ما بعد النفط: السعودية في قطاع التكنولوجيا بأكبر صندوق استثماري في العالم

%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9
ثمرة تعاون بين السعودية و مجموعة SoftBank اليابانية

يقود ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية إصلاحات اقتصادية مهمة تؤسس لعصر ما بعد النفط، القطاع الذي لطالما اعتمدت عليه المملكة وبلدان الخليج المتنوعة في صناعة تقدمها وتحضرها والثراء الذي عاشت فيه لعقود طويلة، والآن حان الوقت للبحث بذكاء عن البدائل في ظل تراجع أسعار النفط بسبب كثرة المعروض وقلة الطلب وتباطؤ الإقتصاد العالمي والصراع بين دول أوبك عن الحصص وكمية الإنتاج.

رؤية 2030 هي بمثابة الحلم بالنسبة للشعب السعودي الذي يأمل في أن تتخطى المملكة التحديات المختلفة التي تواجهها في وقت حاسم بالنسبة لها، فإما نهضة اقتصادية جديدة تضمن استمرار الرخاء وتحقيق النجاح، وإما خسارة كل مكتسبات عصر النفط.

بعد الاستثمار المثير للجدل في الشركة الأمريكية Uber البالغ قيمته 3.5 مليار دولار أمريكي، خطوة أكبر نحو انجاز أفضل تتجه إليه المملكة ونتحدث عن إنشاء صندوق استثمارات قيمته تصل إلى 100 مليار دولار مع مجموعة SoftBank اليابانية الشهيرة والتي تصل قيمتها التجارية إلى 68 مليار دولار أمريكي ولديها استثمارات في علي بابا الصيني وعدد من الشركات الأسيوية منها ياهو اليابان.

هذا الصندوق مخصص لهذا الرقم البالغ 100 مليار دولار ستستخدم في ضخ الاستثمارات بشركات تقنية وتكنولوجيا تستحق هذه الأموال وستعود بالعائدات القوية على المستثمرين وأبرزهم في هذه الحالة السعودية التي قررت المساهمة بحصة 45 مليار دولار و SoftBank اليابانية المساهمة بحصة 25 مليار دولار وهذا في 5 سنوات القادمة مع انتظار تحديد الشركات الأخرى التي هي مهتمة برفع قيمة الصندوق من 70 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، وهذه الشركات يتم الإتفاق معها بالوقت الحالي.

 

  • توجه المملكة إلى القطاع الأقوى في العالم حاليا … التكنولوجيا

خطوة المملكة السعودية هي في الإتجاه الصحيح، تخصيص صندوق استثماري خاص بالشركات التقنية هو أمر ايجابي لكل الأطراف، أولا بالنسبة للملكة التي ستزيد عائداتها الغير النفطية وبالتالي تقليص الإعتماد على هذا القطاع الذي لم يعد متفوقا كما هو الأمر قبل سنوات، فحتى قبل انهيار أسعار النفط رأينا تفوق الشركات التقنية من خلال تصدر آبل و جوجل و مايكروسوفت قائمة الشركات الأعلى قيمة سوقية في العالم، مع صعود كل من أمازون وأيضا فيس بوك وشركات أخرى وتراجع امبراطوريات الطاقة والنفط.

ثانيا هو خبر جيد بالنسبة لقطاع التقنية بشكل عام من خلال زيادة الاستثمارات التي يحظى بها، وهذا يهم الشركات التقنية في كل دول العالم، الأمريكية ونظيرتها الأسيوية والصينية وحتى بالنسبة للشركات المحلية التي ستتلقى استثمارات من هذا الصندوق في حالة كانت قادرة على أن تعود على المستثمرين ونقصد السعودية و SoftBank وشركائهما في الصندوق بالعائدات والأرباح الجيدة.

100 مليار دولار هي قيمة صندوق الاستثمارات الأكبر في العالم، وهو خبر جيد يأتي في وقت يشتكي فيه المراقبين من تراجع الاستثمارات بشكل عام في مختلف المجالات مع تباطؤ الإقتصاد العالمي.

 

  • خطوة أخرى لزيادة حجم صندوق الإستثمارات العامة في المملكة

بالعودة إلى عام 1971 فقد أسست المملكة صندوق الاستثمارات العامة لتمويل مشروعات التنمية والذي تبلغ قيمته في الوقت الحالي 160 مليار دولار ويهدف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى زيادة قيمته إلى 2 تريليون دولار والذي سيكون قادرا على الاستثمارات في مجالات مختلفة بما فيها البنيات التحتية والسكك الحديدية وقطاعات البنوك والتقنية والصناعة والطاقة.

 

نهاية المقال:

تبحث السعودية عن تنويع عائداتها وتخفيض الإعتماد على النفط في ظل انهيار أسعاره وصعوبة التوصل إلى اتفاق يقضي بتخفيض الإنتاج ليكون الطلب أكبر من المعروض، وترتفع الأسعار مجددا بما يخدم الدول المنتجة.

وتأتي خطوة إنشاء أكبر صندوق استثماري في مجال التكنولوجيا بالتعاون مع SoftBank لتحقيق هذا الهدف وستكون العائدات من 100 مليار دولار قوية للمستثمرين فيما سيعزز هذا من قوة الشركات التقنية التي ستحصل على المزيد من الأموال في ظل المخاوف المرتبطة بالأزمة المالية العالمية التي لا تزال تخيم بظلالها على الإقتصاد العالمي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل