
كانت التوقعات تسير إلى تراجع سعر النفط عالميا بسبب توجه المنتجين إلى رفع الإنتاج وترقب رفع العقوبات الأمريكية على ايران، لكن دخلت أزمة الطاقة العالمية على الخط لتغير مسار السعر للجهة المعاكسة.
تجاوز سعر خام برنت القياسي العالمي 80 دولارًا للبرميل اليوم الثلاثاء، وهي أخبار مفرحة للمنتجين فيما يعد خبرا سيئا للدول المستوردة.
يأتي هذا بعد أيام من اندلاع أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا تحديدا ومن ثم توسعها إلى بقية دول العالم بالتدريج، حيث تعاني القارة العجوز في الحصول على احتياجاتها اللازمة بعد أن وصلت واردات الغاز الروسي إلى أدنى مستوياته خلال أغسطس المنصرم.
ماذا يحصل حاليا في أوروبا والعالم؟
الآن وفي ظل الظروف الحالية يمكننا ان نتوقع ارتفاع النفط مجددا، وهو ما بدأ يحصل خلال الساعات الماضية، وهذا لأن النفط هو الأساس على خريطة الوقود الأحفوري، لذا إذا كانت تعاني الأسواق من شح الغاز الطبيعي، فإن العودة إلى النفط للحصول منه على الغاز والطاقة هو القرار الصحيح.
في ظل الوضع الذي تعاني منه دول الإتحاد الأوروبي وبريطانيا، هناك توجه لشراء مزيدا من النفط من أجل السيطرة على أزمة الغاز الطبيعي في القارة.
ويبدو أن الأيام القادمة قد تكون أصعب للقارة التي تعاني من تدهور الإمدادات وارتفاع الطلب مقابل قلة المعروض والمتاح لديها من الغاز.
تنذر الأزمة في أوروبا بالمتاعب لبقية العالم، حيث أدى نقص الطاقة في القارة إلى تحذير الحكومات من انقطاع التيار الكهربائي وإجبار المصانع على الإغلاق.
المخزونات في مرافق التخزين الأوروبية عند مستويات منخفضة تاريخيا لهذا الوقت من العام، كانت تدفقات خطوط الأنابيب من روسيا والنرويج محدودة.
هذا مقلق لأن الطقس الأكثر هدوءًا قلل من إنتاج توربينات الرياح بينما يتم التخلص التدريجي من المحطات النووية القديمة في أوروبا أو تكون أكثر عرضة للانقطاع مما يجعل الغاز أكثر ضرورة.
لا عجب في أن أسعار الغاز الأوروبية ارتفعت بنسبة 500٪ تقريبًا في العام الماضي ويتم تداولها بالقرب من مستوى قياسي.
اللجوء إلى النفط في ظل أزمة الغاز الطبيعي:
أجبر الارتفاع المفاجئ بعض منتجي الأسمدة في أوروبا على خفض الإنتاج، مع توقع المزيد لاحقًا مما يهدد بزيادة التكاليف على المزارعين وربما زيادة تضخم أسعار الغذاء العالمي، في المملكة المتحدة أجبرت أسعار الطاقة المرتفعة العديد من الموردين على التوقف عن العمل.
وهذا ما يدفع حاليا كل هذه الأطراف إلى إيجاد حلول مؤقتة لهذه المشكلة، وهنا ينظر إلى النفط على أنه الحل وعلى الأقل أقل تلويثا للبيئة من الفحم الذي سيرتفع الإقبال عليه في بعض المناطق.
وفي ظل الإنتاج الحالي للنفط فإن سعره مرشحا ليرتفع إلى 100 دولار أمريكي خلال أيام وأسابيع قليلة، مدفوعا بارتفاع الطلب وتكهنات المستثمرين والبنوك.
مساوئ أزمة الطاقة العالمية مكاسب للنفط:
في آسيا، يدفع مستوردو الغاز الطبيعي المسال أسعارًا قياسية لهذا الوقت من العام لتأمين الإمدادات، حيث بدأ البعض في اقتناص أنواع الوقود الأكثر تلوثًا مثل الفحم وزيت التدفئة في حالة عدم حصولهم على ما يكفي.
قد يقوض هذا الجهود التي تبذلها الحكومات لتحقيق الأهداف الخضراء الطموحة: ينبعث الغاز حوالي نصف كمية ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها الفحم عند حرقه.
الصين، أكبر مشتر للغاز الطبيعي في العالم لم تملأ المخزونات بالسرعة الكافية، على الرغم من أن الواردات تضاعفت تقريبًا عما كانت عليه في العام الماضي وفقًا لبيانات الجمارك.
تقوم العديد من المقاطعات الصينية بالفعل بترشيد الكهرباء للصناعات لتلبية أهداف الرئيس شي جين بينغ لكفاءة الطاقة وتقليل التلوث، قد تؤدي أزمة الكهرباء إلى تفاقم عمليات الإغلاق إذا حولت السلطات الغاز إلى الإضاءة وتدفئة المنازل.
ويعد النفط الوسط بين الفحم الملوث والغاز الأقل تلويثا للبيئة، لهذا يقع الإختيار عليه وتستورده المزيد من الدول في الوقت الحالي.
المشكلة أن الوضع الحالي يضاعف من مشاكل الدول النامية التي تستورد الغاز والنفط حيث لن تحصل عليهما بأسعار معقولة وهو ما يؤثر سلبا على أنظمتها الطاقية والصناعية.
إقرأ أيضا:
سعر النفط إلى 100 دولار؟ الإمارات وايران وعوامل أخرى ستمنع ذلك
حقائق عن أزمة ارتفاع سعر الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة
مصالح نيجيريا في اختيار أنبوب الغاز المغربي ومنافسه الجزائري
دور الجزائر في انقلاب غينيا 2021 وحرب الغاز ضد المغرب
نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا جزء من التسوية الشاملة
نسبة الغاز الجزائري في إنتاج الكهرباء في المغرب