
الإنتخابات الرئاسية الفرنسية على الأبواب وهي التي ستعقد في 23 من أبريل 2017 وستكون حاسمة لبلد يعاني من أزمة مالية قوية منذ 2008 ويعاني من وجوده في الإتحاد الأوروبي العاجز عن حل أزمة اليونان المستمرة وتواصل خطر إفلاس بنوك أوروبية قد تشعل عاصفة كارثية لا يمكن السيطرة على تداعياتها الكبيرة.
الشعب الفرنسي مثله مثل الشعب البريطاني وبقية شعوب أوروبا، ترى أن جنة الإتحاد الأوروبي انتهت وأنها تحولت إلى جحيم اثر على مداخيلهم سلبا وعلى فرص العمل، بل وإن الإدارة المركزية لهذا التكتل تدافع عن سياسات التقشف التي أثبتت فشلها لسنوات طويلة ولم تقضي على الأزمة الراهنة، وهي إجراءات تؤجل لمواجهة شجاعة ضدها وتعطيها فرصة أكثر لإلحاق الضرر بالنظام المالي في بلدان الإتحاد وهو ما يحدث.
مارين لوبان ابنة اليميني جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية ورئيسه السابق، هي رئيسة حزب الجبهة الوطنية التي تسعى إلى الحكم في ظل المشاكل الإقتصادية والأمنية التي تعاني منها فرنسا وهناك احتمالات قوية لتصل إلى الحكم هذه المرة بعد سنوات من محاولات حزبها الذي لم يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة هناك.
-
فوز دونالد ترامب يزيد من احتمال فوزها
بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في المعركة الرئاسية بالرغم من كل الحرب الإعلامية التي تعرض لها، وجدت مارين لوبان في نظيرها الأمريكي قدوة بالنسبة لها كي تتشجع أكثر وتردد أفكارها الحقيقية التي تنادي بها والتي تزعج في العادة المهاجرين والأجانب بالنسبة للفرنسيين وتهدد بقاء فرنسا في الإتحاد الأوروبي.
وكما قلنا في مقال سابق بعنوان “فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون انتصار الإقتصاد على السياسة” فإن فشل القادة الحاليين في حل الأزمة المالية العالمية وتواصل المشكلات الناتجة عنها يدفع الشعوب إلى الغليان ضد هذه الطبقة الحاكمة لتلجأ إلى أحزاب وشخصيات متعصبة كتصويت عقابي وانتقامي وهو ما أرشحه بشدة في ألمانيا ودول أوروبا الفترة المقبلة.
-
الخروج من الإتحاد الأوروبي يزيد من شعبيتها
لم تخفي مارين لوبان تأييدها لفكرة الخروج من الإتحاد الأوروبي كما فعلت بريطانيا التي قرر شعبها بالأغلبية الإنفصال عن التكتل الأوروبي.
ففي حديث لها مع صحيفة “الديمقراطية” اليونانية أكدت مارين لوبان أن فريكست (على وزن بريكست) هي جزء من سياستها التي ستنهجها في حالة نجحت في الوصول إلى سدة الحكم في فرنسا، وأنها في ذات الوقت تحرض البرتغال وإسبانيا وإيطاليا واليونان على ضرورة الخروج من الإتحاد الأوروبي.
هذا الإتحاد جلب لهذه الدول 3 مشاكل رئيسية الأولى هي الأزمة المالية وعدم المساواة بين الدول في جهودها للخروج من الأزمة بل إن الدول الرئيسية مثل ألمانيا وفرنسا تحملت نفقات إنقاذ اليونان المتواصلة.
المشكلة الثانية هي الهجرة التي تستبيح حدود الإتحاد ورغم الخلافات في هذا الملف إلا أن الطبقات السياسية التي ترفض اللاجئين والمهاجرين هي الأخرى غير راضية على السياسة الحالية.
أما المشكلة الثالثة فهي الإرهاب العابر لدول الإتحاد، حيث يتمكن منفذي العمليات الإرهابية من التنقل بين دول الإتحاد ما يهدد أكثر من دولة في ذات الوقت ويعقد مسألة المتابعة القانونية والعقاب.
هذه المشكلات هي التي شكلت لدى المواطن الأوروبي قناعة كبيرة بأنه حان الوقت للعودة إلى عهد الدولة الواحدة المتحكمة في سيادتها.
نهاية المقال:
مارين لوبان بالنسبة لفئة عريضة من الشعب الفرنسي هي الأمل في الخروج من الأزمة الإقتصادية وإصلاح مشكلة المهاجرين وتحسين مستوى المعيشة وسيكون فوزها شيء طبيعي بالرغم من أفكارها العنصرية.