لا تكتفي شركة سامسونج بهاتف رائد واحد طيلة السنة، ففي وقت تشهد فيه الساحة العالمية منافسة محتدمة بين العشرات من الشركات لعالمية والدولية وحتى الصاعدة من الصين والهند، وصلت كل من الشركة الكورية و آبل أيضا إلى اقتناع بأن طرح هاتف رائد لا يكفي وعلى الأقل يتوجب إطلاق إصدارين وهو ما تقوم به الشركة الأمريكية.
لذا كان متوقعا أن تطلق سامسونج جالكسي اس 7 ومعه أيضا Galaxy S7 Edge في انتظار جالكسي نوت 6 أيضا خلال وقت لاحق من هذا العام.
ولمن يتساءل عن سعر Galaxy S7 Edge فهو محدد على 715 دولار بعدما كان سعره 899 دولار أمريكي، وهو يعد من الهواتف الرائدة المكلفة.
وفي هذه المراجعة سنتوقف عنده بعد أن كنا قد نشرنا من قبل مراجعة جالكسي اس 7 منذ أيام والذي يعد من الخيارات الجيدة لكنه ليس الأفضل في العالم.
- هاتف أنيق بتصميم الجيل السابق مخيب على مستوى الوزن والسمك!
سامسونج لم تبذل أية جهود في ابتكار تصميم جديد للجيل الجديد بل اعتمدت على تصميم الجيل السابق مع بعض التحسينات التي تطور من تجربة استخدام الهاتف سواء حمله أو التعامل معه.
لكن لأن الشركة أضافت بطارية أكبر ونظام تبريد داخلي فهذا انعكس سلبا على عاملين مهمين في التصميم بالنسبة لكثيرين الأول هو السمك الذي أصبح أكبر من 7 ملمتر في جالكسي اس 6 ايدج إلى 7.7 ملمتر بالنسبة للنسخة الأحدث Galaxy S7 Edge.
وأما الثاني فهو ازدياد الوزن حيث يزن الإصدار السابق 132 جرام وقد قفز إلى 157 جرام بالنسبة للإصدار الأحدث وفي نظري هذا سبب كي يمتنع أصحاب اس 6 ايدج عن الترقية.
ولم تطور الشركة مواد تصنيع الجهاز واكتفت باستخدام المعدن في الحواف والطبقة الزجاجية في الجهة الأمامية والخلفية، ومن عيوبها ظهور بصمات الأصابع على الجهاز هذا إلى جانب الحساسية للسقوط من ارتفاع يعادل طول الشخص وهو في وضعية الوقوف خصوصا الجهة الخلفية التي ينكسر زجاجها بشكل كبير.
وبشكل عام لا أحد ينكر ان Galaxy S7 Edge من الهواتف الجميلة والمميزة وهو أنيق وجميل وما يميز هذا الجيل الجديد أيضا هو أنه مقاوم للماء بمعيار IP68 ما يسمح للجهاز بالصمود لمدة 30 دقيقة في عمق 1.5 متر بعمق الماء.
- شاشة أكبر من الجيل السابق وبجودة عالية
على هذا المستوى هناك العديد من المفاجآت في Galaxy S7 Edge ومنها زيادة حجم الشاشة من 5.1 إنش بالنسبة لهاتف اس 6 ايدج ليصبح حجمها 5.5 إنش.
هذا يضع هذا الجهاز في منافسة مباشرة مع الهواتف الأكبر حجما والهواتف اللوحية بشكل عام، ومنها جالكسي نوت 6 القادم!
ومن مزايا الشاشة في الإصدار الجديد نجد أنها تأتي بحجم 5.5 إنش وبدقة 1440 بيكسل أو 2k مع دعمها للمس المتعدد و16 مليون لون وتتميز بكثافة 534 بيكسل لكل إنش، كما أنها منحنية من الطرفين الأيمن والأيسر.
وتقدم ألوانا مشبعة ووضوح ذات جودة عالية ما يعني أنه يمكنك من خلالها مشاهدة الفيديوهات والكليبات بجودة عالية والرائع أيضا في شاشة هذا الجهاز هي قوتها ومقاومتها للانكسار السهل والسريع وأيضا الخدوش التي يمكن للسقوط يسببها لها.
ومن الأسباب التي دفعت سامسونج إلى اعتماد شاشة أكبر في هذا الإصدار هو رغبة الناس في الحصول على هواتف بشاشة أكبر كما أن زيادة سعة البطارية أرغم الشركة على هذه الخطوة لتجنب سمكا أكبر من الحالي والذي يعد أكبر من الإصدار السابق.
- أداء جيد ومزايا رائعة لكنه ليس الأفضل في العالم
بالنسبة للهواتف الرائدة فإن الأداء الممتاز هو مطلب كبير بالنسبة للمستخدمين، ونعني بالأداء سرعة فتح التطبيقات والتنقل بين النوافذ والتطبيقات المفتوحة بسرعة نفس الأمر لنقل الملفات من مجلد لآخر.
وفيما فشلت سامسونج في أن يكون جالكسي اس 7 هو الأفضل في العالم من حيث الأداء فإن النتيجة بالنسبة لهاتف Galaxy S7 Edge لم تختلف إذ أن الفروقات بينهما ليست كبيرة.
في السوق الأمريكية والصينية استخدمت سامسونج أفضل معالج في العالم وهو Snapdragon 820 الثماني النواة، وما يهمنا هي النسخة العالمية والمتوفرة في الأسواق المحلية ونتحدث عن معالج ثماني النواة من نوع Exynos 8890 الموجود أيضا في اس 7 بالمنطقة مع ذاكرة عشوائية بحجم 4 جيجا بايت.
هذا المعالج ليس الأفضل وجاء في المرتبة الثانية خلف معالج آبل الذي صنعته سامسونج بنفسها، وهذه أول مرة يمكنني الإقرار بفشل معالجات الشركة الكورية في الفوز بالمنافسة، لدرجة أنه مع إصدار هذه الهواتف ووصول خيارات منافسة إلى السوق فشل Galaxy S7 Edge والنسخة الأصغر منه في تصدر قائمة أسرع الهواتف الذكية.
هذا لا يعني أن الأداء سيء فهو جيد كما أشرنا سابقا، لكن من الكذب القول أنه الأفضل في العالم بناء على الأداء وأيضا جوانب أخرى، وبالتالي يمكننا القول أن هناك خيارات أفضل من هذه الناحية.
ويتوفر من هذا الجهاز نسخة 32 جيجا بايت للتخزين وهناك منه أيضا نسخة 64 جيجا بايت التي لا تتوفر إلا في أسواق قليلة، ولا ننسى أنه على عكس الاصدار السابق جاء بمنفذ لبطاقة التخزين الخارجي التي تزيد المساحة التخزينية إلى 200 جيجا بايت.
ويقدم هذا الجهاز أداء جيدا في تشغيل الألعاب والرسوميات بفضل معالج Mali-T880 MP12 الذي يعتمد عليه فيما النسخة الأمريكية تستخدم معالجا أفضل وهو Adreno 530.
كان من الأفضل في نظري أن تستخدم سامسونج معالج العمليات Snapdragon 820 و معالج الرسوميات Adreno 530 في النسخة العالمية، كنا على الأرجح سنرى فرقا أكبر، لكن الشركة تريد بيع أكبر عدد ممكن من هواتفها بمعالجاتها الخاصة إذ سيكون هذا مربحا بالنسبة لها أكثر من وضع معالجات كوالكوم في هواتفها الذكية وهو ما تأكد لها العام الماضي عندما تخلت عن معالجات شريكتها ومنافستها الأمريكية على خلفية مشاكل snapdragon 810.
لكن هناك العديد من الأمور الأخرى التي تؤثر في أداء الجهاز ومنها بالطبع الواجهة البرمجية والنظام، في هذا الصدد نجد أن الجهاز يعمل بنظام أندرويد 6.0 وقد حصل على تحديث عاجل كون الجهاز يعاني من انهيار التطبيقات بعد فتحها والإغلاق المفاجئ.
الجانب الإيجابي على مستوى النظام والواجهة هي التقليل من التطبيقات الافتراضية المرفقة مع واجهتها الجديدة وبالتالي التقليل من استهلاك المساحة التخزينية ولا ننسى أيضا مساهمة الواجهة بشكل ايجابي في سرعة الأداء.
لا ننسى أن الجهاز مزود بمبرد مائي داخلي ما يجعله مميزا للغاية على هذا المستوى مقارنة بالهواتف المنافسة الأخرى، ومن المعلوم أن الهواتف الذكية عموما معرضة لارتفاع حرارتها أثناء العمل المكثف عليها.
ومن المزايا التي تم تضمينها ضمن الجهاز نجد ميزة always-on display التي توفر للمستخدم عرض تطبيقات مصغرة على الشاشة عندما تكون مغلقة مثل الساعة و التقويم والتاريخ دون الحاجة إلى لمس الهاتف.
- كاميرا تجعله من أفضل الهواتف المخصصة للتصوير
عملت سامسونج في الجيل الجديد من جالكسي على تحسين الكاميرا وتطويرها بشكل كبير، وقد تحسنت جودة الصور التي يتم التقاطها ونفس الأمر أيضا للفيديوهات.
وقللت الشركة الميغا بيكسل في الكاميرا الخلفية من 16 ميغا بيكسل إلى 12 ميغا بيكسل وهذا لا يعني إطلاقا أن جودة التصوير تراجعت بالعكس الميغا بيكسل ليس كل شيء.
استخدمت سامسونج مستشعر التصوير IMX260 من سوني والذي يعد من أفضل مستشعرات التصوير في العالم، و الذي يملك حجم بيكسل أكبر يصل إلى 1.44 ميكرون لامتصاص كمية أكبر من الضوء وقد تمت زيادة فتحة العدسة إلى 1.7/F.
الكاميرا الخلفية مزودة بتقنية البيكسل المزدوج Dual Pixel التي تم اقتباسها من الكاميرا الرقمية المحمولة، ولعل ارتقاع سرعة التركيز التلقائي نتيجة لهذه التقنية.
وتقدم الكاميرا صورا وفيديوهات بألوان مشبعة وواقعية فيما أيضا لا تعاني كاميرا الجهاز في الأماكن التي تعاني من نقص الإضاءة، بينما نجد أن الكاميرا الأمامية في هذا الجهاز هي بدقة 5 ميغا بيكسل صالحة للتصوير الذاتي وهي محسنة أيضا في جودة التصوير وتأتي بفتحة f/1.7 والتي تقدم صورا جيدة حتى في ظروف الإضاءة الخافتة.
- بطارية كبيرة لكن التجربة أكدت أنها أقل من الجيل السابق
الجيل الجديد من جالكسي اس شهد تحسنا في حجم البطارية وقدرتها الاستيعابية على تخزين الطاقة، لكن بالرغم من ذلك النتائج كانت مخيبة وغير متوقعة.
حسب الاختبارات تستطيع التصفح ومشاهدة الفيديوهات والدردشة وعقد المكالمات باستمرار باستخدام Galaxy S7 Edge مدة 7.18 ساعات ويتميز هذا الجهاز ببطارية بسعة 3600 ميلي أمبير أكبر من بطارية اس 6 ايدج الذي يتميز ببطارية سعتها 2600 ميلي أمبير.
لكن في الواقع جالكسي اس 6 ايدج أفضل منه حيث يصمد لمدة أكبر تصل إلى 8 ساعات و 11 دقيقة وهو ما سيشكل خيبة بالنسبة لأي شخص يملك هذا الجهاز ويقوم بالترقية إلى الإصدار الجديد.
نهاية المراجعة:
إذا كنت تملك جالكسي اس 6 ايدج وتفكر في الترقية إلى Galaxy S7 Edge نحن ننصحك بتجنب هذه الخطوة لأنها ليست صائبة، يمكنك أن تفكر مستقبلا في جالكسي نوت 6 إذا كنت من عشاق سامسونج أو جالكسي اس 8 ايدج في حالة أردت هاتفا منها كبير الحجم.
وبالنسبة لشخص يود تجربة هاتف بشاشة منحنية من الأطراف فإن Galaxy S7 Edge خيار جيد الآن خصوصا وأنه يدعم بطاقة التخزين الخارجي ومقاوم للماء وأكثر سرعة من الإصدار السابق.