
يبدو أن قصة مايكروسوفت والموبايل لم تنتهي بالتوقف عن دعم ويندوز فون 8.1 والإقرار بفشل ويندوز 10 موبايل في تغيير وضع الشركة الأمريكية، بل إن المزيد من الأجزاء قادمة و يا لها من قصة طويلة استمرت أكثر من 20 عاما.
وبالطبع ليس من المعقول أن تخرج الشركة من قطاع هو ركيزة قطاعات التكنولوجيا الآن، فالحواسيب لم تعد بتلك الأهمية الكبيرة في المنازل ولدى الافراد كما هو الحال في مكاتب الشركات والمؤسسات حيث لا يزال الاعتماد على هذه الأجهزة أساسيا.
مبيعات الحواسيب تتراجع سنويا بالرغم من أن الشركات مثل لينوفو و إتش بي ومنافسين آخرين لا يتوقفون عن طرح المزيد من حواسيب ويندوز عاما بعد عام والتنويع في الخيارات وتطويرها باستمرار.
في المقابل فإن مبيعات الهواتف الذكية تزداد سنويا وهناك هامش كبير ليستمر الحال على ما هو عليه لأكثر من عقد من الزمن على الأقل، بينما لا تزال مبيعات الساعات الذكية والتقنيات القابلة للإرتداء تزداد بشكل منطقي لكنها لم تصل بعد إلى حالة الثورة كما تعيشها الهواتف الذكية منذ سنوات.
مايكروسوفت لديها وجود في كل هذه القطاعات لكن هذا غير كاف بالنسبة لها في ظل سيطرة تامة من جوجل و آبل و سامسونج على قطاع الموبايل، وهي ترغب في الحصول على قطعة كبيرة ضمن كعكة مهمة جدا.
-
مايكروسوفت تتمدد على أندرويد و آيفون
انفتاح مايكروسوفت على أندرويد و آيفون والتقارب مع الأنظمة المفتوحة المصدر ودعم البرمجيات الحرة، هي بمثابة استراتيجية ذكية من الشركة أؤيدها شخصيا بالكامل.
هذه الاستراتيجية تقول ببساطة أن أنظمة التشغيل المتوفرة للهواتف الذكية يجب أن تكون متكاملة، والتطبيق الذي يتواجد على آيفون يجب أن يكون موجودا أيضا على أندرويد و ويندوز فون.
لهذا عملت على طرح تطبيقاتها وخدماتها لويندوز فون و أندرويد و آيفون، وتعمل على تطوير التطبيقات وابتكار المزيد من الحلول للمنصات الثلاثة.
الغرض من هذا ليس توفير المزيد من التطبيقات لنظامي جوجل و آبل اللذان يتمتعان بوفرة الخيارات، بل الوصول إلى المستخدمين لهذه الأنظمة وكسب المال من خدماتها عبر الإعلانات أو العضويات المدفوعة أو خيارات أخرى مثل الاشتراكات المدفوعة بالنسبة لخدمتها التخزينية السحابية.
-
التمدد على أندرويد و آيفون ليس الهدف الوحيد بالنسبة لها
وفيما لا تجد الشركة أي حرج في طرح تطبيقاتها وخدماتها على أنظمة المنافسين ومنصاتهم، فإن الرغبة في امتلاك منصة ناجحة والاستفادة من مميزات ذلك لا يزال قائما.
وعلى مدار الأشهر الماضية تعاونت الشركة مع شاومي في قطاع الحواسيب والهواتف الذكية خصوصا على مستوى البرمجيات، وهناك اتفاقية شراكة بناء عليها يتم تنصيب تطبيقات مايكروسوفت على هواتف شاومي منها سكايب و أوفيس مع اوت لوك.
نائب الرئيس الأول في شركة شاومي السيد Xiang Wang نشر تغريدة على تويتر تجمعه مع رئيس مايكروسوفت في الصين حيث أشار إلى توسيع الشراكة بين العملاقين لتشمل أشياء جديدة.
-
شاومي خامس أكبر منتج للهواتف الذكية ما الذي يمكن ان يقدمه أيضا؟
من المعلوم أن شاومي هي واحدة من اكبر الشركات في قطاع تصنع الهواتف الذكية، وهي التي تعتمد في الأساس على إصدار هواتف راقية بأسعار منخفضة حتى أنها اعترفت ذات مرة أنها لا تحقق أرباح وهي لا تزال شركة ناشئة بشعبية كبيرة.
الشراكة مع مايكروسوفت بالنسبة لها تعني الحصول على عائدات من خلال تنصيب تطبيقات العملاقة الأمريكية على هواتفها الذكية وبالتالي تحقيق المزيد من العائدات والتقليل من التكاليف التشغيلية والخسائر.
في المقابل تشير العديد من التقارير إلى أن الشركتين لن تتوقفا عند هذه النقطة بل إنهما وصلا إلى قناعة للعمل على مشروع صناعة جهاز لوحي يعمل كهاتف محمول قابل للطي.
التسريبات التي انتشرت خلال الساعات الماضية تؤكد وجود مخطط لإصدار هذا الجهاز وهو لن يكون مجرد هاتف ذكي آخر.
ينتظر ان يدعى الهاتف Andromeda وقد يأتي بتسمية مختلفة، وسيأتي مع قلم ذكي وسيعمل بنظام ويندوز 10 وقد يحتوي على شاشة ثلاثية الأبعاد وهو سيكون قابلا للطي وقد يكون بثمن باهض لكن مع شاومي من غير المستبعد أن نرى جهازا رخيصا عن ما تخطط سامسونج هي الأخرى طرحه.
نهاية المقال:
نعم فشلت مايكروسوفت في قطاع الموبايل ولم تنجح في التفوق على جوجل و آبل، لكن لديها الإرادة، لديها روح القتالية، لديها خطة جديدة، ولديها حليفتها الصينية شاومي خامس أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم، أكثر من 20 عاما وهذه الشركة تحاول السيطرة على قطاع الموبايل، والرائع أن القصة مستمرة.