هذه الأيام بالضبط في وقت يضخ فيه البنك المركزي الأمريكي الأموال في سوق الأسهم الأمريكية، نسمع كثيرا بعبارة Don’t Fight the Fed أو لا تقاتل الإحتياطي الفيدرالي.
في الواقع هذه حكمة قديمة في وول ستريت، تكشف لنا مدى قدرة البنك المركزي الأمريكي على توجيه البورصة الأمريكية في الكثير من الأوقات.
-
مفهوم Don’t Fight the Fed
إن ما يعنيه “لا تقاتل الاحتياطي الفيدرالي” هو أنه بناءً على المتوسطات التاريخية، يمكن للمستثمرين القيام بعمل جيد للاستثمار بطريقة تتماشى مع السياسات النقدية الحالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بدلاً من أن تكون ضدهم.
على سبيل المثال، يشير المثل إلى أن المستثمر يجب أن يبقى مستثمراً بالكامل عندما يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة أو إبقائها منخفضة.
لذا قد يكون المستثمر الذي يتحمل درجة عالية من المخاطرة مرتاحًا في تخصيص 100٪ من محفظته المالية لصناديق الأسهم عندما تكون السياسة النقدية الفيدرالية “مخففة” أو “ملائمة”.
السبب هو أنه في بيئة ذات معدل منخفض، يمكن للشركات اقتراض المال بتكلفة أقل، وهو ما يترجم في كثير من الأحيان إلى مزيد من الربح لأنها تستثمر الأموال المقترضة لتنمية مشروعها (أي تحسين العمليات وزيادة الإنتاجية من خلال شراء التكنولوجيا)، أو ببساطة لإعادة تمويل الدين من معدلات أعلى إلى معدلات أقل، وبالتالي زيادة الإيرادات عن طريق خفض النفقات.
وبالتالي فإن أسهم الشركات تعمل بشكل جيد في هذه الفترة ويكون الإقبال جيدا لشراء المزيد منها سواء من المستثمرين أو حتى من الشركات التي تعيد شراء أسهمها.
عندما يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي في رفع أسعار الفائدة، يفعل ذلك لمنع الاقتصاد من السخونة الزائدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
يتزامن ارتفاع الأسعار أيضًا مع المرحلة المتأخرة من دورة الأعمال، والتي تسبق مباشرة سوقا هابطة وركود دورة نمو (وبالتالي أقرب إلى سوق هابطة وركود).
ستكون “تقاتل الاحتياطي الفيدرالي” إذا بقيت مستثمراً بالكامل عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أو إذا كنت مستثمراً بشكل متحفظ عندما يخفض أسعار الفائدة أو يبقيها منخفضة.
لكن الفكرة ليست في محاربة الاحتياطي الفيدرالي، لذلك اشتري الأسهم عندما يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة والابتعاد عنها عندما تبدأ الأسعار في الإرتفاع مرة أخرى.
-
كيف يؤثر الإحتياطي الفيدرالي على الأسهم الأمريكية
على النقيض من السوق والمستثمرين، فإن الإقتصاد أو أكثر دقة على سبيل المثال الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاديون الآخرون ينظرون إلى الوراء.
إنهم ينظرون إلى البيانات التاريخية، التي عادة ما تعود إلى شهر إلى ثلاثة أشهر، لتوفير قياسات للصحة الإقتصادية.
على سبيل المثال، إذا بدأ الركود الاقتصادي اليوم فلن يتم الإبلاغ عنه من قبل الاقتصاديين على وجه اليقين لمدة شهر واحد على الأقل (أو حتى ثلاثة أشهر أو أكثر إذا كنت تأخذ في الاعتبار مراجعاتهم).
ضع في اعتبارك الآن أن متوسط مدة (طول) السوق الهابطة للأسهم هو سنة واحدة، بحلول الوقت الذي يبشر فيه الاقتصاديون بخبر أن الركود قد بدأ، ربما يكون السوق الهابط موجودًا بالفعل لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، وإذا كان أقل من المتوسط في المدة، فقد يكون الوقت قد حان لبدء الشراء مرة أخرى في الأسهم.
هذا هو السبب في أن سوق الأسهم قد أطلق عليه “المؤشر الاقتصادي الرائد” لأنه يمكنه (ولكن ليس دائمًا) التنبؤ بالاتجاه المستقبلي القريب للإقتصاد.
هذا يقودنا إلى الموضوع الأصلي لهذا المقال، “لا تقاتل الاحتياطي الفيدرالي” على الرغم من أن الإقتصاد وسوق الأوراق المالية يمكنهما مواصلة النمو والتحرك أعلى عندما يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، إلا أن المستثمرين يتطلعون في الغالب إلى المرحلة التالية.
في هذه الحالة، فإن المرحلة التالية هي الركود ولا يرغب المستثمرون في شراء أصول أكثر خطورة في فترة الركود.
على سبيل المثال، هناك صناديق سندات معينة تعمل بشكل جيد عندما ترتفع أسعار الفائدة وقد يرغب بعض المستثمرين في تجنب أسوأ صناديق السندات لارتفاع أسعار الفائدة.
وبالمثل عندما يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، يمكن أن يكون الاقتصاد في حالة ركود ويمكن أن تستمر أسعار الأسهم في الانخفاض، ومع ذلك قد تكون مرحلة النمو والسوق الصاعدة قاب قوسين أو أدنى.
إقرأ أيضا:
ما هو الفوركس ببساطة؟ أساسيات وحقائق عن سوق صرف العملات
سعر الفائدة وتأثيرها على الأسهم والفوركس والنفط والذهب والشركات والشعوب
ما هو التأمين التكافلي مبادئه ومميزاته وكيف يعمل؟
معنى التقشف وأنواعه وخفاياه وخطورته
قصة بع في مايو واذهب بعيدا “Sell in May and Go Away”
