عادت إلى الواجهة مذكرة رفعت عنها السرية تكشف عن خطة أمريكية عام 1963 لإنشاء بديل لقناة السويس تكون إسرائيل هي محورها الأساسي.
كانت هذه الخطة متاحة حنها في ظل التوتر الكبير بين القاهرة وتل أبيب، وسعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيجاد بديل لقناة السويس التي استخدمتها القاهرة كورقة ضغط ضد المجتمع الدولي حينها.
لكن بديل قناة السويس من إسرائيل لم يجد طريقه إلى النور أبدا لأنه من حيث التكلفة المالية كبير جدا إضافة إلى أن القاهرة وتل أبيب أصبحت تربطهما علاقات سياسية مستقرة وجيدة أيضا.
غير أنه في الواقع لا تزال إسرائيل تحلم بمكانة أكبر خصوصا على مستوى التجارة العالمية وكمركز في الشرق الأوسط خصوصا بعد دمار ميناء بيروت والحرب الأهلية في سوريا والضعف الذي يعاني منه جيرانها.
ميناء حيفا العملاق واستثمارات الإمارات:
تسعى السلطات الإسرائيلية إلى جعل ميناء حيفا الأكبر في المنطقة ومركزا يربط بين آسيا وأوروبا على الأقل، وهو ما سيزيد من عائداتها وأهميتها ويقلل أيضا من تكاليف الشحن الدولي إذا ما نجحت هذه الخطة.
وكان التطبيع الإسرائيلي الإماراتي في أغسطس الماضي محطة أساسية ومهمة، إذ مباشرة بعدها عقدت دبي للموانئ الكثير من الإتفاقيات مع ميناء حيفا والتي تمهد نحو الرفع من حجم الصادرات الإماراتية والخليجية نحو الأسواق الأوروبية عبر إسرائيل.
ومن المعلوم أن شركة موانئ دبي العالمية DP WORLD تشارك حاليا في مناقصة لخصخصة ميناء حيفا وإدارته وتتنافس معها شركة حكومية من تركيا.
وقال رئيس ادارة الشركة سلطان بن سليم أن “اسرائيل تعتبر جسرا استراتيجيا للغاية بين أوروبا واجزاء كثيرة من أعمالنا”.
على الجهة الأخرى كشف رئيس المجلس الاقتصادي في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي آفي سمحون عن مشروع سكة حديد عملاق يربط الإمارات بإسرائيل.
وأكد على أن البنى التحتية لهذا المشروع “قائمة بالفعل وتنتظر مد سكك يبلغ طولها نحو 300 كيلومتر في الأردن، الذي يحتاج دعماً اقتصادياً”.
من المنتظر أن يمر هذا المشروع أيضا عبر السعودية التي ترفض إلى الآن التطبيع الرسمي مع تل أبيب، ويقال أن لديها شروط لفعل ذلك.
حفر قناة بديلة لقناة السويس في إسرائيل:
المذكرة التي لم تعد سرية بعد الآن، تشير إلى أن الفكرة الإسرائيلية لإنشاء بديل قناة السويس على طول 160 ميلاً عبر إسرائيل باهظة الثمن فعلا، لكن باستخدام المتفجرات النووية، يمكن بالفعل تنفيذ المشروع أسرع وبأقل تكلفة ممكنة.
وجاء في المذكرة أن “هذه القناة ستكون بديلا استراتيجيا قيما لقناة السويس الحالية وربما تسهم بشكل كبير في التنمية الإقتصادية”.
وقدرت المذكرة أنه سيكون هناك حاجة إلى استخدام 520 قنبلة نووية لتنفيذه وهو ما يعد كبيرا للغاية، وقد يكون لذلك آثار بيئية وخيمة.
تمتد هذه القناة عبر صحراء النقب في إسرائيل وتربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة وتفتح الوصول إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.
أكدت المذكرة أن هناك 130 ميلاً من “الأراضي القاحلة الصحراوية غير المأهولة فعليًا، وبالتالي فهي قابلة لأساليب التنقيب النووية”.
غير أن السبب وراء عدم تنفيذ المشروع هو في الواقع أن الدول المحيطة بإسرائيل مثل السعودية والأردن ومصر ستعترض على تنفيذه.
ويقال أنه في ظل موجة التطبيع الجديدة التي بدأت منذ أغسطس الماضي، ربما يمكن تنفيذ المشروع خصوصا إذا تمت الصفقة بين الرياض وإسرائيل.
ومن المنتظر أن تستفيد الأردن هي الأخرى من هذا المشروع اقتصاديا وماليا، كما سيكون لها أهمية أيضا في مشروع السكك الحديدية من الإمارات إلى إسرائيل.
ستوفر القناة أيضا المياه الثقيلة المجانية لمفاعلات ديمونة وهو ما سيجعل هذا المفاعل أفضل من أي منافس في المنطقة سواء لأغراض إنتاج الطاقة أو أغراض عسكرية.
إقرأ أيضا:
أهمية قناة السويس ولماذا هذا الممر هو الأفضل؟
مؤامرة السفينة الجانحة بقناة السويس ضد مصر
تداعيات جنوح سفينة قناة السويس على التجارة العالمية
مئوية الإمارات 2071 وتكنولوجيا إسرائيل
مكاسب اقتصادية وتجارية من تطبيع الإمارات مع إسرائيل