في خطوة جريئة وحكيمة، أعلن الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، عن إلغاء شعيرة ذبح أضحية عيد الأضحى لعام 2025، يأتي هذا القرار استجابة للتحديات المناخية والإقتصادية التي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية، مما يهدد الثروة الحيوانية في المملكة.
تُثني مجلة “أمناي” على هذا القرار الملكي السامي، معتبرة إياه خطوة رائدة نحو الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، إن الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام سيساهم في حماية الثروة الحيوانية من الانقراض، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي يشهدها المغرب.
تأتي هذه الخطوة في ظل تحديات مناخية واقتصادية تواجه المملكة، أبرزها الجفاف المستمر منذ ست سنوات، والذي أدى إلى انخفاض حاد في الثروة الحيوانية بنسبة 38% مقارنة بعام 2016.
مجلة “أمناي” تُثمّن هذا القرار الحكيم، وتعتبره خطوة إيجابية نحو حماية الثروة الحيوانية والبيئة، فالاحتفال بعيد الأضحى يتطلب ذبح عدد كبير من الأضاحي، مما يُشكّل ضغطًا على الموارد الحيوانية ويُهدد بانقراض بعض السلالات المحلية.
إضافةً إلى ذلك، فإن تقليل استهلاك اللحوم يُسهم في تعزيز النظام البيئي ويُقلل من انبعاثات الكربون، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة والكارما الجماعية.
ولقرون طويلة ظل سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحتفلون بسفك الدماء وهو احتفال غريب ومؤلم في الفلسفات الشرقية مثل البوذية وحتى الديانات الأقدم مثل الهندوسية والجاينية.
ولطالما اعتبر النباتيون قتل الحيوانات واضطهادهم أمرا سيئا، وفي الديانة المانوية ينسب التشجيع على سفك الدماء والإحتفال به لإله الظلام (الشيطان) بينما يدعو إله النور للترفع على القتل وأكل اللحوم.
من الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء عيد الأضحى في المغرب؛ فقد تم اتخاذ قرار مماثل 1996 بسبب الجفاف الذي ضرب المغرب عام 1995، وتم إلغاء عيد الأضحى عامي 1963 و1981
نحن في “أمناي” ندعو القراء إلى تبنّي نمط حياة نباتي أو تقليل استهلاك اللحوم، ليس فقط استجابةً للظروف الحالية، بل كخيار مستدام يُسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة.
كما نُشيد بالجهود الحكومية الرامية إلى استيراد اللحوم من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلية دون التأثير على الثروة الحيوانية الوطنية التي تضررت في السنوات الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار ليس سابقة في تاريخ المغرب، فقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن ألغى شعيرة ذبح الأضاحي في سنوات شهدت ظروفاً مشابهة، وذلك حفاظاً على المصلحة العامة وحماية للثروة الحيوانية.
في الختام، تؤكد مجلة “أمناي” دعمها الكامل لهذا القرار الملكي السامي، وتدعو المواطنين إلى تبني نمط حياة أكثر استدامة ورحمة، من خلال التفكير في البدائل النباتية وتعزيز قيم الرحمة والتضامن في المجتمع.
إقرأ أيضا: كارما ذبح الحيوانات والأضاحي ومصير الأرواح القاتلة
