مؤامرة دولية للتخلي عن الدولار الأمريكي برعاية صندوق النقد الدولي

مؤامرة دولية للتخلي عن الدولار الأمريكي برعاية صندوق النقد الدولي

قد لا يصدق الكثير من الناس ما سنتطرق إليه في هذا المقال وهو المعتمد على مقالة مفصلة للإقتصادي الأمريكي جيمس ريكاردز.

يتحدث عن الرجل المناصر للذهب والذي توقع وصول المعدن النفيس إلى 14000 دولار بحلول عام 2026، عن مؤامرة دولية ضد عملة بلده والتي يتباهى بأنها الأقوى على الإطلاق وأن الدولار لن ينهار ما دام لا يوجد بديل قوي له.

يقول انه أرسل رسالة تحذيرية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هذه المسألة، وهو الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الجمهوريين ومناصر للرئيس الحالي، ولديه لقاءات تلفزيونية إضافة إلى علاقات مع مسؤولين في البنك المركزي الأمريكي.

في هذا المقاتل سنتحدث عن المؤامرة الدولية التي تطرق إليها جيمس ريكاردز مؤخرا:

  • رحلة البحث عن بديل الدولار الأمريكي

يقول جيمس ريكاردز أن النخب العالمية تبحث منذ سنوات عن بديل قوي للدولار الأمريكي، وأن الوضع الحالي لا يعجب الأعداء والحلفاء على حد سواء.

وتاريخيا شكلت صدمة نيكسون ضربة قوية لثقة العالم في الولايات المتحدة الأمريكية وقدرتها على الوفاء بوعودها، ومنذ ذلك الحين كان الحديث عن العملات النقدية القائمة على الوهم يتصاعد.

لكن مساعي إيجاد البديل كانت طفيفة والبحث فيها لم يكن بهذه القوة التي نراها حاليا حيث هناك أكثر من طرف يبحثون عن طريقة لتغيير النظام المالي العالمي.

  • سياسة دونالد ترامب تشجع على المؤامرة الدولية

وصول دونالد ترامب إلى الحكم وقيامه بالإنسحاب من اتفاقيات التجارة الحرة أو تعديلها وكفره بمسألة التغيير المناخي والحروب التجارية التي يشنها ضد الخصوم وحتى الحلفاء، وطلبه علنا الدفع من قادة الدول التي تقدم لها الولايات المتحدة الحماية يعزز من كراهية هذا البلد.

منذ ذلك الوقت والبنوك المركزية حول العالم تزيد من مشتريات الذهب وتبيع الدولار وتستعد لنقطة التحول التي تصبح فيها العملة الخضراء بلا قيمة.

من جهة أخرى يتحدث الإتحاد الأوروبي عن تقوية اليورو وجعله البديل الجديد وهناك مساعي الصين وروسيا للقيام بأمر مشابه.

ولا ننسى الإتفاقيات الثنائية بين البلدان المختلفة بالتعامل بعملاتها عوض الدولار الأمريكي وهو ما يؤثر سلبا على حجم التجارة العالمية المقومة بهذه العملة.

في مقالة سابقة تطرقت إلى ان الولايات المتحدة لن تتعرض للإفلاس رغم تراكم ديونها، وهذه الحقيقة تزعج بقية الدول التي يمكنها أن تسقط في الإفلاس

تعليقا على هذا يقول جيمس ريكاردز: “كما ترى يعتقد العديد من الإقتصاديين أن ديوننا الحكومية الضخمة ستؤدي إلى أزمة الدولار، لكن كل مرة يتضح أن هذا خطأ بالفعل”.

يضيف: “يبقى الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية في العالم، وهذا يعني أن على الدول الأخرى أن تحتفظ بالدولار الأمريكي وتستخدمه للتجارة الدولية بدلاً من عملاتها، هذا يخلق طلب غير محدود تقريبا على الدولار الأمريكي، ويسمح لنا بطباعة تريليونات الدولارات كل عام لدفع ثمن الحروب والديون وأي شيء نريده”.

وأضاف: ” هذا هو السبب في أننا تمكنا من جمع أكثر من 19 تريليون دولار من الديون دون التعرض لأي عواقب، طالما لا يوجد بديل للدولار الأمريكي يمكننا الاستمرار في القيام بذلك إلى الأبد”.

ويقول أن هذه الحقيقة مرة بالنسبة لبقية الدول التي وصل عددها إلى 190 دولة، فهي تعرف أن الولايات المتحدة يمكنها طباعة الدولارات وخرق القوانين دون أن يتم معاقبتها.

وأشار إلى التغطية الصحفية السلبية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي والذي تتنبأ العديد من الصحف بأنه سيدمر الولايات المتحدة وربما يكون الرئيس الأخير الذي سيجلب الهلاك لهذه الأمة.

وعلق على ذلك بالقول أن دونالد ترامب بالنسبة للنخب الدولية هو أفضل فرصة بالنسبة لهم للعمل على عملة جديدة بديلة للدولار والتعامل بها والتخلي عن الدولار تحث مبرر أن الولايات المتحدة لا تلتزم بوعودها وأن الرئيس ترامب هو السبب في تخلي العالم عن عملة بلده بغبائه وتركيزه على “أمريكا أولا”.

  • الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ضد الدولار

مع وصول ترامب لم تعد الولايات المتحدة فعالة على المستوى المادي في الأمم المتحدة وقد قلصت مساهماتها المالية ولم تفي بالكثير من وعودها.

أما صندوق النقد الدولي فلديه ثالث أكبر احتياط من الذهب في العالم، وهو الذي يشجع التعويم وفك العملات النقدية بالدولار، وهو مستاء من الدولار الأمريكي ويرى أنها عملة “زائدة عن قيمتها مؤخرا”.

وكتب جيمس ريكاردز: “بتوجيه من صندوق النقد الدولي (IMF)، ستستخدم النخب العالمية هذا النظام المالي الجديد لاستبدال الدولار الأمريكي بعملة العولمة الخاصة بهم”.

قالت الأمم المتحدة إننا نحتاج إلى “نظام احتياطي عالمي جديد … لم يعد يعتمد على دولار الولايات المتحدة باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسية الوحيدة”.

واعترف صندوق النقد الدولي أنهم يريدون جعل “حق السحب الخاص (SDR) أصل الاحتياطي الأساسي في [نظام النقد الدولي].”

في الآونة الأخيرة، تقدموا بخطتهم من خلال مساعدة المؤسسات الخاصة، مثل بنك ستاندرد تشارترد في المملكة المتحدة، على إصدار سندات حقوق السحب الخاصة.

  • خطة صندوق النقد الدولي للتخلي عن الدولار:

حسب جيمس ريكاردز ستتمكن العديد من الدول الأخرى من صرف الدولار الأمريكي مقابل حقوق السحب الخاصة.

وهناك 3 حقائق باعتقاده وهي:

يصدر صندوق النقد الدولي عملة عالمية تسمى حقوق السحب الخاصة.

أكد صندوق النقد الدولي أنه يريد استبدال الدولار الأمريكي بحقوق السحب الخاصة.

أكد صندوق النقد الدولي أن دفتر الأستاذ الموزع يمكن استخدامه في “استبدال العملة” … وقد قاموا حتى بإنشاء فريق عمل خاص.

لماذا تعتقد أنهم مهتمون جدًا بدفتر الأستاذ الموزع التي جاءت بها بيتكوين والعملات الرقمية؟

لن ينظر صندوق النقد الدولي إلى هذه التكنولوجيا لإنشاء نظام للدفع بالدولار، فهم يبحثون عنه لإنشاء نظام دفع لحقوق السحب الخاصة لأن هذه هي العملة التي يصدرونها.

 

نهاية المقال:

في البداية اعتقدت أن جيمس ريكاردز يبالغ قليلا في فكرته عن مؤامرة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ضد الدولار، لكن عندما تحققت من الأمر وجدت بالفعل ان هناك مساعي ودوافع منطقية للقيام بالأمر.

إقرأ أيضا: العملة الرقمية SDRs: بديل الدولار من صندوق النقد الدولي

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز