من المعلوم أن الاضطرابات المالية التاريخية التي حدثت يوم الإثنين تجاوزت الأسهم وتسببت في انخفاض أسعار السلع بما فيها بيتكوين وبقية العملات الرقمية والتي ارتدت لاحقا وارتفعت مجددا.
وقال علي خديري، كبير مستشاري الشرق الأوسط سابقًا في شركة إكسون والرئيس التنفيذي الآن لشركة دراغومان فنتشرز الإستراتيجية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها: “لا أعتقد أن أي أصل آمن الآن باستثناء النقد والدولار الأمريكي”.
في حين انخفضت أسعار بيتكوين بحوالي 10٪ خلال عطلة نهاية الأسبوع، خفضت المملكة العربية السعودية أسعار صادراتها من النفط عندما رفضت روسيا دعم جهود منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لخفض إنتاج النفط.
مع توسع الحجر الصحي في المزيد من الدول هناك إمكانية انخفاض عدد السيارات على الطريق والتباطؤ الإقتصادي وانخفاض الطلب على النفط.
وصف مات سميث، مدير أبحاث السلع في ClipperData، الحالة الراهنة بأنها سوق نفط “مفرطة في العرض” حيث اتخذت المملكة العربية السعودية خطوة جذرية، مما أضر بكل شيء في النهاية في محاولة لإعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات”.
وقال سميث إنه سيكون من الصعب على الدول إعادة تكوين سلاسل التوريد الخاصة بها لتتجاوز السوق المشبعة.
على الرغم من أن دولًا مثل إيران مهتمة باستخدام صناعة تعدين بيتكوين لتحويل الطاقة الرخيصة إلى أصول عالمية، يوافق كل من سميث وخديري على أنه لا يوجد أي اهتمام جدي في بيتكوين كبديل للسوق في أي وقت قريب.
وقال سميث: “في أوقات الأزمات ترتبط جميع الأسواق لهذا تتضرر كلها” ويشكك في كون بيتكوين ملاذا آمنا بالوقت الراهن.
بالإضافة إلى ذلك، قال مشغل مزرعة تعدين بيتكوين مجهول في إيران إن العديد من العمليات تعطلت بسبب الانتكاسات التنظيمية مثل الرسوم المفروضة على الكهرباء المدعومة.
بغض النظر عن ذلك، فإن ثيران بيتكوين لا يزالون غير متأثرين ويعتقدون بأن تلك العملة ومنافساتها قوية وذات مستقبل مشرق.
المؤسس المشارك لشركة Electric Capital يؤمن أن بيتكوين قد تصبح احدى أصول الملاذ الآمن في المستقبل.
قال المستثمر الذي يركز على العملات الرقمية، السيد Tuur Demeester أنه يتوقع أن تؤدي فوضى السوق الأوسع إلى زيادة هيمنة بيتكوين على البورصات.
خلال فترات كثيرة حيث عانت الأسهم الأمريكية والعالمية رأينا بالطبع ارتفاع بيتكوين والعملات الرقمية بالتوازي مع ارتفاع الذهب واقبال المستثمرين على السندات والفضة.
لكن يوم الإثنين الأسود كان الأمر مختلفا، فقد عانت بيتكوين ومنافساتها من هبوط قوي مثل النفط والأسهم وعدد من الأصول الأخرى بما فيها تراجع الذهب هو أيضا.
تمر بيتكوين ومنافساتها من مرحلة التعافي وقد استطاعت أن تتجاوز عتبة 300 مليار دولار على مستوى القيمة السوقية في وقت سابق من هذا العام، لكنها خسرت أكثر من 70 مليار دولار مؤخرا.
تتوفر هذه العملات بأسعار معقولة ومناسبة حاليا وربما أقل بكثير من القيمة العادلة، لهذا فإن الصعود هو ما يحكم مستقبلها وهبوطها حاليا لن يستمر وهو ما كان واضحا من ارتفاع السوق أمس بحوالي 2.1 في المئة.
قال جابور جورباكز، مدير استراتيجيات الأصول الرقمية في VanEck / MVIS: “بينما يظل نظام البترودولار مهيمنًا في الوقت الحالي ويتفوق الدولار الأمريكي على العملات الأخرى، فإن الدول ذات السيادة تبحث بشكل متزايد عن بدائل”.
واحدة من البدائل التي تطرح نفسها بقوة هي بيتكوين ومنافساتها الموثوقة مثل الريبل و بيتكوين كاش والايثريوم وقائمة أخرى من العملات.
يضيف الخبراء أن الصدمات الإقتصادية العالمية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا قد أزاحت المستثمرين بعيداً عن الأسهم المتقلبة.
لآثار الحقيقية وغير المؤكدة للوباء على الأسر والشركات ستشهد على الأرجح أن الممولين يتنافسون على أصول الملاذ الآمن التقليدية مثل الذهب والسندات الحكومية، بينما سيكون هناك بعض الخوف بشأن كيفية عمل العملات المشفرة.
مقارنة بالأسهم الأمريكية والعالمية القابلة الآن في أي وقت لانهيار جديد أو التراجع نحو مستويات قليلة، فإن الإستثمار في بيتكوين والعملات الرقمية أقل خطورة وهي التي مرت خلال 2018 و 2019 من هبوط شديد وتستعد لصعود قوي كالنت قد بدأته فعليا بداية هذا العام ويفترض أن تستأنفه لاحقا.
هذه الأصول المشفرة ليست مرتبطة بالنفط لكن انهيار الذهب الأسود شكل صدمة لكافة الأصول والسلع بما فيها الذهب، وحاليا حان وقت التعافي بالنسبة لعملة بيتكوين ومنافساتها مع تصحيح من وقت لآخر.