
تعد موطن لبعض الأحداث الأكثر متابعة اعلاميا في المملكة العربية السعودية، من Formula E إلى مهرجان منطاد الهواء الساخن إلى مهرجان شتاء طنطورة وأخيرا جلسة تصوير عارضات الأزياء لصالح مجلة فوغ العربية، تعد منطقة العلا منطقة تاريخية في شمال غرب المملكة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم إلى الأحجار الرملية الساحرة.
تتمتع المنطقة بالتراث الغني، وتم الإعلان هذا الأسبوع عن أن مطار المنطقة يشهد توسعا مهما، وهو سيسمح له باستقبال 400 ألف سائح سنويا.
في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة لإعادة فتح أبوابها في أكتوبر للزوار (بعد أشهر من الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحد من انتشار COVID-19)، أعلنت الهيئة الملكية للعلا أن المرحلة الثانية من أعمال مطار العلا قد انتهت للتو.
هذا يعزز مكانة المنطقة كوجهة سياحية رئيسية وكذلك مركز اللوجستيات، تركزت المرحلة الثانية من أعمال التطوير على تجديد المبنى الرئيسي للمطار وتوسيع مدارجه وإضافة صالة استقبال لكبار الشخصيات.
كجزء من جهودها للانفتاح على السياحة، قامت حكومة المملكة العربية السعودية بتطوير عروضها الرياضية والثقافية والتراثية، وكانت العلا على رأس جهود البلاد حيث أنها موطن لبعض من أكثر المناظر الطبيعية في العالم تميزا والمعروفة محليًا ببقاياها الأثرية التي يزيد عمرها عن 2000 عام.
في الواقع تمتلئ هذه المنطقة التي يزيد عمرها عن خمسة آلاف عام بقرون من الثقافة والتاريخ الثريين، وقد كانت موطنًا لعدد من الحضارات العظيمة مثل الدادانيين والليانيين والأنباط.
واليوم توفر المنطقة التي تبلغ مساحتها أكثر من 22000 كيلومتر مربع، والتي تعادل مساحة بلجيكا تقريبًا، السكان المحليين والزوار مجموعة من الأحداث والتجارب من الحفلات الموسيقية إلى أحداث الطهي إلى مسارات المشي والتسلق الخلابة.
تتبع العلا إداريا للمدينة المنورة، لكنها في الواقع هي بعيدة عن المدينة بحوالي 300 كيلومتر شمالا، وقد أصبحت أيقونة السياحة السعودية.
ستتنافس العلا مع نيوم الجديدة على استقطاب الملايين من السياح الأجانب، ويتم التسوق لها في الدول الغربية والعالمية على أنها واحدة من الوجهات الرائعة في المملكة السعودية.
وترغب السلطات السعودية في جعل هذه المدينة مقصدا لمن يود تجربة الحياة في الصحراء ويتمتع بعشق للحضارات القديمة والآثار ويرى فيها مكانا جيدا لقضاء بعض الوقت الهادئ بعيدا عن صخب المدن السياحية الشهيرة.
على الرغم من الفجوة بين 4000 سنة بينهما من نواح كثيرة، من المنتظر أن توفران خيارات كثيرة أمام السائح الأجنبي الذي يبحث عن الطبيعة وجمال الصحراء.
وتأمل المملكة السعودية بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا أن تستقطب الملايين من السياح حول العالم وهي بذلك ستنافس كل من دبي وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين في المنطقة.
سيتم إعادة افتتاح مناطق الجذب في العلا، بما في ذلك أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة في أكتوبر وستكون متاحة الآن على مدار السنة.
ستتوفر جولات المشي والرحلات والمسارات، بتوجيه من الراوي المحلي (الراوي العربي) أو الموجّه ذاتيًا، للزوار الذين يرغبون في التعمق أكثر في قصص وعادات المنطقة.
وتستغل السعودية فترة إيقاف السياحة واغلاق البلاد في استكمال المشاريع الإصلاحية التي أعلنت عنها رغم أنها تعاني من تراجع عائدات النفط وموسم حج فاشل.
وربما لولا جلسة التصوير النسائية في مدينة العلا، لما سمع كثيرون بهذه المدينة، فأشهر المدن في المملكة معروفة للجميع لكن هناك مدن سعودية تستحق الزيارة بالنسبة للسياح وهذه المدينة واحدة منها.
استغلت وسائل الإعلام خبر جلسة تصوير مجلة فوغ لعارضات الأزياء في العلا كي تصور للقارئ أن الأمر حدث في المدينة المنورة، لكن الحادثة مختلفة تماما، لقد تم التسويق بنجاح لهذه المدينة الأثرية السياحية التي تحلم باستقطاب 400 ألف سائح كل عام على الأقل.
إقرأ أيضا:
تأثير التقشف في السعودية على المواطن والقطاع العام والخاص
استثمار السعودية في لايف نيشن لحفلات الموسيقى
سر انسحاب أوبر Uber Eats من السعودية ومصر ودول أخرى
كيف تحارب السعودية والإمارات فيروس كورونا ماليا؟