سامسونج لم تعد بخير كما كانت قبل عامين على مستوى مبيعات الهواتف الذكية و النمو الذي تحققه في هذا القطاع، و تبدوا أزمتها واضحة بشكل أكبر في أسواق مصيرية و مؤثرة، نتحدث هنا عن الصين و اليابان.
الأولى هي مفتاح أسيا اليوم و الفوز بحصة كبيرة للغاية فيها يعني التربع على عرش الشركات التقنية الأكبر بهذا المجال نظرا لكونها تتضمن أكثر من 700 مليون مستخدم للهواتف و مشترك لدى الإتصالات الصينية فيما اليابان لا تعد بهذا الحجم الكبير لكن الهزيمة في هذه السوق أيضا غير مقبول إذ له أثر سيء جدا على بريق الشركة.
و أمام هذا الوضع السيء للشركة الكورية لم يكن إطلاق Galaxy S6 و Galaxy S6 Edge في هذه الأسواق كافيا لتغيير الوضع نحو الأحسن ونحن هنا أمام حقائق صادمة مع تحليل منطقي في السطور القادمة.
سامسونج تهوي و تتراجع بشكل خطير في الصين
نسمع جميعا بأن سامسونج فقدت مكانتها المميزة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية بالسوق الصينية لكن إلى أي مدى؟ هل يمكننا التعرف أكثر على حجم الخسائر و التراجع الذي لحق بها هناك؟
حسنا أحدث البيانات التي تخص العمالقة المنافسين في هذه السوق تظهر لنا تراجعا خطيرا للشركة الكورية هناك سواء من ناحية حجم الشحنات خلال الربع الأول من هذا العام أو من ناحية الحصة السوفية الخاصة بها دون أن ننسى أيضا النمو الذي تحققه و الذي تحول إلى عجز.
فهي قامت بشحن 9.6 مليون وحدة إلى الصين خلال الربع الأول من 2015 بعد أن شحنت خلال نفس الربع بالعام الماضي 20.5 مليون وحدة من جالكسي و هذا يعني تراجعا بنسبة 53 في المئة وضعها بالفعل في المرتبة الرابعة بعد كل من هواوي و شيومي مع أبل.
كراهية سامسونج في اليابان
تواجه الشركة الكورية في الجارة اليابان نفس الوضع بشكل واضح و منذ العام الماضي، و تشعر هناك بكراهية اتجاه علامتها التجارية.
المستهلكين اليابانيين يختصرون سامسونج في كونها شركة قائمة على الإغراق فقط و إصدار الكثير من المنتجات التي لا تقدم أية قيمة إضافية مقارنة بالإصدارات السابقة و كل هواتف جالكسي متشابهة.
هذه النظرة الصحيحة في الماضي ذهب ضحيتها ظلما كل من Galaxy S6 و Galaxy S6 Edge فقررت الشركة الكورية إزالة “سامسونج” على الهيكل الخارجي للجالكسي دون أن يحسن ذلك من صورتها في طوكيو و نواحيها.
حتى شارب تفوقت على سامسونج لتحتل الرتبة الخامسة هناك مع حصة تقارب 5 في المئة .
ثورة أبل في الصين و اليابان
عند إطلاق آيفون 6 و آيفون 6 بلس لم يتوقع أحدا أن يكون هذا الجيل الجديد من الآيفون السبب لنجاح أبل بشكل كبير و غير مسبوق في تاريخها.
الجيل الجديد من هواتفها الذكية ليس الأفضل فقط على مستوى المواصفات مقارنة بالإصدارات السابقة بل أيضا على مستوى المبيعات و الأرقام التي حققها.
تمكنت لأول مرة من التوصل إلى إتفاق عادل مع السلطات الصينية التي سمحت لها ببناء متاجر خاصة بها و توفير منتجاتها أيضا لدى الإتصالات المحلية هناك.
لقد أصبحث حصتها السوقية مستقرة على 14.7 في المئة و متفوقة على غريمتها التقليدية صاحبة الحصة السوقية 9.7 في المئة و هذا خلال الربع الاول من هذا العام.
في اليابان تسيطر أبل على المرتبة الأولى متخطية كل المنافسين و بنهاية العام الماضي تخطت حصتها هناك حاجز 51 في المئة.
شخصيا لم أتوقع أن الشركة الأمريكية ستحصد كل هذا النجاح المذهل و تبدوا متحمسة لحصد المزيد من المبيعات في هذه الأسواق الأسيوية.
سامسونج بحاجة إلى طرح هواتف راقية رخيصة في الصين
الفئة الغنية في الصين غير مستعدة للإقبال على هواتف سامسونج لأنها اكتست الطابع البلاستيكي لديهم أيضا في اعتقادهم بينما هي منفتحة أكثر على آيفون لكونه موجها لها.
تحتاج سامسونج إذن خلال الفترة القادمة للكشف عن هواتف معدنية موجهة للصين بأسعار رخيصة لتغيير نظرة المستهلكين إليها هناك، الهواتف البلاستيكية لم تعد مقبولة و هي لا تجلب لها إلا المزيد من الكراهية و التجاهل.
أغلبية الصينيين يعشقون الهواتف الذكية ذات المواصفات المتقدمة و السعر المغري و هذا ما يعيق أبل من التقدم بسرعة أكبر مما عليه الآن في وقت لا تزال فيه الشركات الصينية هي المسيطرة و هي التي تفهم جيدا سوقها أكثر من غيرها و منتجاتها مرغوبة نظرا للنزعة الوطنية التي يقدسها الصيني أكثر من أية جنسية أخرى في العالم.
عادة الهواتف الذكية التي تطرحها سامسونج في هذه السوق تبدأ اسعارها من 300 دولار إلى ما فوق لكن في حالة طرحها لهاتف ذكي بسعر يتراوح ما بين 150 دولار إلى 250 دولار فهو حثما بمواصفات ضعيفة و بلاستيكي غير مرحب به هناك.
سامسونج بحاجة إلى تلميع سمعتها في اليابان
اليابانيين عندما يكرهون علامة تجارية معينة فمن الصعب عليك تغيير قناعاتهم الجديدة، تحتاج الشركة الكورية إلى إعادة نظر لخطتها و استراتيجيتها هناك أيضا.
تحتاج إلى تقديم هواتف ذكية من حين لآخر حصرية و بجودة عالية لهذه السوق و أن تبتعد عن المبالغة في الأسعار خصوصا و أن القدرة الشرائية للفرد الياباني تراجعت مع الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها هذا البلد منذ 2009.
اليابانيين أيضا يفضلون العلامات التجارية المحلية و متعصبين لكل ما ينبض بالدم الياباني الأصيل، هذا ما يفسر لنا فعلا وجود سوني في المرتبة الثانية بهذه السوق و وجود أسماء منها شارب و فوجيتسو و ندرك جيدا أنها فاشلة تماما في الاسواق العالمية و هذا هو السبب الذي يقف أيضا وراء طرح إكسبيريا زد 4 حصريا لليابان و العمل على النسخة المصغرة منه و التي ستكون متاحة في وقت لاحق من هذا العام لهذا البلد الأسيوي فقط.
أبل استطاعت تجاوز كل هذه العلامات التجارية لشيء واحد ألا و هو غلاء علامتها التجارية و شهرتها بالجودة العالمية من ناحية التصنيع رغم أن كل العمليات المتعلقة بآيفون تتم على أراضي الجار الصيني الذي يكن له هذا البلد كل العداوات التاريخية و السياسية و الجغرافية.
نهاية المقال :
جالكسي اس 6 و جالكسي اس 6 إيدج لم يكونا كافيان لسامسونج من أجل تجاوز الأزمة التي تعاني منها في اليابان حسب الأنباء التي انتشرت اليوم، و السيناريو قد يتكرر أيضا في الصين وسط غياب الأنباء عن المبيعات هناك.
هذا لا يعني أن الجيل الجديد من هواتفها فاشل فهو بحاجة إلى المزيد من الوقت لنحصل على جواب لهذا السؤال: هل ينقد جالكسي اس 6 سامسونج من الأزمة في اليابان و الصين؟