في مجال التقنية و بقطاع الهواتف الذكية بالضبط ، نرى معظم الشركات المصنعة لتلك الأجهزة المتطورة بما فيها سامسونج و سوني و ال جي و شركات أخرى ، تقوم على مدار السنة بإصدار الكثير من الهواتف الذكية منها الراقية و المتوسطة و الرخيصة أيضا ، حتى أن عدد هواتف سامسونج خلال هذا العام و السنوات الأخيرة مخيف جدا لبعض الخبراء و المتتبعين إذ يعتبرونه إغراقا للأسواق العالمية
بينما هناك الكثير من الخبراء و المراقبين الذين يرون ذلك بمثابة تنويعا في الخيارات أمام المستهلكين و هذا فعلا ما تسعى إليه تلك الشركات العملاقة .
نحن هنا في هذا المقال لا نتحدث عن سياسة تلك الشركات ، لكن هناك الكثير من المشاريع و الشركات العربية الناشئة التي بدأت مسارها في مختلف المجلات الصناعية و الغدائية و التي توفر للمستخدمين خيارات كثيرة ، لتسعى المزيد من الشركات و المقاولات التي أنشأها شبابنا مؤخرا بإتباع نفس السياسة معتقدين أنها صحية و صحيحة بالنسبة لمشاريعهم الصغيرة.
بينما هناك أدلة دامغة على أن سياسة التنويع في خيارات البيع ليست صحيحة دائما و تضر بالمبيعات مباشرة و بالأرباح بالطبع ، حسنا دعونا نستعرضها في السطور التالية.
الشركة الصغيرة لها جمهور محدود عكس الشركات الكبيرة :
أغلبية مدراء الشركات و المقاولات الصغيرة لا يدركون جيدا أن إمتلاكهم لجمهور محدود يفرض عليهم التقيد بتقديم منتج أو عدة منتجات قليلة للزبائن و المستهلكين ، فالشركات الكبيرة التي تعرض الكثير من المنتجات لها جماهير كبيرة و قد يكون ذلك على الأغلب لإنتشارها في الكثير من المناطق و حتى الدول ، ما يستدعي منها تقديم منتجات تتوافق مع الثقافات و التنوع البشري الهائل الذي تزخر بها جماهيرها . بينما يبدوا فعل ذلك مع جمهور محدود بمثابة حماقة .
رأس المال محدود :
الشركات و المقاولات الصغيرة تملك رأس مال محدود جدا لا يسمح لها بالإستثمار في تنويع المنتوجات و الخدمات التي تقدمها للزبائن ، فالقيام بذلك من شأنه أن يؤدي لضغط كبير على رأس المال ما يعرض تلك المشروعات الصغيرة للإنهيار ، فإنتاج أكثر من منتج يتطلب ميزانية محددة لكل عملية إنتاج و هي التي تتزايد بإزدياد الكمية المستهدفة .
مساحات الإنتاج و اليد العاملة لن تستوعب حجم التنوع :
لا شك أن مصانع الإنتاج التي تخص الشركات الناشئة و الأماكن المخصصة للعمل صغيرة و متواضعة جدا من حيث مساحتها ، كما أن اليد العاملة التي تعمل بها قليلة جدا و يصعب عليها أن تعمل كلها لتلبية الطلبات المتنوعة خصوصا و أن كل منتج يتم إنتاجه وفق قواعد و طريقة خاصة به و ربما الفرق التي تسهر على إنتاج منتوج بحد ذاته لا يمكنها أن تقوم بنفس الشيء مع منتجات أخرى.
عملية البيع تكون بطيئة جدا :
لا شك أن كل الشركات حول العالم تسعى لأن تكون عملية البحث سهلة و سريعة و هو ما يساعدها فعلا في تحقيق مبيعات جيدة و الإستمرار ، لكن كثرة المنتجات المعروضة على جمهورك المحدود يجعلهم في حيرة من أمرهم و عوض أن يأتيك الزبون ليشتري منتجك يأتيك ليفحص و يقارن بينها في المزايا و الأسعار و هو ما يجعل الأمر بطيئا و محرجا أيضا.
الزبون لا يشعر بالرضا :
عملية التنويع في المنتجات عند الشركات الصغيرة مغامرة مفزعة حقيقة ، خصوصا للعملاء و الزبائن الذين لا يشعرون بالرضا التام بعد شراء أحد منتجاتك خصوصا إذا كانت المواصفات متقاربة و متعاكسة في بعض التفاصيل ، و في هذه الحالة يتمنى الزبون لو اشترى منتجا أخر غير الذي حصل عليه و هذا أيضا لا يصب في صالح شركتك الصغيرة.
خلاصة المقال :
إذا كنت صاحب شركة صغيرة أو ناشئة عليك أن تتفادى حثما عرض منتجات متنوعة و الكثير من الخدمات المختلفة لجمهورك و محبيك ، فذلك لا يعد مهنيا و لا بداية إحترافية لشركة ستكون عملاقة في يوم من الأيام ، شركتك ليست بحجم سامسونج و لا جوجل … لذا منتج واحد أو منتجين رائعين و متطورين يركزان على تقديم الأداء و التجربة الممتازة أفضل من عشرة منتجات متشابهة و مختلفة في بعض التفاصيل تسقطك في تشتيت التركيز و تكون سببا في تطوير منتجاتك و توسيع قاعدة جمهورك للإنتقال نحو المرحلة التالية التي تتطلب منك المزيد من التركيز.