لإدارة الأمة بحكمة تحتاج الحكومة إلى تحصيل الضرائب من المواطنين المؤهلين، يعد دفع الضريبة للحكومة المحلية جزءًا لا يتجزأ من حياة الجميع بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه في العالم.
منذ القدم ومع ظهور ما يسمى الدول والإمبراطوريات لجأ الحكام إلى فرض الضرائب على التجار والأغنياء والمستفيدون من أجل تمويل الجيش والتوسع العمراني والتنمية الداخلية وحتى لمساعدة الفقراء والأشد فقرا.
ما هي الضريبة ببساطة؟
الضريبة هي رسم إلزامي أو رسم مالي تفرضه أي حكومة على فرد أو مؤسسة لتحصيل إيرادات الأشغال العامة التي توفر أفضل المرافق والبنية التحتية.
يتم استخدام الأموال المحصلة لتمويل برامج الإنفاق العام المختلفة، إذا فشل المرء في دفع الضرائب أو رفض المساهمة فيها فسوف يترتب على ذلك آثار خطيرة بموجب القانون المحدد مسبقًا.
تختلف نسبة الضرائب وأنواعها من دولة إلى أخرى لكن بشكل عام هناك تقارب وتتبنى الدول المزيد من أنواع الضرائب وهذا للوصول إلى العدل في المجتمع وتحقيق العدل الإجتماعي.
أنواع الضرائب:
سواء كان فردًا أو أي شركة / مؤسسة، يتعين على الجميع دفع الضرائب المعنية بأشكال مختلفة، يتم تصنيف هذه الضرائب أيضًا إلى ضرائب مباشرة وغير مباشرة اعتمادًا على الطريقة التي يتم دفعها بها إلى السلطات الضريبية، دعونا نتعمق في كلا النوعين من الضرائب بالتفصيل:
الضرائب المباشرة: هذه الضرائب يتم دفعها بشكل مباشر لمصلحة الضرائب، وهي تشمل الضرائب على الممتلكات والدخل إضافة إلى الضرائب الأخرى التي يتطلب منك دفعها مباشرة للمصلحة في تاريخ محدد.
الضرائب غير المباشرة: تعتمد هذه الضرائب على الاستهلاك ويتم تطبيقها على السلع أو الخدمات عند شرائها وبيعها، تتلقى الحكومة مدفوعات الضرائب غير المباشرة من بائع السلع / الخدمات.
يقوم البائع بدوره بتمرير الضريبة إلى المستخدم النهائي أي مشتري السلعة / الخدمة، وأشهر ضريبة في هذا الصدد هي ضريبة القيمة المضافة.
تتضمن بعض الأمثلة العامة للضرائب غير المباشرة ضريبة المبيعات وضريبة السلع والخدمات (GST) وضريبة القيمة المضافة (VAT) وما إلى ذلك.
ماذا تفعل الحكومة بالضرائب؟
تُستخدم الضرائب لدفع تكاليف الأشخاص الذين يعملون لصالح الحكومة، مثل الجيش والشرطة، وتقديم خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية، وصيانة أو بناء أشياء مثل الطرق والجسور والصرف الصحي.
لكن كي ترتفع عائدات الضرائب وتتطور الدولة تحتاج إلى أن يكون هناك الكثير من النشاط التجاري، ومن جهة أخرى كلما أقدمت الدولة على زيادة الإنفاق وتحسين البنية التحتية ساعدها ذلك على زيادة العائدات.
تعد الضرائب المصدر الأساسي لرواتب القطاع العام في مجال التعليم والأمن والجيش إضافة إلى مؤسسات الدولة الأخرى التي يعمل بها الكثير من المواطنين.
وسمكن استخدام هذه الأموال أيضا لتسديد الديون والقيام باستثمارات خارجية أو داخلية لزيادة العائدات السنوية للدولة وجعل اقتصادها أكبر.
هل الضرائب ظلم للمواطن؟
لا توجد أي دولة في العالم تستطيع الإستمرار دون الضرائب، إنه مصدر أساسي لتمويل الحكومة والقطاع العام الذي يشكل التعليم والجيش والأمن والصحة وهي أمور مهمة للغاية بالنسبة للمواطنين.
تتحول هذه الضرائب إلى ظلم إذا كانت مرتفعة بشكل قاسي ولا تسمح للمواطنين بتحقيق الثروة والإدخار، أو إذا كان هناك فساد في البلاد ولا تستخدم تلك الضرائب سوى في دفع أجور القطاع العام.
لكن ينبغي الإشارة إلى أن الضرائب قد لا تغطي رواتب القطاع العام فما بالك بخطط تحديث البنية التحتية، لهذا تختار الحكومات خصخصة المزيد من القطاعات وزيادة الإنفاق على البنية التحتية.
هل التهرب الضريبي قانوني؟
التهرب الضريبي غير قانوني ويعاقب عليه القانون بغرامات قاسية والسجن أيضا لعدة أشهر إلى سنوات، كما أن ذلك يعد نفطة سوداء في ملف الشخص المتهرب وهو ما يجعل المؤسسات المالي تفقد الثقة به.
لكن من حقك كمستثمر البحث عن دول تقدم ضرائب أقل والإستثمار بها وتشغيل أموالك بها ما دامت تتوفر على الفرص، وينبغي على الحكومات التي تسعى إلى استقطاب المزيد من الأنشطة التجارية تجنب المبالغة في فرض الضرائب.
إقرأ أيضا:
مشروعية فرض الضرائب على الإعلانات عبر الإنترنت وتأثيره على المعلنين
الضرائب في تونس: مميزات وعيوب والإصلاحات
الضرائب في نيكاراغوا والحوافز الضريبية المهمة
الكل رابح من فرض الضرائب على فيس بوك وجوجل في المغرب