بينما تتعالى الأصوات التي تدين خطوة الإمارات التطبيع مع إسرائيل، يقول مقربون من السلطة في أبوظبي أن الخطوة ليست خيانة للشعب الفلسطيني، بل إنها ضمن مصالح البلد وسعيه ليكون قوة أهم بحلول 2071.
مئوية الإمارات 2071 هي رؤية إماراتية تسعى لجعل هذا البلد الصغير قوة مؤثرة وكبرى عالميا، وأن يكون ذلك لصالح شعبها وشعوب المنطقة.
ففي ظل العد العكسي لنهاية عصر النفط تبحث دول الخليج العربي عن رؤية جديدة ومختلفة كليا لمستقبلها، لهذا تتخلى رويدا عن العمالة الأجنبية وعن نظام الكفالة وعن أنظمة ميزت عصر النفط الذهبي.
-
تكنولوجيا إسرائيل أهم الصادرات إلى الإمارات العربية المتحدة
تتمتع إسرائيل بالتكنولوجيا الفائقة الجودة على مستوى التسلح والزراعة ومجالات كثيرة، وتبحث كل من الصين وتركيا ومصر والهند وأوروبا عن تلك التقنيات المتطورة، والإمارات العربية المتحدة تتنافس هي الأخرى على ذلك.
قبل أسابيع وصل وفد إسرائيلي إلى الإمارات، ترأس الوفد مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة Jerusalem Venture Partners الدكتور إيريل مارغاليت، وضم 13 رئيسًا تنفيذيًا لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية الرائدة في مجالات مثل الأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا التأمين، وتكنولوجيا الغذاء.
تمت دعوة الوفد إلى الإمارات من قبل مركز دبي المالي العالمي (DIFC)، الهيئة التي تدير منطقة التجارة الحرة في القلب المالي لإمارة دبي والتي تعد واحدة من المراكز المالية العالمية.
قال الدكتور مارغاليت: “التكنولوجيا العالية هي المحرك المحرك الذي يقود الإقتصاد الإسرائيلي، لذلك لدينا دور رئيسي في قيادة العلاقات والتعاون مع الإمارات مع التركيز على الشراكة”.
وأضاف: “أنا فخور بقيادة أول وفد إسرائيلي عالي التقنية إلى الإمارات، كانت شركاتنا على اتصال تجاري مع الإمارات لعدد من السنوات، وقد نشأت الآن فرصة لتوسيع شبكة العلاقات هذه، وتعميق الروابط بشكل كبير، والسماح لمزيد من الشركات ورجال الأعمال الإسرائيليين بأن يكونوا جزءًا من هذا الاتصال والنجاح”.
من المنتظر أن تصدر إسرائيل الكثير من المنتجات إلى السوق الإماراتية، لكن التكنولوجيا تأتي ضمن أهم الصادرات إلى هذا البلد.
-
كيف ستستفيد الإمارات من تكنولوجيا إسرائيل؟
لدى الإمارات العشرات من الشركات الناشئة في المجالات التقنية المختلفة مثل الأمن المعلومات وتقنية بلوك تشين وتكنولوجيا الغذاء وتكنولوجيا التأمين والتكنولوجيا المالية والحلول الأمنية والمالية.
لكن هذه المؤسسات بحاجة إلى التقنيات المتقدمة التي لن تجدها في أي مكن بالعالم إلا في إسرائيل ولدى الشركات هناك.
تتعاون الشركات الصينية والهندية والأمريكية والتركية وما إلى غيرها من المؤسسات حول العالم مع تلك الشركات الإسرائيلية التي تحل مختلف المشاكل التقنية وتستفيد من حلولها.
احتكاك الإمارات مع إسرائيل سيسمح لها باكتساب التقنيات المتقدمة وتطويرها أيضا، وسيقلص الوقت عليها لاكتسابها وتطويرها.
مئوية الإمارات 2071 تتضمن أن تصبح هذه الدولة قائمة على التكنولوجيا والإنترنت فائق السرعة في كل شيء، وتنتقل مدنها إلى نظام المدن الذكية.
-
التصدي للتهديدات من دول معادية للإمارات
والحقيقة أن الإنتقال إلى هذا النظام بالرغم من أن لديه إيجابيات كثيرة ويساعد على الرخاء والقضاء على الفخر وتوفير فرص العمل وبناء نظام مالي أكثر عدالة، إلا ان اتصال كل شيء بالإنترنت يجعل الدولة هشة إذا تعرضت لهجمات إلكترونية من دولة معادية.
بدون حرب عسكرية يمكن لدولة أخرى أن تقضي على عدوتها إذا كانت تملك التقنيات التي تساعدها على اختراق أنظمة الدولة المستهدفة.
وتحتاج الإمارات في هذه النقطة إلى إسرائيل، لأنه لديها أنظمة معلوماتية دفاعية ويمكن العمل معا على تطوير المزيد منها للدولة الإماراتية.
وفي منطقة كالشرق الأوسط يمكن أن تأتي التهديدات من ايران أو تركيا أو دولة أخرى ما يمكن ان يدمر الإمارات التي تتبنى التقنيات بسرعة.
ومن خلال استخدام وتحليل الأنظمة الإسرائيلية يمكن الإعتماد على بعضها في الأمن القومي، أو تطوير أنظمة محلية بأيدي إماراتية استفادت من العمل مع الإسرائيليين.
إقرأ أيضا:
تنافس تركيا والإمارات على ميناء حيفا اسرائيل وطرد الصين
افلاس أرابتك الإماراتية: 45 ألف وظيفة في خطر والأسوأ قادم
إجراءات أبوظبي ودبي لمنع انهيار اقتصاد الإمارات
إسرائيل أفضل دولة في العالم لنجاح رائدات الأعمال