يعد هجوم 7 أكتوبر 2023 ضربة إيرانية بأدوات عربية سنية وشيعية لمشروع السلام والشرق الأوسط الجديد، وقد أحيا الشعبوية اليسارية والإسلامية التي تعادي اليهود وتريد ابادتهم من الشرق الأوسط.
وخلال عام من القتال تمكنت إسرائيل من تدمير حماس على الأرض في غزة، وبقي لها الآن فلول هذه الحركة الفلسطينية التي أضحت عاجزة ولكنها لا تزال تحتفظ بالعشرات من الرهائن.
أعداء الإتفاقيات الإبراهيمية
تعد ايران ووكلائها في المنطقة أبرز أعداء الإتفاقيات الإبراهيمية ومعهم الإخوان المسلمين، وبعض الدول السنية المتاجرة بالشعارات أبرزها الجزائر.
هذه الأطراف ترفض اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل وتعتبرها خيانة للقضية الفلسطينية، وهي تستغل تلك الإتفاقيات للطعن في الدول المطبعة مثل مصر والمغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
ويستغل هؤلاء تلك السردية التي يرددها داعش من قبل والقاعدة حيث يكفران الحكومات والجيوش العربية، وهذا يهدد الدول التي تعيش الاستقرار في المنطقة بعمليات إرهابية.
رأينا على المستوى الشعبي حتى في الدول المطبعة مثل المغرب والأردن، رفضا كليا لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل واعتبارها خيانة والمطالبة أيضا بإسقاطها.
ولطالما كانت المظاهرات والإحتجاجات في المغرب والأردن تمضي إلى هذا الهدف وتريد من الحكومتين التراجع عن التطبيع مع إسرائيل.
الحرب المفروضة على إسرائيل وسكان غزة وآخرين
في هذا الصراع المأساوي، فإن الخسائر المدنية أمر مؤسف، ولكنه أمر لا مفر منه، وخاصة لأن إرهابيي حماس يستخدمون إخوانهم العرب في غزة كدروع بشرية، ويضعون قواعدهم العسكرية تحت المستشفيات والمدارس، ويحاولون الاختلاط بالسكان حتى لا يتم التعرف عليهم باعتبارهم محاربين.
وللأسف لا يوضح الإعلام هذه النقطة ويميل الإعلام العربي والناطق بالعربية إلى التأكيد على أن تلك المجازر متعمدة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يوزع المنشورات التي تشجع السكان على الإبتعاد من معسكرات حماس ومواقعهم.
مقارنة بحروب إسلامية خالصة مثل وقعة الحرة في المدينة المنورة التي سقط فيها 11 ألف قتيل على الأقل في 3 أيام، لا تزال الحروب أقل دموية مما حدث في الماضي.
واليوم هناك فئة كبرى من سكان قطاع غزة غاضبون مما فعلته حماس بهم حيث لجأت إلى هجوم الهدف منه تحرير القدس فكانت النتيجة خسارة القطاع لصالح إسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر شارك حزب الله اللبناني في اسناد القطاع من خلال شن الهجمات على شمال إسرائيل، ودفعت هجماته إلى نزوح 60 ألف إسرائيلي على الأقل.
وهكذا توسعت الحرب إلى لبنان بعد سنوات طويلة من الهدوء بين البلدين، ووضعت إسرائيل هذه المرة هدفا مختلفا وهو قتل قادة هذه الميليشية الشيعية.
كما جر اليمن على نفسه أمرا مماثلا من خلال ضرب الحوثيين للسفن التجارية العالمية إضافة إلى الحشد الشعبي في العراق الذي يجر بلاده إلى ويلات الحرب.
مصلحة الدول السنية في انتصار إسرائيل
إن الدول السنية في المنطقة تخشى إيران التي تنشر التشيع ولها وجود في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وهي التي تتربص أيضا بالصحراء المغربية من خلال دعم المسلحين الموجودين على الأراضي الجزائرية.
من جهة أخرى هذه الدول تريد ومعها الولايات المتحدة وإسرائيل في الوصول إلى السلام الشامل الذي يتضمن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
لا يهم قد يكون هذا الحل حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، المؤكد أن الفلسطينيون سيعيشون في وضع أفضل من نظرائهم العرب خصوصا جيرانهم المصريين والأردنيين والسوريين واللبنانيين.
لقد عرضت إدارة دونالد ترامب على قطاع غزة 50 مليار دولار لتحويل هذا القطاع إلى سنغافورة الشرق الأوسط، وكانت صفقة القرن جيدة مع حاجتها إلى تعديلات وتطوير.
انتصار إسرائيل يعني سحقها تلك الميليشيات التي أنشأتها ايران ونشرتها في الدول العربية كفيروس سرطاني نجح في تدمير أنظمتها وتكبيلها بالسلاح الإيراني.
إقرأ أيضا:
6 تداعيات ناتجة عن اغتيال حسن نصر الله
بنيامين نتنياهو: لاعب الشطرنج الذي دمر الأغبياء المتهورين
كوشنر: هذا مصير ايران وأدواتها بعد مقتل حسن نصر الله
لماذا لا تهاجم إيران إسرائيل؟ ما سر السياسية الإيرانية؟
ماذا سيحدث بعد اغتيال حسن نصر الله؟
إلى أين تتجه الحرب في لبنان والتي أشعلها حزب الله الحسيني؟
تاريخ حرب حزب الله وإسرائيل من 1982 إلى اليوم
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله