فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع، عندما أعلن نهاية الأسبوع الماضي في قمة العشرين على هامش لقائه مع الرئيس الصيني أنه سيلغي الحظر الأمريكي والذي يقضي بمنع تعامل الشركات الأمريكي مع هواوي.
إلى الآن لا يوجد قرار رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الشركات الأمريكية التي تتعامل مع العملاق الصيني استقبلت الخبر بسرور.
غير أن هواوي استفادت على ما يبدو من هذه التجربة وهي ترغب في التخلص تدريجيا من التبعية للتكنولوجيا الأمريكية.
يريد مؤسس هواوي Ren Zhengfei كسر اعتماد شركته على الموردين الأمريكيين أو على الأقل كان هذا موقفه قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير متوقع خلال عطلة نهاية الأسبوع أن عملاق التكنولوجيا الصيني سيتم إزالته من قائمة تمنعها من شراء المكونات الأمريكية دون إذن.
-
تبعية هواوي للتكنولوجيا الأمريكية
تستخدم هواوي الكثير من الرقاقات والمكونات الداخلية التي تنتجها الشركات الأمريكية خصيصا للهواتف الذكية والحواسيب التي تنتجها وحتى بعض معدات الإتصالات التي توفرها للشركات.
وللأسف تقول الولايات المتحدة على لسان ادارة ترامب أن الشركة الصينية تسرق التكنولوجيا الأمريكية، وهي تهمة تلاحقها إلى حد الآن.
ورغم تطور الشركات الصينية وقدرتها على تصنيع مختلف التكنولوجيا المتطورة إلا أنها لا تزال متأخرة على مستوى تصنيع أشباه الموصلات.
-
كيف ستتخلص هواوي من التكنولوجيا الأمريكية
في مقابلة حصرية نشرت يوم السبت من قبل إحدى الصحف الكندية، قال رن إن شركةHuawei Technologies Co. Ltd. أضافت 6000 شخص إلى فريق التطوير البالغ قوامه 80000 فرد هذا العام وتهدف إلى إنهاء اعتمادها على الموردين الأمريكيين “خلال عامين”.
وقال رين إن عمال الشركة قد تلقوا توجيهًا واحدًا، وهو استبعاد أي شيء من الولايات المتحدة عبر خطوط الإنتاج المترامية الأطراف في الشركة، بحيث “لن تواجه هواوي بعد الآن تهديدًا لبقائها”.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترامب على هامش قمة قادة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، إنه سيسمح للشركات الأمريكية باستئناف البيع إلى هواوي، وأن كلا من بكين وواشنطن قد اتفقتا على استئناف المحادثات التجارية المتوقفة.
أقر رين بأنه لن يكون من السهل فصل شركته عن التكنولوجيا الأمريكية، أكبر المشاكل تكمن في المناطق غير المتوقعة.
ونقل عنه قوله “إذا كان هناك مكون صغير مفقود على لوحة الدارات، فقد تضطر إلى إعادة تصميم اللوحة بأكملها”. “وهذا ينطوي على عبء العمل تماما”.
-
خطة صينية شاملة للإنتقام من الولايات المتحدة الأمريكية
الحظر الأمريكي لشركة هواوي ومن قبله لشركة ZTE كان كافيا بالنشبة للجانب الصيني، الذي تعلم الدرس سريعا وهو ينوي الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكي.
خطوة هواوي لن تكون خاصة بها هي فقط، بل إنها خاصة بالشركات الصينية الأخرى، ومن المنتظر أن يكون هذا واحد من أبرز توجهات الصين بشكل عام على مستوى الصناعة.
تصنع الصين كل شيء تقريبا، لماذا سيكون من الصعب عليها تطوير المكونات الداخلية وتصنيع أشباه الموصلات أيضا؟
تجاهلت إدارة دونالد ترامب عندما شنت الهجوم التجاري على الصين هذا الجانب، وهي لا تعرف أن الجانب الصيني في هذه الحالة سيفقد الثقة بالشريك الأمريكي وسيعمل حتى بعد الهدنة وهدوء الحرب والعودة إلى طاولة الحوار نحو العمل على تعزيز استقلالية الصناعة الصينية.
نهاية المقال:
ها هي هواوي تتصدر الشركات الصينية التي تفكر في انهاء اعتمادها على الولايات المتحدة، في غضون عامين ستتخلص من الاعتماد على الشركات الأمريكية التي تزودها بالتكنولوجيا بغض النظر عن ابقاء الحظر أو رفعه.