
في مجلة أمناي، كافة الفئات والجماهير ومحبي العلامات التجارية والشخصيات والأديان والمعتقدات مرحب بهم، لا أحد ممنوع من تصفح المقالات والإستفادة منا، ولن أفعل ذلك مهما تعددت الإساءات لشخصي وتجاوز بعض القراء الحدود.
على مر تاريخي في التدوين يمكنني القول أنني صادفت العديد من الفئات الحساسة، والتي تنظر إلى مقالاتي وكتاباتي على أنها مشبوهة وأمرر من خلالها أفكارا معادية لما يؤمنون به.
إلى الأمس القريب ظل جمهور سوني اكسبيريا في نظري هو الجمهور الأكثر حساسية، حيث كتبت بعض المراجعات عن هواتفها الذكية وانتقت بعض أجهزتها التي تعاني من عيوب حقيقية، وكان رد الفعل الكثير من التعليقات التي تنتقد المراجعة بشكل عام، هناك تعليقات تشكك في مهنيتي واحترافيتي وبعض التعليقات التي تتضمن شتائم صريحة لي بدون أي مقدمات.
على العكس كتبت مراجعات انتقدت بعض هواتف العلامات التجارية المنافسة ولم أرى نفس الصخب ونفس الإنتقادات، لكن كان هناك تعصب وهجوم أقل.
لكن الدرس الأهم من كل هذا هو أن القارئ العربي يحتاج إلى المزيد من التوعية كي يتقبل الآراء المختلفة، وربما الحقيقة كما هي.
قد تتساءل عن الجمهور الذي حصل على لقب الأكثر حساسية في نظري الآن؟ محبي أردوغان الذين يعتقدون أن الأزمة المالية الأخيرة في تركيا نتيجة مؤامرة من دول أجنية في مقدمتها الولايات المتحدة.
منذ أول المنشورات والتغريدات والمقالات حول هذه القضية، لاحظت أن هناك تعليقات وردود أفعال غاضبة من بعض القراء المحترمين، الذين يعتقدون أننا نستغل الفرصة لمهاجمة أردوغان ونظام حزب العدالة والتنمية في تركيا.
لا يستطيع هؤلاء تقبل فكرة أن الأزمة المالية في تركيا وانهيار الليرة التركية هذا العام، هو بسبب تراكم الديون وبناء التنمية الإقتصادية للبلاد على مدار السنوات السابقة من خلال الإقتراض، وليس بسبب المؤامرة الإقتصادية التي يدعي أردوغان أنه تتعرض له بلاده.
الأرقام لا تكذب بينما المشاعر مخادعة أحيانا، هل ستصدق الأرقام وما تقوله أم ستظل تعتقد أن نظرية المؤامرة على حق.
على كل الحال نحن في مجلة أمناي، نأمل أن تتخطى تركيا محنتها كما نتمنى ذلك لأي بلد في العالم يعاني من الأزمة الإقتصادية أن ينجح في تخطي الأزمة، لماذا؟ لأنني أؤمن بأن الإقتصاد العالمي مترابط، إذا سقطت دولة تضررت معها مصالح الشركاء والمتعاملين.
في الحالة التركية فإن عجز الشركات التركية على تسديد ديون تصل إلى 300 مليار دولار يعني هزة مالية عالمية إذ أن الكثير من الديون التركية هي قروض من البنوك الأوروبية والإقليمية، وهنا تكمن خطورة هذه الأزمة.
حساسية محبي أردوغان تركيا والمؤمنين بنظرية المؤامرة ضد تركيا، تصل إلى مستوى سيئ عندما ينظر هؤلاء إلى أن أي كاتب أو ناشط يكتب مقالة يسلط فيها الضوء على الأزمة التركية فهو معادي للإسلام ويحمل كرها لهذا الدين بشكل عام.
لا نعرف ما هي الأحكام الأخرى التي سيصدرها هؤلاء علينا، هل سيصل الأمر إلى حد التكفير والمطالبة برأسي؟ هل سيتم اعتباري خطرا كبيرا على الدين الإسلامي؟ كل شيء ممكن، إذا لم يرتفع وعي القارئ العربي ويتقبل الآراء ووجهات النظر والإستنتاجات المخالفة لما يؤمن به، ويقرأ من هنا وهناك لتتشكل لديه الرؤية الأقرب للصواب.