كان من المتوقع أن تكون مايكروسوفت أكثر تقاربا مع جوجل و ذلك منذ أن وصل السيد ساتيا ناديلا إلى قيادة الشركة الأمريكية العام الماضي ، خصوصا و أنه روج للعديد من الأفكار و تبنى فعلا بعضها منها أن عملاق البرمجيات لا يعادي بتاتا لينكس و الأنظمة المفتوحة و عالم البرمجيات الحرة .
قيل أيضا أن مايكروسوفت ستركز أكثر على خدمات التخزين السحابي و المنافسة في الذكاء الإصطناعي و تترك المنافسة في قطاع المحمول ، لكن و كما توقعت يبدوا الأمر مجرد سياسة لتهدئة النفوس و طمأنة المنافسين بأنها لن تسعى للمنافسة الشرسة ضدهم و مع الكشف بالتفصيل عن الويندوز 10 و سعي الشركة الأمريكية ليكون المنصة الوحيدة في العالم التي تتواجد على أكثر من جهاز في نفس الوقت مع متجر واحد و الإبتعاد عن التشتت ازدادات مخاوف جوجل بالأخص و بقية المنافسين بعد إطلاقها لأكثر من هاتف لوميا رخيص بداية هذا العام و سعيها لاجتياح قطاع النظارات الذكية بعد فشل نظارات جوجل بالكشف عن نظارتها المتطورة للغاية و الذي فاقت كل التصورات !
الهجوم على مايكروسوفت في أكثر من نقطة مؤخرا من طرف جوجل و منها سعيها لإيجاد ثغرات في نظام و تطبيقاتها محاولة بائسة تبرر مدى تخوف عملاق البحث منها .
الأن تتحدث تقارير مختلفة عن تعاون واسع سيصبح رسميا و واضحا للعيان خلال الأيام القادمة بين مايكروسوفت و Cyanogen ، هذه الأخيرة هي أكبر شركة في العالم لإنتاج الرومات الأكثر الإستقرارا و المبنية على الأندرويد .
التقرير يقول أن مايكروسوفت استثمرت بالفعل 70 مليون دولار في Cyanogen وسط ذهول و تعجب عشاق الأندرويد و التعبير عن مخاوفهم إزاء خطوتها “الغير المؤكدة” !
و في نظري أعتقد أن هذه الخطوة تأتي نتيجة ما تكلمنا عنه في السطور السابقة ، إنها حالة من المنافسة الجنونية بين العملاقين لا أقل و لا أكثر .
لماذا قد تتعاون مايكروسوفت مع Cyanogen ؟ و ما أبعاد ذلك ؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
جعل CyanogenMod نظام تشغيل أخر مستقلا مستقبلا !
تبدوا الفكرة مجنونة و غير منطقية لكنها في الأخير ممكنة جدا ، الأندرويد نظام تشغيل مفتوح المصدر و تستخدمه العديد من الشركات في هواتفها الذكية و هناك الكثير من المجموعات التي تشتغل عليه لإنتاج رومات مبنية عليه و لعل CyanogenMod أشهرها .
تبدوا فكرة أن يتحول إلى نظام تشغيل مستقل مستقبلا مثيرة للإهتمام ، مايكروسوفت تود أن تهزم جوجل في قطاع المحمول بأي ثمن حتى و لو بهذه الطريقة .
نحن نعرف أن روم CyanogenMod أكثر أمانا و لا يتضمن ملفات تجسس مثل الأندرويد العادي ! إلى جانب دعمه للعديد من المميزات و منها LAC audio codec , OpenVPN
و يتمتع الروم بمختلف إصداراته بحوالي 12 مليون مستخدم منتصف العام الماضي .
محاربة جوجل ناو و فرض كورتانا على المزيد من المستخدمين
كورتانا من مايكروسوفت يعد الأن العدو رقم 2 لجوجل ناو بعد سيري من أبل و ما يميز هذا المساعد الشخصي في الحقيقة هي الذكاء الذي اكتسبه بسرعة مذهلة حقا خلال فترة فصيرة و هزيمة منافسيه على أكثر من صعيد في أكثر من إختبار !
قد تكون خطوة مايكروسوفت الإستثمار في Cyanogen مجرد البداية لإقناع مطوري الروم لاستبدال جوجل ناو بكورتانا و حتى إن بقي الروم مرتبطا بالأندرويد و هذا ما أتوقعه ، أعتقد أنه على الأقل سيهيئ الملايين من المستخدمين للإنتقال إلى هواتف الويندوز فون دون أية تخوفات بخصوص أداء المساعد الشخصي هناك .
دعم محرك بحث بينج و جلب المزيد من عمليات البحث .
نظام الويندوز 10 و الويندوز فون و منتجات مايكروسوفت كلها تفرض عليك استخدام محرك بحث بينج الصاعد بقوة .
الإستثمار في Cyanogen يعني أننا سنرى بدلا من جوجل منافسه بينج في شريط البحث و المتصفح ما سيزيد من مستخدمي محرك البحث الصاعد .
رومات CyanogenMod ستحمل متصفح سبارتان
تحتاج مايكروسوفت للتسويق بقوة لمتصفحها الجديد القادم منها و إقناع الناس بأنه لا يحمل أثار إنترنت إكسبلورر الممل .
سيكون من الرائع أن نرى في رومات CyanogenMod هذا المتصفح ليكون بديلا عن جوجل كروم .
تعاون مايكروسوفت و نوكيا مجددا من بوابة هذه الصفقة
صحيح أن مايكروسوفت إشترت قسم المحمول في نوكيا بكل منتجاته و إنتاجاته و إنجازاته و براءات الإختراع التي يمتلكها .
و رغم ذلك لا تزال الشركة الأمريكية تنظر إلى نوكيا على أنها جوهرة مهمة بالنسبة لها يجب أن لا تسقط في يد جوجل .
و مع إطلاق لوحي Nokia N1 العام المنصرم و العمل على إصدار أخر تود مايكروسوفت لو أن منتجات الفنلندية تحمل بعض من لمساتها ، لذا فإن الصفقة مع Cyanogen ستدفع بالشركة الأمريكية لإقناع نوكيا لوضع رومات CyanogenMod في لوحياتها القادمة ما يجعلها ضمن دائرة نفوذ ساتيا ناديلا.
فرصة قوية لتطبيقات مايكروسوفت و خدماتها
كل التطبيقات التي قامت الشركة الأمريكية بتوفيرها للمحمول و للأندرويد ستكون سعيدة للغاية أن تراها بديلا نهائيا لتطبيقات جوجل و المنافسين في رومات CyanogenMod .
عوض أن نرى تطبيق جيميل في CyanogenMod سنجد أوتلوك ، بينما سكايب بديلا عن تطبيق Hangouts ، حزمة أوفيس و تطبيقات أخبار مايكروسوفت لن تغيب عن المشهد .
نهاية المقال :
يمكن لمايكروسوفت أن تستفيد أكثر من هذه الصفقة ، مثلا قد نرى كل تطبيقات الأندرويد المتوفرة لهذه الرومات و التي تتاح بسرعة تتوفر أيضا على متجر خاص ستدعمه هواتف الويندوز فون عوض أن تدخل في اتفاق مباشر مع جوجل لتوفير المزيد من التطبيقات لمنصتها كما ادعت تقارير مؤخرا .
إذا صحت التقارير التي تقول أنه تم بالفعل ضخ 70 مليون دولار في جيب Cyanogen ستكون جوجل أمام خطر كبير … فوز مايكروسوفت على حساب نظام الربوت الأخضر .