ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة لي؟

آخر تحديث: 15 ديسمبر 2022

قرر الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة وذكر في بيان عقب اجتماعه أن نسبة الفائدة الأساسية باتت تتراوح بين 4.25 و4.50%، وهذا أعلى مستوى لها منذ عام 2007، وقد تتساءل: ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة لي؟

بشكل عام نتحدث عن إنهاء سياسات المال السهلة، في محاولة البنك الأمريكي لمحاربة أسوأ تضخم منذ رئاسة رونالد ريغان.

رفع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية، مما رفع معدل سياستهم الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ عام 2019.

ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة للمقيمين في الولايات المتحدة

تُترجم أسعار الفائدة المرتفعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تكاليف اقتراض أكثر تكلفة لتمويل كل شيء من السيارة والمنزل إلى مشترياتك باستخدام بطاقة الائتمان.

وذلك لأن معايير معدل الاقتراض الرئيسية التي تؤثر على بعض منتجات القروض الأكثر شيوعًا السعر الأساسي وسعر التمويل الليلي المضمون أو SOFR تتبع تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي بخطى ثابتة.

عندما تكون أسعار الفائدة أعلى، فإن توافر الأموال في النظام المالي يميل أيضًا إلى الانكماش، وهو عامل آخر يجعل الاقتراض أكثر تكلفة، في بعض الأحيان ترتفع الأسعار بناءً على مجرد توقع أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة.

قد يضخ المستثمرون المزيد من الأموال في استثمارات الملاذ الآمن عندما يُتوقع أن يتباطأ الاقتصاد أو ينكمش، مما يعني أن معدلات الرهن العقاري قد تنخفض حتى إذا كان الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة.

وبشكل عام يقوي هذا القرار من الدولار لذا من المفترض في النهاية أن تصبح المنتجات والخدمات أرخص وهذا هو الهدف الأساسي من رفع أسعار الفائدة، لكن هذا يعني أيضا خطر الركود الاقتصادي وانهيار الأسعار بسبب قلة الإستهلاك والإنكماش في السوق.

من الممكن أن تتراجع أسعار العقارات في الولايات المتحدة وتكاليف الطاقة وما إلى ذلك، لكن أيضا قد يدفع الشركات إلى تسريح الموظفين وارتفاع البطالة.

ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة لدول الخليج العربي

ما أن تقدم الولايات المتحدة على رفع سعر الفائدة الأمريكي حتى تقوم البنوك المركزية الخليجية بنفس الخطوة وكل ذلك لحماية عملاتها المرتبطة بالدولار الأمريكي.

وهذا يعني أن تكاليف الإقتراض في هذه الدول ترتفع وتتراجع الإستثمارات الداخلية أيضا، حيث البنوك وصناديق الإستثمارات تصبح أكثر حذرا.

يقوم البنك المركزي الأمريكي بسحب السيولة من الأسواق عندما يرفع أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى التقلبات حيث يقوم المستثمرون بإعادة تنظيم محافظهم الاستثمارية، ونتيجة لذلك تتأثر بالفعل الأسواق الخليجية حيث قد يقل تدفق الإستثمارات الخارجية عليها.

غير أن دول الخليج العربي تعتمد بقوة على الحكومات والقطاع العام والإستثمارات تكون مرتفعة في ظل ارتفاع أسعار النفط، لذا قد لا يبدو التأثير كبيرا.

لكن مع ارتفاع الدولار بسبب رفع سعر الفائدة الأمريكي فإن النفط وبقية السلع تميل إلى الإنخفاض والتراجع، خصوصا إذا دخل الاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم إلى الركود وقلت مشترياته من الذهب الأسود، وهو ما يعد خبرا سيئا لدول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على مبيعات النفط والغاز.

ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة لمصر والدول العربية

تتعرض عملات الدول العربية مثل عملات الدول الناشئة والنامية إلى انخفاض وضغوط بسبب ارتفاع الدولار الناتج عن رفع سعر الفائدة الأمريكي، لهذا تعمل بنوكها المركزية على رفع أسعار الفائدة لمستويات عالية.

لذا داخليا يصبح الإقتراض من البنوك مكلفا، وهو ما يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي والنشاط الاقتصادي الداخلي ويميل الناس إلى الإحتفاظ بأموالهم في الحسابات البنكية التي تمنحهم عوائد على مدخراتهم من ارتفاع سعر الفائدة.

بالرغم من ذلك فإن عملات مثل الجنيه المصري معرضة للإنخفاض خصوصا وأن الحكومة المصرية لا تزال لديها شهية كبيرة للإقتراض من السوق الدولية.

وستتعرض عملات الدول التي ترفض زيادة سعر الفائدة إلى مزيد من الخسائر وهو ما يحصل حاليا مع الليرة التركية، فيما يقلص الروبل الروسي من مكاسبه المصطنعة أمام الدولار.

ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي للتجارة الدولية

إذا استمر البنك المركزي الأمريكي في رفع الفائدة فسيصل إلى النقطة التي تنعكس فيها الأمور، حيث ستسرح الشركات الموظفين ويتراجع الإقتراض الداخلي للأعمال التجارية وتغلق العديد من الأنشطة التجارية ويقل الإقبال على السفر واستهلاك الطاقة ودخول الاقتصاد الأمريكي الركود.

ومباشرة بعد ذلك ستتعرض الصين والدول النامية التي تصدر مليارات الدولارات من السلع إلى السوق الأمريكية لضرر نتيجة تراجع تجارتها ومبيعات شركاتها وتنكمش هي الأخرى.

وتصبح الأمور اكثر صعوبة إذا دخل الإتحاد الأوروبي وكندا الركود ولحقت بهم الصين، حينها ستتعرض التجارة الدولية لضربة كبرى حيث ستتراجع أسعار المواد الأولية والسلع والطاقة وتتضرر الأعمال التجارية في كل مكان.

يعد سوق العمل أحد أكبر أركان الاقتصاد المتأثر بارتفاع أسعار الفائدة، التوسعات التي بدت وكأنها فكرة حكيمة عندما كان المال رخيصًا قد يتم وضعها في مأزق.

الفرص الجديدة التي أتاحتها أسعار الفائدة المنخفضة لم تعد مطروحة على الطاولة، هذا له آثار على أكثر من مجرد الأعمال التجارية.

قد يبدأ الأفراد الذين يرون الفرص تتقلص في الشعور بعدم الأمان في مناصبهم، بدلاً من الانتقال إلى شركة جديدة، قد يقررون البقاء في مكانهم وانتظار الوضع يتحسن.

يعتبر رفع أسعار الفائدة أداة فظة، ولا توجد طريقة لضبط جوانب معينة من الاقتصاد، وهي تعمل ببساطة عن طريق إبطاء الطلب بشكل عام لكن الخطر يكمن في أن البنك المركزي الأمريكي يمكن أن يفعل الكثير من أجل محاربة التضخم.