علامة تجارية يابانية ذات تاريخ عريق طويل من النجاح و التجارب الجيدة و السيئة في أكثر من قطاع سواء في قطاع التصوير أو التلفزيون أو حتى الحواسيب و بلا شك الترفيه المنزلي و الهواتف الذكية و اللوحيات ، إنها سوني واحدة من أفضل الشركات العالمية عندما نتحدث عن الجودة في التصنيع و روعة تصميم منتجاتها .
و على مستوى قطاع الهواتف الذكية فقد دخلت إليه بالتزامن مع ظهور الأندرويد كنظام تشغيل من جوجل لطالما استخدمته في هواتفها الذكية سواء في عهد شراكتها مع إريكسون أو بعد شراءها لحصة الشريك وصولا إلى ما عليها الأن لتشكل لنا سلسلة الإكسبيريا التي تعد بنفسها من أعرق العائلات عندما نتحدث عن الهواتف الذكية .
و رغم كل هذا تعاني سوني خسائر كبيرة بسبب المنافسة في هذا القطاع و عدم قدرتها على زيادة حصتها السوقية ، و هذا ما تسبب لها بخسائر قدرت مؤخرا بحوالي 1.25 مليار دولار تهدد بقاءها في دائرة المنافسة .
الأسباب التي قد لا تعرفها بالفعل و التي تسببت في أزمة سوني سنتناولها بالتفصيل الممل في هذا المقال التحليلي الأول من نوعه على مجلة أمناي .
1- التأخر في توفير الهواتف الجديدة
إذا ركزت معي فإن هواتف الإكسبيريا الجديدة التي تعلن عنها سوني كل مرة لا تتوفر عالميا و بسرعة في مدة زمنية قصيرة كما الأمر مع الأيفون على سبيل المثال ، فمثلا أعلنت سوني عن إكسبيريا زد 2 بداية هذا العام و بالضبط خلال شهر فبراير الماضي و لم يصل إلى الأسواق إلا بعد وصول عدة منافسين و منهم الجالكسي اس 5 و إل جي جي 3 و إتش تي سي وان إم 8 و في عز الصيف لا زلنا نسمع عن تأجيلات لطرحه في أسواق مهمة بالعالم .
للأسف كان من الممكن أن يحقق إكسبيريا زد 2 مبيعات قوية جدا و أن يكون الخيار الأول للمستهلكين لولا تأخره الكبير ، و رغم أن الطلبات للحصول عليه كانت جيدة في البداية إلا أنها سرعان ما قلت بسبب أخبار تأجيلات شحنه ، نفس الأمر على فكرة حدث العام الماضي مع الإكسبيريا زد .
لذا أعتقد أنه على سوني التفكير جديا في حل المشاكل التصنيعية لديها لتوفير الهواتف الجديدة بسرعة ، و الأفضل في نظري هو أن تعمل مثلا على البدء في إنتاج هاتفها الرائد القادم إبتداء من يناير ليتوفر بعد الإعلان عنه في معرض برشلونة و بالضبط خلال وقت مبكر من مارس حيث الجالكسي اس 6 يستعد للوصول إلى السوق .
2- الإكسبيريا مكلفة و غالية الثمن
صحيح أن الأيفون و بالرغم من غلاء سعره يحقق مبيعات جيدة و الإقبال عليه دائما جنوني لكن على سوني أن تعلم أن قيمتها التجارية أقل بكثير من أبل و أن السوق في صالح من يطرح الهواتف الذكية الراقية بأسعار مناسبة .
أعتقد أنه على سوني في نظري أن تتعلم من الشركات الصينية الأخدة في النمو بقوة هذه الأيام و التي تطرح هواتف قوية بسعر رخيص و تحقق ربحية جيدة ، و هذه المعادلة من شأنها أن تقود سوني للصدارة إذا ركزت على تحقيقها من الأن .
3- هواتف إكسبيريا ليست للفقراء
خطأ كبير إرتكبته سوني مع الإكسبيريا يتجلى في التركيز على طرح الهواتف الراقية أكثر من الهواتف المتوسطة بينما هواتف إكسبيريا الرخيصة تكاد تكون مجرد خيال .
على سوني التركيز على طرح سلسلة جديدة كليا من الهواتف الذكية و التي تتميز بمواصفات مناسبة و بتصميم جذاب تكون موجهة للأسواق النامية و الصاعدة مثل الصين و أسيا و الشرق الأوسط و شرق اوروبا و جنوبها إضافة إلى أمريكا الجنوبية و أعماق أفريقيا ، هذه السلسلة يجب أن تجمع هواتفها بين لمسة سوني في التصميم و المواصفات المقبولة مع أسعار مغرية للغاية .
4- تعزيز الإبتكار و ليس فقط الإبداع
سوني مبدعة جدا في تصميم هواتفها الذكية و البعض يرى فلسفتها في التصميم بمثابة مدرسة مستقلة بحذ داتها عن باقي المدارس ، و رغم كل هذا تفتقد هذه الشركة اليابانية للإبتكار حيث المنافسين سبقوها إلى تقنية التعرف على البصمات و أدخلوها لهواتفهم الذكية بينما الإكسبيريا زد 3 الأحدث لم يأتي بها .
من جهة أخرى على سوني الإهتمام أكثر بالجانب التقني في هواتفها الذكية و نقصد هنا الإهتمام أكثر بالتقنيات المتضمنة في الإكسبيريا و العمل على تطوير واجهتها البرمجية ، فالمنافسين أمثال سامسونج خصصوا أموالا طائلة لتطوير هذا الجانب المهم من الهواتف اليوم .
5- التسويق ضعيف رغم كثرة الإعلانات
منذ أشهر طويلة إعترفت سوني بأن واحدا من أسباب أزمتها في سوق الهواتف الذكية يعود إلى ضعف التسويق ، و بالفعل عملت على طرح عدد كبير من الإعلانات لهواتفها الذكية الجديدة لكن السؤال الذي يظل يطرح نفسه ، هو أين هي النتائج ؟ أعتقد أنها متواضعة الأن فاليوتيوب لا يكفي لتسويق المنتجات الجديدة ، على سوني القيام بعمل حملات إعلانية لهذه الفيديوهات و أن تعرضها في مناسبات كبيرة و على القنوات العالمية التي تضمن لها ملايين من المشاهدات في ظرف وجيز .
خلاصة الكلام :
إضافة إلى ما سبق ، أعتقد أن إستراتيجية سوني لهذا العام تحمل خطأ كبيرا و يتجلى في طرح هاتف رائد بعد كل 6 أشهر أي مرتين في العام ، هذا بالضبط يصيب المستهلكين بالشتات و الحيرة و الإحباط كون المستهلك لا يشعر بقيمة هاتفه لمدة طويلة و سريعا ما يرى أن هاتفه قديم أمام جديد جاء بسرعة ، و على هذا الأساس أمل ان نرى هاتفا رائدا واحدا من سوني كل عام كما الأمر بالنسبة لمنافسين أخرين ، و بالموازاة مع ذلك تبقى الأسباب السابقة مشكلة في طريق هذه الشركة للصدارة وجب أن تكسرها .