إذا قرأت مقال “أكبر سقوط لمؤشر داو جونز في التاريخ وأزمة 2018 المرتقبة” فستكون لديك على الاقل صورة واضحة لما يحدث منذ أمس في أسواق المال العالمية.
نعم إنها مجزرة تاريخية وكما قلت ربما هذه هي بداية الأزمة التي توقعتها منذ 2016 وقلت بأنها ستكون أقوى من الأزمة المالية لسنة 2008.
المشكلة الآن ليست فقط الهبوط الحر للأسهم الأمريكية، لكن اليابان والصين وأوروبا والخليج العربي وبقية الأسواق العالمية كلها تتأثر بشكل سلبي للغاية.
-
خسارة 4 تريليون دولار وهبوط عالمي
بعد ساعات من الخسائر التاريخية للأسهم الأمريكية، ها هو مؤشر HANG SENG في هونغ كونغ يخسر 1537 نقطة بينما نظيره الياباني NIKKEI 225 خسر 1021 نقطة ونتحدث عن تراجع بنسبة تتراوح ما بين 4.73 في المئة و 5.02 في المئة.
الأسهم الاوروبية افتتحت تعاملاتها هذا الصباح هي الأخرى على تراجع قوي، بقيادة ألمانيا التي خسر فيها مؤشر DAX حوالي 230 نقطة على الأقل بينما خسر مؤشر البورصة البريطانية FTSE 100 حوالي 150 نقطة.
البورصات الخليجية تزينت هي الأخرى بالأحمر وشهدت الكويت والإمارات والسعودية وقطر تداولات عصيبة اليوم.
الخسائر الأولية للأسواق العالمية وصلت إلى 4 تريليون دولار وبالمليارات نتحدث عن 4000 مليار دولار أمريكي خسرتها البورصات.
-
ما سبب تراجع الأسهم الأمريكية والعالمية خلال فبراير 2018؟
حسنا هذا هو السؤال المهم والذي من أجله كتبت هذا المقال على استعجال، وهو محالة تفسير ما يحدث حاليا في الأسواق.
كما أشرت سابقا فإن الخوف هو الذي يحرك الأسواق ونحن هنا لا نتحدث عن تصحيح طبيعي من خلال تراجع منطقي ولكن وضع أقرب من بدايات الأزمات المالية عادة.
السبب الرئيسي وراء كل هذا هو التعافي الإقتصادي الأمريكي الذي يحتم على البنك المركزي رفع الفائدة والتقليل من إجراءات تحفيز تعافي أسواق المال المتبعة منذ أزمة 2008.
تقرير الوظائف الشهري القوي والذي تم إصداره مؤخرا كانت إشارة صريحة للبورصة الأمريكية بأن البنك المركزي سيعمل على رفع معدل الفائدة بشكل كبير.
ومن المعلوم أنه كي تكون البورصة رائجة للغاية يجب أن تكون الفوائد على القروض قليلة، وهذا يدفع المستثمرين للاقتراض بصورة كبيرة وانفاق الأموال التي تم اقتراضها في شراء الأسهم!
زيادة الفائدة يعني أن ديون هؤلاء ستزداد وبالطبع دفعتهم من الآن لبيع ما لديهم من أسهم للخروج بأرباح ودفع ديونهم للبنوك قبل فوات الأوان.
من جهة أخرى هناك مخاوف من أحداث التعثر عن سداد الديون لدى الشركات ذات الأعباء المالية الكبيرة قد يتزايد بشكل كبير مع تشديد شروط الائتمان في المرحلة المقبلة.
كما تتزايد المخاوف بشأن السياسات الإقتصادية للإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب الذي طلب من الكونغرس توفير 1 تريليون دولار أمريكي لإنفاقها في تطوير البنية التحثية بالبلاد.
وعادت نظرية “فقاعة البورصات العالمية” إلى الواجهة وهي التي تحدث عنها العديد من الخبراء مع تصاعد الاسهم في العام الاول للرئيس الأمريكي بنسب جنونية وكبيرة، وهي النظرية التي تخلص إلى نتيجة مؤكدة بأن هذا الإرتفاع سينتهي بسقوط البورصات العالمية.
نهاية المقال:
من يتساءل عن أسباب تهاوي البورصات العالمية وحتى الخليجية منذ أمس الإثنين، فهذه هي الأسباب الرسمية لما يحدث، وحاليا تخسر البورصات العالمية بشكل هستيري في انتظار افتتاح البورصة الأمريكية هذا المساء لنرى ما التالي!
التعليقات مغلقة.