لهذه الأسباب رفض ستيف جوبز طلب أوباما وسيفشل دونالد ترامب في تغيير آبل!

header
ستيف جوبز رفض اقتراح أوباما ويفترض أن يحدث هذا مجددا مع ترامب!

ما أشبه اليوم بالأمس، فبعد أن حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقناع الراحل ستيف جوبز بضرورة نقل عمليات إنتاج آيفون إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفشل في ذلك، ها هو دونالد ترامب يعمل قبل تولي زمام الأمور على إقناع شركة آبل لنقل عمليات إنتاج هواتفها الذكية إلى الداخل الأمريكي.

هذا سيوفر بلا شك الآلاف من الوظائف وفرص العمل، ويقضي على البطالة المستفحلة في أمريكا والتي حاول أوباما القضاء على جانب مهم منها من خلال دعوة أصحاب الشركات التقنية إلى وليمة العشاء الشهيرة في منخفض السيلكون وذلك خلال شهر فبراير 2011.

الوليمة التي حضرها رجال أعمال أمريكا ومنهم قادة مايكروسوفت، فيس بوك، ياهو، جوجل، وبالطبع ستيف جوبز مؤسس آبل.

حاول أوباما في تلك الليلة اقناع الراحل ستيف بضرورة نقل عمليات الإنتاج إلى أمريكا وبين له كيف أن الأمر مفيد للغاية بالنسبة للإقتصاد الأمريكي، وكيف سينعكس إيجابا على فرص العمل ويجعل الشركات في خدمة الإقتصاد وبالطبع سيعود عليها أيضا بنفع كبير.

أجابه جوبز بأن قراره بإنتاج آيفون في الصين لا رجعة فيه، وهي السياسة التي تبناها منذ خطوط الإنتاج الأولى لأول آيفون خلال 2007.

والآن تؤكد التقارير الصحفية أن دونالد ترامب اتصل بالسيد تيم كوك شخصيا وأخبره بأن واحدة من اكبر أحلامه في ولايته هي دفع شركة آبل نحو إنشاء مصانع لها في الولايات المتحدة الأمريكية، ونقل عمليات الإنتاج والشحن إلى أمريكا بعيدا عن الصين والفيتنام.

وقال أنه يعلم جيدا التحديات التي ستواجه الشركة الأمريكية في هذه الحالة، لهذا فإنه سيعمل على تخفيض ضرائب الشركات بشكل كبير ويأمل أن تكون خطوة دافعة للشركة للإقتناع بهذه الفكرة.

مكالمة هاتفية تميزت بالود واللطف بين الطرفين، وقيل أنها ستؤسس لنقاشات واجتماعات في المستقبل القريب من أجل العمل معا على تحقيق هذا الحل وتوفير المزيد من فرص العمل مع ضمان استمرار عمليات الإنتاج بشكل جيد للشركة الأمريكية وأيضا تحقيق الربحية كما العادة.

لكن هناك العديد من العقبات حقيقة والتي تدور حول تكلفة الإنتاج، والربحية بالنسبة للشركة والتي ستمنع نجاح دونالد ترامب من تحقيق هذا الأمر.

 

  • تخفيض ضرائب الشركة ليس كافيا

تريد الحكومة الأمريكية المقبلة أن تضحي بالضرائب من أجل توفير فرص العمل وإنعاش الإقتصاد، وهي معادلة جيدة حقيقة، ستسمح للشركات الأمريكية بالتنافس بشكل أقوى وتقليل الخسائر التشغيلية عليها وبالتالي العمل على توظيف المزيد من الناس وهو ما سيرفع الإستهلاك والطلب المحلي وينعش الإقتصاد بشكل عام.

حتى وإن تم تخفيض الضرائب لأقل نسبة ممكنة فإن هذا لن يقنع الشركة الأمريكية بنقل عملية الإنتاج من الصين لأمريكا، لأن تكاليف هذه العملية تتجاوز الضرائب نفسها.

 

  • لطالما درست آبل هذه الخطوة والنتيجة محبطة

أكثر من مرة سمعنا بأن آبل طلبت من خبراء فوكسكون والمتخصصين في الأمور المالية العمل على حساب تكلفة إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت النتيجة محبطة سعر آيفون في هذه الحالة لن يقل عن 1300 دولار!

من سيشتري هواتف آيفون بهذا السعر المبالغ فيه؟ خصوصا في ظل توفر الهواتف الرائدة من الشركات الصينية بأسعار جد مميزة.

هذه الخطوة ستكون لا محالة بمثابة انتحار لشركة آبل بدون شك، إذ سيؤثر على مبيعاتها وحتى هامش الربحية وستخسر المزيد من قيمتها السوقية في البورصة بشكل مذهل!

تكلفة انتاج آيفون 7 في الصين هو 220 دولار فقط وهي تبيعه بأسعار تبدأ من 649 دولار لنسخة 32 جيجا بايت وهي تحقق ربح صافي قدره 429 دولار!

مع التوجه إلى أمريكا فإن صافي الأرباح ستتقلص وستزداد التكاليف التشغيلية، وهذا سيصعب المهمة على الشركة وسيقضي تماما على أيامها الوردية في تصنيع هواتف آيفون بتكلفة قليلة وبيعها بسعر باهض والربح جيدا من كل وحدة تبيعها.

 

  • تكاليف العمال في أمريكا أكبر بكثير من الصين

مشكلة آبل كما قلنا ليست الضرائب وحدها بل إن تكلفة الإنتاج هي المؤلمة في هذه الحالة، ونتحدث عن رواتب العمال التي يتوجب على الشركة دفعها في هذه الحالة أو أن تدفعها فوكسكون التي ستفتتح مصانع لها بهذا البلد مخصصة لهواتف آيفون وأجهزة آبل.

في كاليفورنيا حيث تتواجد آبل فغن معدل الأجر للساعة الواحدة هو 9 دولارات والراتب لن يقل عن 1400 دولار بالنسبة لكل عامل يعمل لمدة 8 ساعات يوميا، وهذا اكثر من راتب الصيني 3 مرات

وفي حالة قررت الشركة اقامة مصانعها في ولاية جورجيا حيث تتمتع بأدنى معدل للأجور في الولايات المتحدة الأمريكية فإن تكلفة العامل للساعة هي 5.51 دولار وهو ما يعني أن الراتب لن يقل عن 824 دولارا وهو أكثر من ضعف راتب الصيني.

 

  • الصين لديها العمالة الرخيصة والكثيفة أيضا

في الولايات المتحدة الأمريكية لن تجد هذا العدد الضخم من الأفراد الذين يعملون كآلات طيلة 8 ساعات يوميا على مدار أسبوع حقيقة.

ثقافة التوظيف والعمل في أمريكا تجاوزت عصر الصناعة نحو استخدام الموظفين والآليات والحواسيب، بل ورأينا على مدار السنوات الأخيرة سياسة تسريح الموظفين لتقليل التكاليف الإنتاجية.

في المقابل تزخر الصين بالمصانع العملاقة التي يعمل فيها الآلاف من الصينيين بشكل منظم، ويمكنها ان تنشر اعلانا لطلب عمال لتجد المئات منهم يتقدمون للحصول على وظيفة، وليست لديهم مشكلة كبيرة مع الرواتب.

أضف إلى ذلك أن العمال في الصين يمكنهم العمل في مواسم الذروة على الطلب لمدة أكبر من 8 ساعات مع زيادة رواتبهم بشكل طفيف، فيما الأمريكيين لن يتجاوزا أكثر من 8 ساعات وفي حالة حصول ذلك يجب دفع تكاليف الساعات وتعويضات أيضا!

 

نهاية المقال:

4 أسباب كبيرة دفعت حقيقة ستيف جوبز ليرفض طلب أوباما سنة 2011 والآن يفترض أن يقوم تيم كوك بنفس الخطوة لتحافظ الشركة على هامش الربحية الذي تتفوق به على المنافسين، وإلا فإن أي نقل لعملياتها من الصين إلى أمريكا بدون ضمانات سيعمق جراحها وسيكون دونالد ترامب سببا في تدميرها!

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.