بعد أن أعلنت فيس بوك مؤخرا عن سياسة جديدة ستتبعها في بث المنشورات للمستخدمين البالغ عددهم حوالي ملياري مستخدم والتي اتسمت بقمع منشورات وسائل الإعلام والشركات والصفحات العامة بشكل عام جاءت ردود الأفعال سيئة من الناشرين وكذلك المستثمرين.
في البورصة الأمريكية عاشت أمضت فيس بوك يوم جمعة سيء بالنسبة لها في ختام تداولات الأسبوع الماضي، حيث تراجع سهم الشركة بحوالي 4.5 في المئة.
وجاء هذا بعد أن أعلن مارك زوكربيرغ عن سياسة جديدة للموقع ستركز على التواصل بين الأصدقاء وتواصل الأشخاص مع العائلة وأقربائهم، مؤكدا على أن منشورات الصفحات العامة ستتراجع أهميتها ولن تظهر كثيرا للمستخدمين.
-
المستثمرون منزعجون من الإشارات المقلقة في السياسة الجديدة
وتضمن كلامه اشارات أقلقت المستثمرين، حيث بتركيز الشبكة على منشورات الصفحات الشخصية ستخسر منشورات الصفحات العامة التي تبقي المستخدمين لفترة أطول على الموقع، بل إنه في حالة تراجعت النتائج التي تحصدها وسائل الإعلام والشركات والناشرين من الشبكة سيتجهون إلى التقليل من الإنفاق على الإعلانات والتركيز على منصات أخرى جيدة منها جوجل الذي لا يزال المصدر الأول للزيارات، هذا بالنسبة للمواقع الناجحة والتي تركز على الجودة وليس المواقع التي تنشر الأخبار المزيفة وتعتمد على الشبكات الإجتماعية.
وقال مارك زوكربيرغ أنه سيركز مع هذه السياسة الجديدة على معادلة قضاء المستخدمين وقتا أقل مع قيمة أفضل، وهي إشارة أخرى تقلق المستثمرين الذين يعرفون بأن رأس مال فيس بوك هو في قدرته على ابقاء المستخدمين لفترات طويلة.
-
تراجع للأسهم ينعكس على تراجع ثروة مارك زوكربيرغ
قبل جلسة يوم الجمعة في البورصة كانت ثروة مارك زوكربيرغ تصل إلى 77.8 مليار دولار، وبعد نهاية الجلسة تقلت ثروته إلى 74 مليار دولار أمريكي.
وكان الشاب الأمريكي المثير للجدل قد أضاف 4.5 مليار دولار إلى ثروته منذ بداية هذه السنة وهذا بسبب ارتفاع أسهم شركته بالتوازي مع الارتفاع القوي لأسهم الشركات مع استمرار الرخاء القوي في البورصة الأمريكية والبورصات العالمية.
تراجع ثروة مارك زوكربيرغ أدى به إلى تراجع مكانته ضمن أغنى الأشخاص بالعالم حيث خسر ترتيبه الرابع لصالح الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا.
-
قلق متنامي على مستقبل فيس بوك في مواجهة الأزمات التي تحاصره
من المعلوم أن فيس بوك قد عاش 2017 على ايقاع اتهامه من وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بأنه أداة للتلاعب بالرأي العام ومنصة مثالية لخطاب الكراهية والأخبار المزيفة، وهي الاتهامات التي أكدتها الأدلة الموجهة ضد الشركة الأمريكية.
وحاول فيس بوك القضاء على مشكلتي الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية بشتى الطرق دون فائدة، وقد قرر توظيف المزيد من الأشخاص لمراجعة التبليغات والإعلانات ومراقبة المحتوى على المنصة وحذف المخالف منها.
وتواجه الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم عدة أزمات في ذات الوقت لم تؤثر أيا منها على العائدات والأرباح المتسارعة ولا حتى على نمو المستخدمين، ومن المتوقع مع استمرار هذه المشكلات وحديث المستخدمين عن التأثيرات السلبية لاستخدام المنصة أن تكون هناك نتائج مؤلمة على المستوى المادي.
نهاية المقال:
لم تنجح أزمة خطاب الكراهية ولا شقيقتها أزمة الأخبار المزيفة في اسقاط فيس بوك بأزمة مالية وظلت الأرباح تتسارع رغم تنامي المشكلات والتهديدات وضغوط وسائل الإعلام، لكن ما أعلن عنه مارك زوكربيرغ مؤخرا يفتح الباب للأسوأ، وول ستريت قلقة الآن.