مشروع العملة الرقمية الصينية وبداية نهاية اليوان الورقي

مشروع العملة الرقمية الصينية وبداية نهاية اليوان الورقي

أي متابع لسوق العملات الرقمية يعرف أن الصين هي واحدة من الأطراف الأكثر تشددا ضد العملات الرقمية المشفرة، وهي حاولت ولا تزال تحاول القضاء على هذه الأصول، وفشلت وستفشل في ذلك على الأغلب.

رغم كل المضايقات التي تمارسها الصين ضد العملات الرقمية إلا أن الكثير من الصينيين يستثمرون في بيتكوين والعملات الرقمية وقد ارتفع التعامل بها مع تراجع اليوان مقابل الدولار إلى مستوى 7 يوان لكل دولار.

لكن على ما يبدو فإن الصين مستعدة لتستفيد من هذا القطاع وتستخدمه من أجل سيادتها ومكانتها ضمن المنظومة الإقتصادية العالمية.

  • إعلان البنك المركزي الصيني عن العملة الرقمية الصينية

أعلن بنك الشعب الصيني (PBOC) يوم السبت أن عملته الرقمية للبنك المركزي (CBDC) “يمكن الآن أن يقال أنها جاهزة”.

ذكرت التقارير أن البنك المركزي الصيني يعمل على مشروع العملة الرقمية هذا منذ عام 2014، ونتحدث عن 5 سنوات من التطوير بدون علم أحد من الصحافة أو الدول الأخرى.

  • خطوة غير متوقعة وغريبة

قد يبدو عمل الصين على عملتها الرقمية غريبًا، بالنظر إلى موقفها الأقل ودية من بيتكوين ومنافساتها.

تحركت الجهات الرقابية في البلاد لحظر تعدين العملات الرقمية، لكن يعتقد بعض المحللين أن ذلك كان مجرد جزء من جهود الصين لزيادة سيطرتها على هذه السوق

إدخال عملة رقمية خاصة بها – حتى لو لم تكن عملة مشفرة حقيقية – قد يساعد البلد على تقليل جاذبية بيتكوين ومنافساتها الخارجة عن سيطرتها.

  • حقيقة العملة الرقمية الصينية

يقال إن البنك المركزي الصيني اعتمد جزئيًا على نفس تقنية بلوك تشين المستخدمة من قبل العملات المشفرة مثل بيتكوين و الإيثريوم وعملة ليبرا من فيس بوك (بافتراض قدرة الشركة على إقناع المنظمين الأمريكيين بأنه يمكن الوثوق بها بعملة خاصة بها).

أكد المصدر الرسمي أن بنك الشعب الصيني (PBOC) لم يعتمد بلوك تشين في العملة لأنه أراد ضمان أن يكون للعملة ما يكفي من الإنتاجية لمواكبة مع استخدام التجزئة.

قال مو تشانج شون، نائب رئيس قسم الدفع والتسوية في بنك الشعب الصيني: “بنك الشعب الصيني هو المستوى الأعلى والبنوك التجارية هي المستوى الثاني”، “نظام التسليم الثنائي هذا مناسب لظروفنا الوطنية، يمكنه استخدام الموارد الحالية لتعبئة حماسة البنوك التجارية وتحسين قبول العملة الرقمية بسلاسة”.

هذا يعني أن هذه العملة سيصدرها البنك المركزي بنفسها وسيتحكم بها ويراقبها وستتعامل بها البنوك الصينية والمستهلكين.

  • تحديات تواجه العملة الرقمية الصينية

ومع ذلك، فإن تقديم عملة جديدة ليس بالأمر الهين، وهذا هو السبب في أنه قد استغرق الأمر خمس سنوات لكي يقوم البنك المركزي الصيني بإخراج هذا المشروع من مرحلة البحث والتطوير.

يجب أن يكون إقناع البنوك الأخرى بتبني العملة سهلًا نسبيًا، من المحتمل أن يكون تحديد كيفية إدارة إدخال هذه العملة في الاقتصاد العالمي أكثر صعوبة.

إن طرح عملة رقمية لا يختلف عن إيجاد طريقة جديدة لإدارة العملات الموجودة رقميًا بعد كل شيء.

وورد أن بنك الشعب الصيني وشركائه يدركون جيدًا هذه التحديات، اعترف كلا الطرفين خلال إعلان يوم السبت بأن الصين دولة ضخمة سواء تم قياسها حسب عدد السكان أو مساحة الأرض أو المكانة المالية.

  • رد على عملة فيس بوك ليبرا

إذا نجحت عملة ليبرا من فيس بوك في تخطي التحديات التي تواجهها الآن فستكون متاحة لكل الناس حول العالم، وقد تعلن الصين حظرها لكن سيكون من الأفضل لها أن توفر بديل تعتمده شركات الشبكات الإجتماعية العملاقة في البلاد والتي يمكن أن تفكر في عملة رقمية مضادة لعملة فيس بوك.

لا تريد الحكومات أن تتورط الشركات في إصدار العملات الرقمية ومن شأن قيام البنوك المركزية بتبني وإطلاق العملات الرقمية أن يوقف أي مشاريع تعمل عليه شركات خدمات الإنترنت.

 

نهاية المقال:

إنها مفاجأة كبيرة من الصين المعروف عنها بأنها ضد بيتكوين ومنافساتها، وبداية لعصر العملات الرقمية التي تصدرها البنوك المركزية ونهاية اليوان الورقي والعملات الورقية الأخرى.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز