قولوا ما شئتم عن هيو هيفنر — الناس يتحدثون عنه كثيرًا هذه الأيام، وبعض كلامهم لا يصلح للنشر — لكنني كبرت وأنا أقرأ مجلة بلاي بوي. وكنت أعشقها.
في ستينيات القرن الماضي، كان والدي مشتركًا في تلك المجلة “الجريئة”، مما أثار استياء والدتي بشدة، لم تكن بلاي بوي تُعرض أبدًا على طاولة القهوة بجانب مجلات لوك أو لايف الأنيقة التي كانت تزين صالوننا، لكنني كنت أعرف دائمًا مكان العدد الأخير: مختبئًا في درج منضدة والدي بجانب سريره.
بحلول سن الثانية عشرة تقريبًا، كنت أتسلل لألقي نظرة على بلاي بوي كلما سنحت الفرصة، كنت أعيدها إلى مكانها بدقة متناهية، محافظة على زاويتها الأصلية لأحمي سري الصغير، كانت لحظات جلوسي مع أخي الصغير، عندما أراقبه، الوقت المثالي لأستمتع بما فاتني من المجلة.
في تلك الأيام، كنت جائعة للمعرفة — أي معرفة — عن الجنس، في المقابل والدتي التي كانت منفتحة في الحديث عن أي شيء تقريبًا، كانت تصمت تمامًا عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع.
المفارقة أنها كانت معلمة للصف السادس، وكان منهاجها يتطلب منها تناول دروس التثقيف الجنسي، ولو بشكل مختصر، لكنها كانت تتحايل على ذلك بتحويل الموضوع إلى “الصحة والنظافة الشخصية”.
كل ما تلقيته منها في المنزل كان علبة تامباكس وتعليمات مطوية بأيدٍ مرتجفة، “أخبريني إذا كان لديك أي أسئلة!” قالتها وهي تهرب من الغرفة كأنها مطاردة.
لكن بلاي بوي! يا لتلك النساء! لم أكن لأمانع أن أصبح يومًا ما مثل براندي، ماندي، كاندي، أو تيفاني — بدون تلك الدبابيس في سرّتهن، بالطبع.
كنت قد رأيت اللوحات العارية التي رسمها عمي الفنان، لكن فتيات بلاي بوي كنّ كأنهن من عالم الخيال: شعورهن مثالية، وبشرتهن برونزية متسقة. كنت أستمتع بالنظر إلى صورهن كما أستمتع بتأمل أي عمل فني.
لكن الكلمات كانت أفضل من الصور، قصص من شيل سيلفرستين، بروس جاي فريدمان، ومعبودي راي برادبري.
يبدو أن بعض الناس كانوا يشترون بلاي بوي فعلاً من أجل القصص، رغم أن والدي لم يكن من هؤلاء على الأرجح.
لكنه كان يعشق النكات، التي كنت أسمعه يرويها في الحفلات، بدأت أحفظ بعضها بنفسي، تلك التي كنت أفهم نهاياتها، مما جعلني واحدة من أفضل الرواة في الصف السادس.
ربما كانت أكبر فائدة قدمتها بلاي بوي لعائلتنا هي ميزة في سوق العقارات، كان والداي قد أتمّا للتو شراء منزلهما الجديد، وكانا يائسين لبيع الأول، وعندما حضر زوجان مع ابنهما المراهق لمعاينة المنزل، اصطحبه والدي بهدوء إلى الطابق العلوي.
فتح خزانة غرفة نومه وأشار إلى أرفف مليئة بمجلات بلاي بوي التي كان يخبئها لسنوات: “أترى هذه؟” قال والدي، “إذا اشترى والداك هذا المنزل، كل هذا قد يكون لك”.
لقد اشتروا المنزل، لا أعلم ماذا فعل ذلك المراهق بكل تلك المجلات، لكنني آمل أن يكون قد تعلم بعض النكات الجريئة الجيدة.
القصة كتبتها باربرا هوفمان على نيويورك بوست بالإنجليزية ونرجمناها.