عانت الصين خلال عام 2019 من تراجع الأعمال التجارية بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكانت البيانات الإقتصادية سلبية قد أثرت سلبا على مبيعات الشركات الصينية ورواد الأعمال في هذا البلد.
هذا ما خلص إليه جاك ما، مؤسس شركة علي بابا والذي استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لعملاق التجارة الإلكترونية الصينية في سبتمبر عن عمر يناهز 55 عامًا.
في مؤتمر في شنغهاي يوم السبت إن رجال الأعمال يجب أن يفهموا أن “مصاعب 2019 ربما تكون مجرد بداية” للمزيد من الصعوبات.
وفي الوقت نفسه، حث رجال الأعمال على أن يكونوا واثقين وأن يتكيفوا مع التغيرات الشاملة في العالم وفي الاقتصاد الصيني، وفقًا لما جاء في نسخة من خطاب ألقاه في المؤتمر السنوي لغرفة التجارة في تشجيانغ.
-
عام 2019 سيء للإقتصاد الصيني
قال في المؤتمر: “إنها نهاية العام وبالأمس تلقيت الكثير من المكالمات الهاتفية من الأصدقاء الذين يطلبون اقتراض المال … تلقيت خمس مكالمات هاتفية كهذه في يوم واحد، في الأسبوع الماضي كان 10 أصدقاء يحاولون بيع ممتلكاتهم إنه أمر صعب حقًا عليهم”.
وأضاف: “كان عام 2019 صعباً، وقال إن من يديرون أعمالنا يعلمون أن كل عام صعب … في السنوات الماضية لم يجد سوى بعض رواد الأعمال الصعوبات، لكن في عام 2019 ربما وجد معظم رواد الأعمال صعوبات في إدارة أعمالهم وتنميتها”.
وقال ما، وهو أغنى رجل في الصين ووجه رجال الأعمال من القطاع الخاص في البلاد، إن العالم “يدخل فترة من التغيير الكبير والإقتصاد الصيني يواجه تعديلًا كبيرًا”.
-
من المطلوب التكيف مع الصعوبات
وقال “يجب أن نغير أنفسنا للتكيف … وأعتقد أن هذا هو المكان الذي تبدأ فيه فرص جديدة”.
نبرت خطابه نشرت مزاجًا حذرًا في مجتمع الأعمال الصيني، خاصة لرجال الأعمال من القطاع الخاص حول آفاقهم وسط تباطؤ النمو الاقتصادي، وتصاعد الديون وتوتر العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
بينما من المتوقع أن تعلن الصين عن معدل نمو اقتصادي رئيسي أعلى من 6 في المائة لعام 2019، فإن قائمة طويلة من أصحاب الأعمال تكافح من أجل البقاء واقفة على قدميها في بيئة صعبة، مع استمرار الائتمان السهل.
-
التجارة العالمية تتغير وهناك قواعد جديدة
في خطاب آخر يوم الجمعة في مدينة ووهان بوسط مدينة هوبى، قال ما إن نموذج التجارة العالمية التقليدي يفسح المجال أمام قواعد وأنظمة جديدة، وإن المرحلة الأولى من اتفاق التجارة الذي تم التوصل إليه بين بكين وواشنطن قد يبشر بعهد جديد للتجارة الدولية.
وقال: ّلقد شعر الكثير من الناس بالارتياح لرؤية الصفقة، لكن بالنسبة لي يمثل هذا بداية التغيير الحقيقي، هذه الصفقة لا تتعلق بالحفاظ على الماضي ولكن عن خلق المستقبل”.
وأضاف: “لن تؤثر هذه الصفقة على الصين والولايات المتحدة فقط جميع البلدان التي نعرفها، مثل البرازيل وأستراليا والأرجنتين ستتأثر”.
فيما يتعلق بالإقتصاد المحلي، قال ما إن تحول الصين من قوة تصديرية إلى قوة إنفاق استهلاكية يوفر “فرصة مرة واحدة في كل مائة عام” للشركات.
وقال: “قد يقول البعض أن الصين لديها ما بين 100 إلى 200 مليون مستهلك حقيقي فقط، لكني أرى إمكانات إنفاق المستهلك ليس فقط في فئة الدخل المتوسط التي تضم 300 مليون صيني بل مليار مستهلك”.
-
الأزمة الحالية بداية لفرص واعدة
عادة ما تأتي الأزمات بفرص كبيرة للتجار والشركات والفاعلين في القطاع، لكن لا يستغلها إلا من يستطيع ادراك تلك التغييرات واستغلالها لنفسه.
تباطؤ الإقتصاد الصيني والحرب التجارية والمشاكل الاقتصادية الأخرى ليست نهاية العالم بل إنها بداية عهد جديد.
نهاية المقال:
كشف مؤسس علي بابا، جاك ما عن عدد من النصائح المهمة للإستفادة من قواعد التجارة العالمية الجديدة والتي ترسمها الصين والولايات المتحدة، وكذلك مواجهة تباطؤ الإقتصاد وإفلاس الشركات.