كنا قد تناولنا “حقائق عن إرتفاع سعر نقرات إعلانات فيس بوك و تغيير مفهوم CPC” و يبدوا القرار حكيما أكثر منه سيئا بالنسبة لمن يعتمدون على هذه الشبكة الإعلانية، و بطبيعة الحال لم يكن القرار وليد التهور أو الصدفة لكن جاء بعد دراسات مطولة و تفكير جماعي عميق أيضا.
و أول سبب يقف وراء هذه الخطوة هي السعي للرفع من جودة إعلانات فيس بوك و الأداء الذي تقدمه الشبكة للمعلنين، من السهل أن تسمح لهم بالحصول على تفاعلات كبيرة و وصول أكبر للمنشورات الإعلانية لكن وفق تلك السياسة لم تكن النتائج ممتازة كما هو الأمر بالنسبة للوقت الراهن و المستقبل.
المعلنون سيكون عليهم الدفع أكثر سواء للنقرة الواحدة على الرابط الذي يوجه المستخدم إلى موقع أو تطبيق أو غرض ما للقيام به أو حتى تكلفة الحملات الإعلانية التي سترتفع و مجانية التفاعل الذي يشمل الاعجابات و التعليقات.
المواقع التجارية و المسوقين بالعمولة و أصحاب التطبيقات و المناسبات و عروض الاشتراكات في القوائم البريدية لا يريدون الدفع مقابل حصول منشوراتهم الإعلانية على التعليقات و الإعجابات يمكن لهذا الأمر أن يتم عبر طرق أخرى مجانية لا تتطلب حملة إعلانية لكن هذه الأخيرة سيكون من المعقول إنشاءها للحصول على زيارات ذات جودة عالية تحقق نتائج ممتازة.
تدافع فيس بوك عن خطوتها بقولها أن الزيارات للروابط ستصبح ذات جودة عالية و ستحقق لأصحاب المواقع المعلنة نتائج أفضل منها بقاء الزائر في الصفحة الهدف و المتعلق أساسا بمحتواها إلى جانب جني المال من خلال مبيعات الاعلانات أو المنتجات التي تتضمنها تلك الصفحة الهدف.
تريد الشبكة أن تدفع أكثر للحصول على زيارات أفضل و بالتالي جني ايرادات أكبر و هذه المعادلة عادة ما تحققها إعلانات جوجل و منافستها بينج بينما فيس بوك عادة ما يجلب للمعلنين المتفاعلين مع المنشور بداخل الشبكة أكثر من الزوار أو العملاء.
السيد Krishna Subramanian الذي باع شركة تبادل الإعلانات Mobclix سنة 2010 و يدير حاليا شركة ناشئة أكد بقوله أن خطوة فيس بوك ممتازة و تستلزم أن يكون المعلنين سعداء بهذه الخطوة التي ستعود عليه بالأرباح و المبيعات من خلال الإنفاق على الزيارات الحقيقية ذات الفعالية الكبيرة و مجانية التفاعل الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.
المسوق بالمحتوى السيد Nick Carranza أكد في حسابه على تويتر أن هذه الخطوة رائعة و لم تختلف عنه Laura Martin من شركة Needham & Company التي ترى أن هذه التغييرات الجديدة تزيد من انتاجية الحملات الإعلانية و توفر للمسوقين قدرات أفضل للحصول على نتائج جيدة بدقة أكبر.
توجه المتاجر الإلكترونية للإنفاق بشكل أكبر و العزم على تخصيص أموال ضخمة للإعلانات في المستقبل كاف للغاية ليتخذ فيس بوك هذا القرار الجديد الذي يوفر فيه لهذه الشركات و المؤسسات الدفع مقابل الحصول على المبيعات و تجاهل الدفع مقابل التفاعل.
كما أن تركيز جوجل على تحسين نتائج البحث الخاصة بالمنتجات و المتاجر الإلكترونية خصوصا الإعلانية منها و توفير المزيد من الأدوات بما فيها ظهور صور المنتجات و مقارنة الأسعار و ظهور المنتجات المعلن عنها في مربع المعرفة بنتائج البحث دون أن ننسى نفس الجهود التي تبدلها مايكروسوفت على بينج و خدماتها و التي ستكون أكبر بالتعاون مع AOL كلها دوافع قوية ليركز فيس بوك على جلب مبيعات للمعلنين و تجاهل الانفاق مقابل التفاعل.
بالتوازي مع تحقيق الجودة للمعلنين يسعى فيس بوك كما الشبكات المنافسة الأخرى للرفع من أرباح الإعلانات لصالحه خصوصا و أنها تشكل أغلبية ايراداته، فالنتائج التي حققها خلال الربع الأول من هذا العام كانت أدنى من كل التوقعات رغم أنها كانت أفضل بنسبة 42 في المئة لنفس الربع من العام الماضي.
هذه الخطوة ستساهم في الرفع من الأرباح التي يحققها بصورة واضحة و سيظهر هذا جليا على الأغلب في نتائج الربعين الثالث و الرابع من هذا العام.