المتابع لأخبار الشركات التقنية، سيكون قد قرأ خلال الأيام الماضي عن النتائج المالية الخاصة بالربع الثالث من هذا العام و الخاصة بشركة لينوفو.
الأرقام المعلنة عنها قد تكون بالنسبة لك عادية جدا و لكنها بالنسبة للمراقبين و حتى عشاق الشركة مفزعة، و هناك وسائل إعلام تتحدث عن بوادر أزمة حقيقية تواجهها هذه الشركة، و البعض يعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك.
نحن في هذا المقال سنتعرف بالفعل على ما يجري بداخل لينوفو و هل يمكننا القول فعلا أن الشركة الصينية في ورطة حقيقية؟
- إعادة الهيكلة صعبة و تستغرق وقتا أطول من المعتاد
صفقة شراء لينوفو لموتورولا من جوجل كانت صعبة، و احتاجت إلى عام حتى وافق عليها كل من الصين و الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية.
و هذا العام دخلت الشركة لمرحلة اعادة الهيكلة و استغلال موتورولا بشكل أفضل، و هذا ليس سهلا خصوصا و أن موظفي موتورولا يعملون في مكاتبهم بالولايات المتحدة الأمريكية و الشركة تصدر هواتفها وفق سياساتها و من خلال مهندسيها و دون تغييرات في فلسفة التصميم أو الإنتاج أو حتى الشحن.
بينما تملك لينوفو قسم الموبايل الذي يعد قطاعا ضخما بالنسبة لها و يعمل فيه الالاف من الموظفين ما بين العاملين في المكاتب و مصانعها الموزعة في الصين.
في الربع الثالث من هذا العام تكبدت الشركة صافي خسائر مقداره 714 مليون دولار كنتيجة لعملية اعادة الهيكلة المستمرة.
و تضمنت هذه العملية التخلص من 5 في المئة من القوى العاملة بالشركة و تنظيم بعض القطاعات بما فيها قطاع الموبايل.
الخسائر في الواقع أقل مما توقعه المراقبين و المحللين الذين اتفقوا على أن حجمها خلال هذا الربع سيصل إلى 787 مليون دولار.
- تباطؤ مبيعات هواتف لينوفو في الصين
إعترف الرئيس التنفيذي السيد يانغ يانكين أن مبيعات هواتف شركته تباطأت هذا العام في السوق الصينية و ذلك في ظل المنافسة الكبيرة من الشركات الصينية و أيضا آبل و سامسونج و لاعبين من خارج الصين.
السوق الصينية رغم امكانياتها الاستهلاكية الضخمة إلا أنها تعيش حالة من الاشباع نتيجة وجود عدد كبير من الخيارات و الاقبال القوي خلال السنوات الماضية و بشكل مستمر على الهواتف الذكية، و من الطبيعي أن تعيش هذه السوق نوعا من الفتور لبعض الوقت قبل أن تستأنف الطلب الكبير.
و هذا من شأنه أن يؤثر على أرباح الشركة بشكل سلبي خصوصا و أن قطاع الموبايل يشكل حصة مهمة لها إلى جانب الحواسيب الشخصية.
- لينوفو لا تزال الأفضل على مستوى الحواسيب الشخصية
تشارك لينوفو مؤخرا هي و مايكروسوفت مع ديل و إتش بي في حملة إعلانية كبيرة من أجل تشجيع الناس على شراء الحواسيب الشخصية لكونها تطورت و أصبح من السهل أن تكون الرفيق في السفر و إلى أي مكان و أن تستخدم للعمل و الترفيه و للتعليم.
و فيما تواصل مبيعات هذه الحواسيب الانخفاض إلا أن الشركة تؤكد بأن المبيعات في الصين هي الأكبر لها مقارنة بالأسواق العالمية.
- مبيعات هواتف لينوفو ارتفعت أربعة مرات خارج الصين
بينما تعيش الشركة حالة من التباطؤ في السوق الصينية من خلال مبيعات الهواتف الذكية، إلا أن الواقع خارج هذه السوق عكس ذلك.
ارتفعت شحنات الهواتف الذكية إلى الأسواق العالمية أربعة أضعاف لتصل إلى 24.7 مليون وحدة في النصف الأول من العام.
و تتجه الشركة حسب الرئيس التنفيذي لتعزيز تواجدها في روسيا و الهند و دول جنوب شرق آسيا و القارتين الأمريكيتين و مواصلة غزو القارة السمراء أفريقيا.
و بالتركيز على تلك الأسواق فإن لينوفو ستجني الكثير، و قد لاحظنا أن أحدث هواتفها الذكية تتوفر سريعا في الأسواق المحلية خصوصا الإمارات و السعودية.
نهاية المقال:
لا يمكننا القول أن لينوفو على أعتاب الانهيار كما هو الأمر بالنسبة لسوني موبايل أو بلاك بيري أو إتش تي سي، الشركة تبلي بشكل ممتاز في قطاعي الحواسيب و المحمول رغم تباطؤ نموها في الصين، لكن ما يجب أن نعرفه هو أن هذه العملية مكلفة زمنيا و ماديا و هي سبب خسائر الشركة مؤخرا.