انهيار خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو بأكثر من 100٪ ليستقر عند ناقص 37.63 دولار للبرميل، هو الخبر الأبرز في يوم الإثنين الأسود 20 أبريل.
هذا سيناريو لم يسبق له مثيل وهو يشير إلى أن منتجي النفط يجب أن يدفعوا للمشترين لإخراج براميل النفط الموجودة لديهم.
من الناحية النظرية هذا صحيح، لأن العالم لديه وفرة من النفط، وليس هناك أي مكان لتخزين براميل إضافية، ولا أحد يشتري.
ويعزى انهيار يوم الاثنين في تكلفة البرميل في الغالب إلى آليات سوق العقود الآجلة، التي تغلق تسليم مايو يوم الثلاثاء.
وقال محللون إن المضاربين الذين يملكون عقود نفط لم يتمكنوا من العثور على مشترين في اللحظة الأخيرة كانوا عاملين في دفع السعر للهبوط حيث لجأوا إلى ذلك لأن المشترون المعتادون والمصافي لم تكن بحاجة إلى إمدادات إضافية.
كان التداول خفيفًا يوم الاثنين، في إشارة أخرى إلى أن الانهيار أكثر رمزية أو نفسية وليس جوهريًا.
كان سعر العقود الآجلة لشهر يونيو لخام غرب تكساس الوسيط يحوم حول 20 دولارًا للبرميل يوم الاثنين، وهو منطقي بالنسبة لوضع الذهب الأسود في الوقت الراهن.
لا يزال هذا الانخفاض حادًا عما كان عليه قبل أن يؤدي جائحة فيروس كورونا إلى إغلاق الإقتصاد العالمي إلى حد كبير، وبالنسبة لمعظم منتجي النفط في العالم خاصة في الولايات المتحدة، فإن هذا السعر سيكون مؤلمًا، إذ يعني ان الكثير من شركات النفط التي تستخرجه من الصخور الزيتية ستعلن افلاسها.
لا ينبغي أن يؤثر السعر السلبي لبرميل النفط المسجل يوم الاثنين على تكلفة الطاقة للأعمال والمستهلكين.
لم يحدث شيء من هذا القبيل في أسوأ فترات الكساد، أو في السنوات الأولى من الحرب الأهلية الأمريكية، وهذا ما يخيف أسواق المال العالمية، وهذا يعني أنه لدينا أزمة قوية هنا.
السبب وراء ما حدث هو وفرة النفط في العالم ممزوجة بانخفاض في الطلب يتراوح بين 25 و 30 في المائة، بينما واصلت الدول المنتجة للنفط ضخها حتى مارس وأوائل أبريل، اقتربت سعة التخزين من حافة الهاوية ولم يتبقى سوى القليل من عقود الإيجار بالفعل، وهناك عدد أقل وأقل من الأماكن لوضع أي براميل إضافية.
تم حل حرب الأسعار السعودية الروسية إلى حد ما في 12 أبريل عندما اتفق الجانبان، مع الدول الرئيسية الأخرى في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا، أو حوالي 10 بالمائة من الناتج العالمي، ولكن هذا لا يزال أقل من الانخفاض في الاستهلاك ونمو المخزونات.
بدأت شركات النفط الكندية، التي لم تكن طرفاً في اتفاقية أوبك وروسيا، بإغلاق الآبار في مناطق القطران الرملية في ألبرتا، وهناك أيضًا تم تداول النفط بكميات سلبية يوم الاثنين.
من شأن ما حدث اليوم الإثنين ان يزيد من الضغوطات على أسعار الذهب الأسود عالميا، حتى خام برنت الذي يتوفر حاليا بسعر 25 دولار للبرميل يمكن أن يتعرض لضغوطات ويتراجع حتى 10 دولارات للبرميل.
من جهة أخرى يؤثر انهيار أسعار النفط على الأسهم الأمريكية حيث رأينا تراجعا مهما اليوم الإثنين للمؤشرات الأمريكية وحتى الأوروبية لهذا السبب.
انهيار أسعار النفط الأمريكية إلى القيم السالبة يعني أن شركات النفط لجأت إلى استئجار ناقلات لتخزين الفائض من المتوافر للعرض في الأسواق.
وستحتاج شركات النفط الأمريكية وحتى المنتجين في السعودية وروسيا وبقية الدول إلى تقليل الإنتاج وإلا فإن انهيار الأسعار سيكون فعليا وحقيقيا بالنسبة للأسعار الفورية ولن يكون غريبا أن تتوفر براميل النفط بمبالغ زهيدة جدا.
صفقة أوبك بلس الأخيرة ليست كافية من أجل زيادة أسعار الذهب الأسود، ففي ظل انهيار الطلب والاستهلاك العالمي وتوقف النشاط الاقتصادي ما من هامش كبير لزيادة الأسعار.
إقرأ أيضا:
انهيار النفط الأميركي بأكثر من 100٪
ما معنى أسعار العقود الآجلة والأسعار الفورية والهامش؟