات السياسية والتوترات الطائفية باستخدام شبكات من الحسابات المزيفة أو المقنعة.

وتزيد هذه الأنماط من خطر استغلال حملات التضليل الإعلامي للصراع بين إسرائيل وغزة لنشر شعارات معادية للسامية.

أكدت التعليقات العامة التي أعقبت الكشف على نقطتين.

أولاً، يمكن أن تساعد علامات الموقع في كشف التزييف وتعزيز المساءلة.

ثانياً، أن هذه العلامات غير دقيقة وقد تتأثر بشبكات VPN أو أخطاء.

وقد حذّر مسؤولو المنصة من أن الأداة ليست معصومة من الخطأ. ومع ذلك، قدمت هذه الإفصاحات أدلة ملموسة للصحفيين والمحققين.

الأنماط المبلغ عنها والعواقب المزعومة

أفادت وسائل الإعلام عن حالات لحسابات تنتحل صفة سكان غزة، وتطلب تبرعات من جماهير دولية بينما تعمل من دول أخرى.

وتم تتبع حسابات أخرى ادعت أنها ناشطة في حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” إلى مواقع أجنبية، مما يشير إلى محاولات لتشكيل خطاب اليمين الأمريكي من الخارج.

ويقول المراقبون إن مثل هذه العمليات قد تؤجج التوترات وتجعل الرسائل العدائية تجاه اليهود وإسرائيل أمراً طبيعياً.

يراقب مسؤولو الأمن ومنظمات المجتمع المدني الوضع عن كثب.

في القضايا المختلفة استخدمت حملات التأثير الأجنبي لغةً وصوراً مصممة خصيصاً للجمهور المحلي لزيادة الوصول والتفاعل.

ويمكن أن يُترجم هذا النهج إلى زيادة التعرض للروايات المعادية للسامية عندما تنتحل الحسابات صفة أصوات مجتمعية أصيلة.

الشفافية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى

دعا نقاد المنصات وبعض المؤسسات الإعلامية إلى إجراء مزيد من التحقيقات، وإلى تعزيز المنصات لكشف السلوكيات الزائفة المنسقة.

وحثّ المتحدثون باسم المنصات والمدافعون عن الحقوق الرقمية على توخي الحذر، مشيرين إلى أن هذه الميزة جديدة، وأن التصنيفات الخاطئة قد تضر بالمستخدمين الشرعيين أو المبلغين عن المخالفات.

وقد رصدت هيئات إنفاذ القانون ونزاهة الانتخابات حالات مماثلة في الماضي عندما تتعلق بالسلامة العامة أو التدخل الأجنبي.

من المرجح أن يواصل الصحفيون والباحثون رسم خرائط للشبكات التي كشفتها أداة تحديد الموقع.

وتقول الجامعات والمنظمات اليهودية إنها ستراقب ما إذا كان هذا النشاط عبر الإنترنت يرتبط بمضايقات أو تهديدات واقعية.

قد يحتاج صانعو السياسات إلى إعادة النظر فيما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية ومساءلة المنصات للحد من التلاعب الأجنبي.

قدّم الكشف عن موقع X دليلاً جديدًا على أن بعض الحسابات التي تروج لمحتوى معادٍ لإسرائيل وخطاب متطرف ليست كما تدّعي.

يعزز هذا الاكتشاف الدعوات إلى إجراء تحقيق دقيق قائم على المصدر، ووضع ضمانات للمنصات تقلل من نطاق التأثير الأجنبي المنسق مع حماية حرية التعبير المشروعة.