إعلان شركة معينة على النتائج المالية الإيجابية لا يعني بالضرورة أن يكون رد البورصة ايجابيا عليها، قراءة ما بين السطور هو أمر مهم بالنسبة لأي مستثمر وبالطبع فإن النتائج المالية الإيجابية لشركة فيس بوك لا تعني أن الأمور جيدة خصوصا المستقبل لا يبدو ورديا بالنسبة لهذه الشركة، وقد خسرت في تداولات البورصة 20 مليار دولار من قيمتها السوقية.
النتائج المالية للربع الثالث كانت جيدة، خصوصا وأن الشركة حققت 7.01 مليار دولار مع ربح 1.09 دولار من كل سهم، وهي نتائج أفضل من تلك المتوقعة من وول ستريت المحددة على 6.92 مليار دولار مقابل 0.97 سنت للسهم.
بالنسبة لعدد المستخدمين فقد وصل إلى 1.79 مليار مستخدم محققا نموا يصل إلى 17% عن نفس الفترة في العام الماضي، وكان العدد الذي أعلن عنه خلال الربع الماضي هو 1.7 مليار مستخدم.
وضمن هذا الرقم الكبير من المستخدمين هناك 1.09 مليار مستخدم نشيط عبر الموبايل يستخدمونه بشكل يومي ضمن 1.18 مليار مستخدم نشيط يوميا يعملون على الولوج إلى الموقع.
وبشكل عام نسبة 65.9 في المئة من المستخدمين هم من يعملون على الولوج إلى المنصة يوميا منهم 65.7 في المئة من الموبايل.
لكن اين تكمن المشكلة ولماذا كان رد البورصة سلبيا وبقوة أيضا؟
- نمو العائدات من الإعلانات سيتباطأ ابتداء من عام 2017
تعد الإعلانات المصدر الأساسي لتحقيق العائدات والأرباح بالنسبة لشركة فيس بوك، وهي التي حققت نموا في العائدات من هذه المحتويات الممولة 59% أي حوالي 6.8 مليار دولار ضمن 7.01 مليارات دولار حققتها الشركة في هذه الفترة.
وللعلم فإن هذه العائدات الجيدة والنمو الكبير تم تحقيقه بفضل سياسة ظهور المزيد من الإعلانات والمنشورات الممولة في صفحة آخر الأخبار News Feed اضافة إلى إزدياد تكلفة الإعلانات بنسبة 6% خلال هذه الفترة، كما أنه ازدادت عدد المشاهدات بنسبة 50% نظرا لتكرار ظهور الإعلانات لنفس المستخدمين حتى بالرغم من التفاعل معها، وهذا ما لاحظته شخصيا.
بعيدا عن الأرقام التي نشرتها الشركة فقد أكدت أن نمو العائدات من الإعلانات سيبدأ بالتباطؤ ابتداء من العام القادم، وهذا لا يعني تراجع العائدات بل إن الفرق بين الربع الثالث من 2017 لن يكون كبيرا للغاية مقارنة مع الربع نفسه من العام الحالي وهو الأمر نفسه لبقية السنة.
- تباطؤ عدد المستخدمين النشيطين
ما من شك أن فيس بوك هي أكبر شبكة إجتماعية ليس في العالم فقط بل في التاريخ، والأرقام التي حققتها مذهلة للغاية ويمكن وصفها بأنها معجزة.
مع تجاوز المنصة 1.54 مليار مستخدم خلال الربع الثالث العام الماضي 2015 كانت التوقعات تؤكد بأنه بعد عام يمكن أن يصل إلى ملياري مستخدم وهو ما لم يحصل.
نعم هناك نمو وبعد عام من الرقم القياسي الذي سجلته في هذا الوقت من العام الماضي وصلت الآن إلى 1.78 مليار مستخدم أي أنها كسبت خلال هذه الفترة بالضبط 243 مليون مستخدم جديد، رقم كبير لكنه دليل على أن التباطؤ أصبح رفيق الشركة ويمكن أن يستمر لفترة طويلة ما دام نمو المستخدمين الجدد للإنترنت مستمرا وهنا تكمن أهمية مشاريع نشر الإنترنت مجانا وكيف أن انفجار “فالكون 9” هو بمثابة نكسة كبيرة لفيس بوك التي ستنتظر لمزيد من السنوات قبل البدء في هذا المشروع الطموح.
نهاية المقال:
هناك بوادر على أن ايقاع فيس بوك في كسب العائدات والأرباح والمستخدمين الجدد لن يستمر بقوة، والشركة اشارت إلى هذا في البيان الذي وصل إلى المستخدمين وهو ما نتج عنه خسارة 20 مليار دولار في يومين من التداولات.