من دافوس 2017: أزمة مالية عالمية جديدة وشيكة ومؤكدة!

ظل الأزمة أصبح واضحا

بدأ المنتدى الإقتصادي العالمي دافوس بسويسرا أعماله اليوم الثلاثاء، بعد أن توافدت إليه النخب السياسية والمالية لعقد اجتماعات وصفقات اقتصادية والحديث عن مستقبل الإقتصاد العالمي.

وتبدأ أعمال دافوس 2017 في ظل ترقب عالمي لسياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب والتي تثير المخاوف ولا تبشر بخير.

وما ميز نسخة هذا العام أنها تعقد في ظل تشاؤم أغلبية الحاضرين من مستقبل النظام المالي العالمي خصوصا في ظل تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ووصول القادة المتشددين إلى الحكم في المزيد من الدول، وانتشار الإرهاب وتزايد العلامات التي تؤكد أن انهيار النظام المالي العالمي هي مسألة وقت لا أقل ولا أكثر.

وتراجعت نسبة ثقة الشعوب في الحكومات إلى 41 في المئة خصوصا في أوروبا والدول الصاعدة والمتقدمة حيث يلقي الركود الإقتصادي بظلاله على النمو الإقتصادي العالمي منذ أزمة 2008.

 

  • السيد Axel Weber مصدوم من سيطرة الأزمة والتشاؤم على منتدى دافوس

الرئيس السابق للبنك المركزي الألماني السيد Axel Weber اشتكى من تشاؤم أغلبية الحاضرين إلى المنتدى وهذا في مقابلة صحفية له مع Bloomberg.

وقال أنه متفائل جدا بخصوص العام الجديد، وعادة ما يشاركه الحاضرون نفس الشعور والإنطباع عندما يزور المنتدى سنويا، لكن هذه السنة الأمر خرج عن السيطرة الكل متشائم ومتخوف من القادم.

وقال أنه بعد عشر سنوات من الأزمة الإقتصادية فقد استقر الإقتصاد العالمي، ومن المنتظر أن تعمل إدارة دونالد ترامب على خلق فرص عمل كثيفة في الولايات المتحدة الأمريكية بما يدعم الإقتصاد العالمي ويدفع الاقتصادات الأخرى إلى خلق فرص العمل خلال الأشهر المقبلة، لهذا فهو لا يرى أي مبرر للتخوف والتشاؤم الذي يسيطر على الحاضرين في هذا الحدث المهم.

 

  • صحيفة وول ستريت: النظام الإقتصادي العالمي يترنح

من جهته أكد الكاتب STEPHEN FIDLER في أحدث مقال له على وول ستريت جورنال أن النظام الإقتصادي العالمي يترنح، وقد أضحى واضحا أننا أمام الإنهيار بعد التطورات الأخيرة ومنها خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وتأييد الشعوب الأوروبية لفكرة العودة إلى الدول ذات السيادة في ظل الأزمة التي تعاني منها المنطقة والتي زادت حدتها بسبب الإرهاب واللاجئين السوريين.

أيضا فإن صعود دونالد ترامب ورغبته في انتهاج سياسات الحمائية من خلال زيادة الضرائب على الصادرات الصينية، وبناء الجدار على حدود المكسيك قد يشعل حربا تجارية بين الصين وأمريكا تزيد من مآسي العالم الإقتصادية.

وقال صحيح أن النظام الإقتصادي العالمي حقق الرفاه لقطاع واسع من الناس حول العالم، لكن هناك قطاع كبير في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكندا يشعرون بالتهميش وأن النظام لم يكن منصفا معهم، وهذا يدفع الشعوب لاختيار قادة متشددين في السياسات الخارجية والإقتصادية مثل دونالد ترامب.

 

  • دافوس يدق ناقوس الخطر

المنتدى الإقتصادي العالمي على موقعه الرسمي أكد في تقارير منشورة أن النظام العالمي الجديد يبدو على أبواب الإنهيار، واصفا الأمر بأنه جدي وليس مزحة.

وهناك حالة من الإجماع في المنتدى بأن التطورات الإقتصادية والسياسية كلها تشير إلى شيء واحد وهو اندلاع أزمة مالية جديدة ودخول العالم في سنوات من الركود مجددا.

الأسوأ من هذا السيناريو هو حدوث انهيار لأركان النظام المالي في العالم ونشوب فوضى قد تغير ملامح النظام العالمي للأبد.

ولا تبدو الثقة عالية بالإقتصاد العالمي والنظام بشكل عام في تجاوز التحديات الحالية فلا يزال غير قوي وهش ومعرض للكسر من أي ضربة أخرى قد يتلقاها من الأزمة.

 

نهاية المقال:

تستمر فعاليات منتدى دافوس في سويسرا حيث تسيطر نقاشات الماليين والساسة حول ما ينتظر الإقتصاد العالمي من تحديات وتطورات خطيرة، وقد تأكد لنا جميعا أن العد العكسي لإندلاع أزمة مالية عالمية جديدة قد بدأ وليس أمام الإقتصاد العالمي هامش كبير للهروب منها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز