بعد أقل من 48 ساعة على اقصاء المغرب من كأس العالم على يد فرنسا في النصف النهائي، وسط جدل تحكيمي، توصلت الرباط وباريس إلى حل الخلافات والتأكيد الفرنسي على الحكم الذاتي للصحراء وبرمجة زيارة للرئيس الفرنسي إلى الرباط.
وبالموازاة مع ذلك، ينتظر فئة كبيرة من المغاربة قرار الفيفا في إعادة مباراة المنتخب المغربي ضد الفرنسي في كأس العالم وحالهم لا يختلف عن حال من انتظروا من قبل إعادة مباراة الجزائر وكذلك مباراة مصر لأسباب مشابهة.
في الوقت الحالي هناك حالة من التهكم على القرارات الناتجة من لقاء وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وهي الزيارة التي حاول هؤلاء ربطها بالمباراة الأخيرة بين منتخبي البلدين.
الإعلان الأول الناتج عن هذا اللقاء هو حل انتهاء أزمة التأشيرات التي عكرت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا منذ أكثر من عام، حيث يعاني مغاربة كثر مه قضية الحصول على التأشيرات للسفر إلى فرنسا سواء للعمل أو الدراسة أو حتى سياحة.
اغلاق هذا الملف جعل الكثير من المتتبعين يتساءلون عن الثمن الذي دفعته الرباط أو طبيعة الحل الذي توصل إليه البلدين لإنهاء خلافهما.
ومن القضايا التي زادت الطين بلة في الفترة الماضية، هي مسألة تجسس المخابرات المغربية على الرئيس الفرنسي، والتي قال أنها ملفقة فيما يؤكد آخرون أنها حقيقة ومن الأمور التي جعلت علاقة البلدين على صفيح ساخن.
كما أكدت الخارجية الفرنسية موقفها “الواضح والثابت” بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشددة على أن المغرب “يمكنه أن يعول عليها خاصة في المراحل الحرجة”، وهي مثل الكثير من مواقف الدول حول العالم تؤيد المبادرة التي اقترحها المغرب والتي تتجلى في الحكم الذاتي للصحراء تحث السيادة المغربية الكاملة.
ومن المعلوم أن المغرب يسيطر على الصحراء ولدى سكان المدن الكبرى والصغرى على حد سواء ولاء للرباط ويعيشون تحث السيادة الكاملة والمستقرة أمنيا واقتصاديا للمملكة، فيما تطالب البوليساريو الموجودة على الأراضي الجزائرية بالصحراء وتعتبرها أرضها وليست أرضا مغربية.
والحقيقة أن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية إلى المغرب وهذه التفاهمات المعلنة تم برمجتها منذ بداية الشهر الحالي، وقد تداولت الصحف والمواقع هذه الزيارة المرتقبة قبل مباراة المغرب ضد البرتغال والتي انتهت بمفاجأة مدوية لصالح المنتخب الأفريقي.
هذا المؤشر لوحده يكفي بالنسبة لنا لنعلم أن هذه الزيارة والقرارات الناتجة عنها ليس لها علاقة بأي شكل من الأشكال مع كأس العالم.
الموقف الفرنسي من قضية الصحراء هو أقرب للطرح المغربي منذ سنوات وحتى قبل الإعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية، والعلاقات بين البلدين قوية واستراتيجية ومهمة.
قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، متحدثة في الرباط إلى جانب نظيرها المغربي ناصر بوريطة، إن الوقت قد حان “لكتابة صفحة جديدة معًا”.
كان البلدان على خلاف منذ سبتمبر 2021، عندما خفضت باريس حصتها من التأشيرات للمغاربة إلى النصف ردا على رفض المملكة المزعوم إعادة المواطنين الذين يعيشون كمهاجرين غير شرعيين في فرنسا، أثارت هذه الخطوة غضبًا شعبيًا واسع النطاق في المغرب ووصفتها الرباط بأنها “غير مبررة”.
ومن المتوقع أن يصل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إلى جارة المغرب وخصمه اللدود الجزائر يوم الجمعة لمناقشة قضايا مماثلة بشأن التأشيرات.
وتبحث فرنسا عن الخروج من الأزمات في علاقتها مع الدول الأفريقية فيما تبحث تلك الدول عن مصالحها والتوصل إلى رؤى متقاربة مع باريس.
ورغم أننا لا نعرف كثيرا ما يحدث في الكواليس، تبدو نظرية بيع المغرب مباراة كأس العالم لفرنسا من أجل مكسب سياسي ضعيفة، حيث عبرت الرباط عن سعادتها بالإنجازات التي حققها المنتخب المغربي الذي كان ينتظر منه أن لا يتجاوز في الأساس دور المجموعات.
حققت فرنسا كأس العالم 2018 وسيكون جيدا لها أن تحقق البطولة مرة أخرى، لكن المكاسب المالية لمنتخبها قليلة جدا مقارنة مع أي مكاسب سياسية تهم مصالحها الخارجية.
إقرأ أيضا:
فضيحة رشاوي قطر تهدد صفقة شركة قطرية مع الإتحاد الأوروبي
كم عدد زوار كأس العالم 2022 ولماذا فشلت نسخة قطر؟
فضيحة رشاوي قطر من كأس العالم إلى قلب الإتحاد الأوروبي
مؤامرة الفيفا ضد المغرب وفرنسا كي يفوز ميسي بكأس العالم 2022
نصرة الإسلام من تدمير سوريا إلى كأس العالم بقطر
المبلغ المالي الذي دفعته قطر لكل مشجع مزيف ساند المنتخب القطري
كل ما نعرفه عن فساد الفيفا لتنظيم كأس العالم في قطر
منتخب قطر ضعيف ومنفوخ وليس لديه جمهور حقيقي
أكاذيب منشورات نصرة الإسلام وفلسطين في مونديال قطر 2022
كأس العالم في قطر: كرة القدم من الإستعمار إلى الديكتاتورية
انسحاب قطر من أوبك.. هل ستعود مجددا؟