
تستضيف السعودية التي أصبحت منارة للفن والأزياء في العالم اليوم أسماء جريئة مثل المغنية والممثلة الأمريكية جينيفر لوبيز التي كانت حاضرة في عرض مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب.
بعد بث حفلتها الإستعراضية على المسرح في الإعلام السعودي، سريعا ما انتشرت مقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية وكان هناك جدل بالتأكيد.
أطلت جينيفر لوبيز وكاميلا كابيلو في عرض أزياء الذكرى السنوية لـ 1001 Seasons of Elie Saab يوم الأربعاء (13 نوفمبر) في الرياض، المملكة العربية السعودية.
وبهذه المناسبة، ارتدت جينيفر زيًا فضيًا مبهرًا، ونسقته مع حذاء بوت مطابق وسترة ريشية درامية، واختارت كاميلا لحظة وردية جميلة، مرتدية حذاء طويلًا يصل إلى الفخذ مع فستان منسق يتميز بذيل طويل.
ومن بين المشاهير الآخرين الذين حضروا العرض لوري هارفي وروزي هنتنغتون وايتلي ولور روتش وكريشيل ليم ومونيكا بيلوتشي وكانديس سونبويل وأدريانا ليما لدينا صور لهم جميعًا في المعرض!
خلال العرض، قدمت مغنية أخرى أداءً نادرًا للغاية، كما أعادت ممثلة حائزة على جائزة الأوسكار ارتداء أحد أكثر إطلالاتها شهرة خلال عرض الأزياء.
فريق العلمانيين والمتحررين في السعودية والعالم العربي سعداء بالإنفتاح السعودي، وفريق السلفيين والمحافظين الرجعيين يهاجمون المستشار تركي آل الشيخ وقادة الدولة السعودية.
لكن ما أثار انتباهي هو أحد المعلقين على منصة اكس، والذي قال أنه بينما تستضيف المملكة الفنانات والمؤثرات هذه الأيام بغزارة ويلبسن أحدث الأزياء المكشوفة، تمنع ذلك على بناتها ونسائها.
تعد هذه بالضبط مفارقة عجيبة في السعودية لكننا على ثقة بحكمة الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعرف الشعب السعودي أكثر منا.
بينما هناك اقبال على حفلات موسم الرياض الذي يقام في العاصمة السعودية ويستمر الموسم الواحد لأشهر عديدة، وهناك انفتاح في المملكة بين الشباب وابتعاد عن الخطاب الوهابي السلفي المتشدد، ربما لا يزال من المبكر السماح بحرية الملبس للنساء في المملكة.
حاليا هذه الحرية محصورة على النساء الأجنبيات، وقد رأينا ذلك مع جورجينا رودريغيز التي تعيش مع صديقها لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو وتنشر من المملكة صورا لها جريئة، إضافة إلى ظهورها في الملعب بأزياء مختلفة جريئة.
من المؤكد أن هناك تغير جزئي في حرية الملبس بالنسبة للمرأة السعودية، حيث لم تعد العباية السوداء والنقاب هما الوحيدين على الساحة فهناك العباية الملونة والملابس العصرية المستورة.
نادرا ما يمكنك أن تلمح امرأة غير محجبة أو جريئة في ملابسها في الشارع العام بالسعودية، أما في منصات التواصل الإجتماعي فقد رأينا مؤثرات متحررات وأيضا فنانات اباحيات من السعودية.
تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان للنساء الحق في الحصول على جوازات سفر خاصة بهن، وكذلك السفر إلى الخارج والعيش بشكل مستقل دون إذن من ولي أمر ذكر، أو “ولي”.
هذه التغييرات هي جزء من خطة ولي العهد لتحديث الدولة الواقعة في الشرق الأوسط، وقال في عام 2017 إن الإصلاحات، إلى جانب استراتيجيته للتنويع، والمعروفة باسم رؤية 2030، من شأنها أن تساعد المملكة العربية السعودية على “القضاء على بقايا التطرف” وتبني نسخة “أكثر اعتدالاً” من الشريعة الإسلامية تحت قيادته.
وبعد عام، أدى تغيير في اللوائح إلى تمكين النساء من القيادة لأول مرة في المملكة وحذف الفتاوى التي كانت تحرم ذلك على النساء.
ومع ذلك، لا تزال البلاد تفرض قيودًا شديدة على ما يمكن للمرأة فعله وما لا يمكنها فعله. على الرغم من أن النساء يمكنهن الآن أداء فريضة الحج إلى مكة بدون ولي أمر ذكر وهو ما قالت إحدى النساء لـ Voice of America إنه “معجزة” إلا أنهن لا يمكنهن القيام بذلك إلا كجزء من مجموعة.
ويقول المنتقدون إن الإصلاحات لا تزيد عن “الدعاية”. قالت دعاء دهيني، الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، إن الإصلاحات “لا تؤثر على وضع حقوق الإنسان بشكل هادف”، حسبما ذكرت دويتشه فيله.
وعلى الرغم من “بعض التغييرات”، لم يكن هناك “اختلاف حقيقي” في موقف البلاد من حرية الرأي، كما تابعت دهيني، تظل المملكة العربية السعودية ضمن الدول العشر الأدنى مرتبة في تقرير الفجوة بين الجنسين العالمي لعام 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
لكن ما تحقق حتى الآن في السعودية من إصلاحات وتغييرات لا يمكن انكار أنه ثوري للغاية، وهذا ضروري لجذب السياحة والإستثمارات الخارجية في عصر ما بعد النفط.