ربما كان مفاجئا بالنسبة لك إعلان الشركة الأمريكية فيس بوك عن عملة رقمية باسم ليبرا Libra، بعد أن كان متوقعا ان تقدم على إطلاق عملة رقمية مشفرة باسمها.
كانت التقارير قبل عدة أشهر تتحدث عن فيس بوك كوين Facebook coin، وهو اسم منطقي بما أن العملة الرقمية ستكون مملوكة للشركة الأمريكية وتتحكم بها بالكامل.
الأخبار كانت تشير أيضا إلى أن هذه العملة سيتم إطلاقها بداية على تطبيق واتساب في الهند قبل أن تتوسع لتشمل كافة تطبيقات وخدمات الشركة.
غير أن ما تطرقنا إليه أمس في مقالة “كل شيء عن العملة الرقمية ليبرا Libra التي أعلن عنها فيس بوك” مختلف عن التوقعات السابقة.
لماذا سميت عملة فيس بوك باسم ليبرا Libra وليس فيس بوك كوين Facebook coin؟
-
ليست عملة فيس بوك لوحدها
ليس من المنطقي إطلاق اسم Facebook coin على عملة تشارك بتطويرها ورعايتها عدد من الشركات الأخرى الكبرى.
وبما أن كل واحدة من الشركات التي تشكل مؤسسة Libra Association لديها نسبة 1 في المئة من الأصوات، فليس من العدل اطلاق اسم أي شركة منها على هذه العملة.
يتم الترويج للأسف لهذه العملة من قبل وسائل الإعلام وبعض المدونات المشهورة على أنها عملة فيس بوك، لكن الواقع أنها عملة رقمية عالمية ستكون متاحة للجميع.
-
الرغبة في إنشاء عملة عالمية موثوقة
طموحات فيس بوك وشركائها في هذا المشروع تتجاوز استخدام عملة ليبرا على خدمات متعددة، بل يرغبون في استخدامها على الإنترنت بشكل واسع.
تصل الرغبة نحو أن تكون أكبر واشهر عملة رقمية في العالم وتطيح بكل من بيتكوين ومنافساتها، ولفعل ذلك لا يمكن لشركة فيس بوك لوحدها أن تنجح في المهمة.
-
السمعة السيئة لشركة فيس بوك
لا يختلف عاقلان على أن شركة فيس بوك سمعتها سيئة، وهي التي تتعرض لتغطية اخبارية سلبية والكثير من الإنتقادات.
منذ 2017 ونحن نكتب عن أزمة فيس بوك، العشرات من المقالات نشرناها حول هذه القضية، إذ تورطت الشركة في تشجيع خطاب الكراهية وانتشار الأخبار المزيفة والذباب الإلكتروني والتلاعب بالرأي العام وكذلكم انتهاك خصوصية المستخدمين.
في حال اختارت الشركة العمل على عملتها الرقمية لوحدها فهي ستعرض نفسها للكثير من الشك و الإنتقادات وحتى المساءلة وربما يتم اتهامها بغسيل الأموال واساءة استخدام نفوذها.
من جهة أخرى لن يختار معظم الناس حول العالم استخدام Facebook coin، خوفا على الخصوصية وكيف يمكن ان تستغل الشركة عملتها لجمع المزيد من البيانات حول المستخدمين.
تورط حوالي 2.7 مليار مستخدم حول العالم لخدمات هذه الشركة في اتاحة بياناتهم وحياتهم الخاصة لهذه الشركة، فهل سيقبلون بوضع نقودهم في يدها أيضا؟
-
حشد الدعم وتحقيق نجاح كبير
تريد فيس بوك أن تتعامل بالعملات الرقمية، لكنها لا تثق بعملة بيتكوين ومنافساتها، ولهذا السبب أرادت العمل على عملتها الرقمية، لكن للأسباب السابقة اختارت نهج سياسة أخرى وهي حشد الدعم والتواصل مع شركات أخرى وتأسيس Libra Association في سويسرا.
بالتعاون مع باي بال و ايباي والشركات العالمية الأخرى المشاركة في المشروع والتي ستساهم كل واحدة منها بحوالي 10 مليون دولار في المشروع، تضمن فيس بوك نسبة احتمال نجاح أعلى من السابق.
الشركات العالمية تلك تتمتع بسمعة أفضل من عملاقة الشبكات الإجتماعية وهذا يساعد في زيادة الثقة بهذه العملة الرقمية.
ورغم ذلك هناك تقارير اعلامية تشكك في مصداقية هذه العملة، وإلى أي مدى هي قادرة على حماية خصوصية المستخدمين.
نهاية المقال:
هذه الأمور الأربعة تقف وراء توجه فيس بوك إلى إصدار عملة رقمية باسم ليبرا عوض فيس بوك كوين.